سهير البابلي.. ارتدت الحجاب بسبب الشعراوي وأسلم فنان يهودي ليتزوجها

سهير البابلي.. «سوسكا» العاشقة للفن منذ الصغر، والتي تحدت والدتها من أجله رغم أن والدها ناظر المدرسة كان يؤمن بموهبتها، حتى وقفت على خشبة المسرح الذي تنتمي إليه وليس للسينما أو التليفزيون، ونجحت في تحقيق شهرتها الكبيرة من خلاله، فهي «المُعلِمة عفت» التي واجهت «المشاغبين» حتى عادوا إلى رشدهم، و«سكينة» التي طالما أضحكتنا بصحبة «عبعال»، و«بكيزة» الأرملة المتعجرفة المسكينة التي أطلت علينا ومعها «زغلول»، حتى احتلت مكانة خاصة في قلوب الجماهير، رغم اعتزالها الفن منتصف التسعينيات، حتى عادت بمسلسل «قلب حبيبة»
وُلدت سهير حلمي إبراهيم البابلي، في 14 فبراير 1937 بفارسكور في محافظة دمياط، ولكنها لم تقضِ طفولتها هناك وعاشت في المنصورة لأن والدها كان ناظر مدرسة ثانوية بها، والذي تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة لأنها كانت تجيد تقليد الممثلين، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية بعد حصولها على الثانوية العامة، وكان من أساتذتها حمدي غيث وعبد الرحيم الزرقاني، وإلى جانبه التحقت أيضًا بمعهد الموسيقى، ودفعها المخرج المسرحي الراحل فتوح نشاطي لاحتراف الفن، وساهم في انضمامها للمسرح القومي، وهناك عمِلت مع نجمتي المسرح سناء جميل وأمينة رزق، وهو ما كان يضعف فرصتها في الحصول على دور البطولة، وهناك شاركت في العديد من العروض المسرحية، ومنها: «بيت برنارد ألبا، الناس اللي فوق، ليلى والمجنون، الخال فانيا، العالمة باشا».
عارضت والدتها دخولها الفن، لكنها بعد عامين سامحتها، وفي إحدى المرات سارت وراءها والدتها وتتبعتها حتى وصلت إلى المسرح، وفور أن شاهدت ابنتها صرخت، حتى جرت «سهير» هربًا من أمها إلى دار الأوبرا، واختبأت في غرفة الحارس، وأولى مشاركاتها السينمائية كانت في عام 1957، من خلال فيلمي «إغراء، صراع مع الحياة»، ثم شاركت في العديد من الأفلام، ومنها: «هل أقتل زوجي، ساحر النساء، المرأة المجهولة، لن أعود، لوكاندة المفاجآت، حياة امرأة، البنات والصيف، يوم من عمري»، وبعد تأسيسه فرقة «الفنانين المتحدين» عام 1966، عرض عليها المنتج المسرحي سمير خفاجي، الانضمام إلى الفرقة، وهو ما حدث، وشاركت في العديد من العروض المسرحية، ومنها: «سليمان الحلبي، ريا وسكينة، على الرصيف».
ومن أهم أعمال «سهير» المسرحية مشاركتها في «مدرسة المشاغبين» عام 1973، والتي حققت لها نجاحًا كبيرًا، وجسّدت خلالها شخصية «عفت عبد الكريم»، بعد أن كانت ستؤدي الدور ميرفت أمين وقت أن كان سيُخرج العمل سمير العصفوري، وصفاء أبو السعود وقت أن كان سيُخرج العمل سعد أردش، ولكن مخرج العمل جلال الشرقاوي هو من اختارها بعدما شاهدها في المسرح القومي، وخلال عروض المسرحية كانت «سهير» على خلاف دائم مع الفنانين عادل إمام وسعيد صالح، بسبب كثرة ارتجالهما، وهو ما دفع «الزعيم» إلى الانسحاب أمام الجمهور وفقًا لمذكرات مخرج العمل، كما انسحبت هي مرتين حتى حلت مكانها ميمي جمال، ثم نيللي، حتى أنه مع اعتزام سمير خفاجي تقديم مسرحية «العيال كبرت»، عام 1979، أراد ضمها ضمن طاقم العمل، إلا أنها اعتذرت.
في عام 1983، قدّمت أحد أهم أعمالها، مسرحية «ريا وسكينة»، مع الراحلة القديرة شادية في مشاركتها المسرحية الوحيدة، وحققا بها نجاحًا كبيرًا، وشهد عام 1987، عملها الدرامي الأهم «بكيزة وزغلول»، مع الفنانة إسعاد يونس، مؤلفة المسلسل، ولم يتوقعا نجاحه إلا أن رد فعل الجمهور فاجأهما، ما دفع أبطال المسلسل لإعادته كفيلم «ليلة القبض على بكيزة وزغلول» بعدها بعامين، وشاركت في أعمال تليفزيونية أخرى، منها: «الشاهد الوحيد، عش المجانين، ومشيت طريق الأخطار».
في عام 1992، فاجأت «سهير» الجميع وأعلنت اعتزلها الفن وارتداء الحجاب واعتبرت الرقص الشرقي حراما، وبررت ذلك بأنها كانت «تقدم أشياءً تخالف ما أقره الله وتشجع على ما حرمه»، وكشفت أن الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي كان صاحب الفضل في ارتدائها الحجاب، مؤكدةً أنه قال لها: «لم يقل لي الفن وحش واعتزلي، قالي نقي الأدوار الكويسة»، حسب تصريحات لها ببرنامج «العاشرة مساءً» ديسمبر 2017، وفي برنامج «100 سؤال»، مع راغدة شلهوب، فبراير 2016، قالت إنها خجلت كون ابنتها ارتدت الحجاب وهي في سن صغيرة، بينما هي كانت مهتمة بالفن، وهو ما دفعها للخوف.
في عام 2005 فاجأت الجمهور مرة أخرى، بعودتها للفن من بوابة مسلسل «قلب حبيبة»، وقالت حينها في تصريحات صحفية: «استشرت الكثير من الشيوخ الذين أعتقد أنهم جديرون بالفتوى، وأثق بفتاواهم»، ووضعت شروطًا عدة بعد عودتها للعمل الفني، ومنها: «الحفاظ على الالتزام وعدم تقديم فن يسيء لها ولاحترامها لنفسها، أو يتجاوز الحلال إلى الحرام، ولا سلام على الرجال أو الاحتكاك بهم، ولا ملابس عارية أو مخالفة للزي الإسلامي الشرعي، ولا أدوار تافهة»، غابت مجددًا عن الظهور لمدة 11 عامًا وعادت عام 2016، بمسلسل «قانون سوسكا».
تزوجت سهير 5 مرات، الأولى من محمود الناقوري، وعمرها 16 عامًا، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة نيفين، ولكن فشلت الزيجة سريعًا وانتهت بالطلاق، والثانية من الملحن منير مراد، شقيق الفنانة ليلى مراد، وكان يهوديًا وأسلم من أجلها، وقالت خلال حوارها عبر فضائية «دريم»، إنه أسلم إسلامًا صحيحًا ولم يُسلم من أجل الزواج منها فقط، وكانت تحبه بشدة ولكن غيرته الشديدة حالت دون استمرار الزواج، ثم تاجر المجوهرات أشرف السرجاني ولكنه توفى، ثم رجل الأعمال محمود غنيم، وانفصلت عنه هو الآخر، وكانت زيجتها الخامسة من الفنان أحمد خليل، وبسبب الغيرة أيضًا انفصلت عنه.