في مستهل لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفلسطيني محمود عباس، أبلغ بوتين تحيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. كما أفاد الرئيس الروسي إنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تناولت تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال "لقد تحادثت للتو عبر الهاتف مع رئيس الولاياتالمتحدة السيد دونالد ترامب. وبالطبع تحادثنا عن السوية الفلسطينية الإسرائيلية أيضا. وأود أن أنقل لكم منه أطيب التمنيات". من جانبه أكد عباس رفض فلسطين التعاون مع الولاياتالمتحدة كوسيط في عملية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أن هذا الموقف ينبثق من رفض فلسطين تصرفات الولاياتالمتحدة. وأضاف عباس أنه لا مانع لدى فلسطين لأن تكون الوساطة في عملية التسوية متعددة الأطراف، ك"الرباعية" ودول أخرى من قبيل الآلية التي تم استخدامها في المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. وكان الكرملين قد أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألغى زيارة إلى مدينة سوتشي، وقرر لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في موسكو على خلفية حادث تحطم الطائرة الروسية. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في وقت سابق، إن بوتين ألغى رحلة إلى سوتشي كانت مقررة يوم الاثنين، بعد تحطم الطائرة "أن-148" في مقاطعة موسكو. وأضاف بأنه تقرر عقد اللقاء المزمع بين الرئيس الروسي والرئيس الفلسطيني في موسكو بعد أن تم إلغاء رحلة الرئيس إلى سوتشي. وقال السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل إن زيارة عباس إلى روسيا بالغة الأهمية، وتأتي في إطار مساعي الرئيس في استكمال حواراته مع قيادات دول العالم للعمل على إيجاد وسيط نزيه في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وذكر نوفل أن زيارة عباس إلى روسيا مهمة كونها تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد، مشيرا إلى أن المنطقة تغلي بالأحداث الكبيرة والتطورات المتصاعدة والمتلاحقة نتيجة الإعلان الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى تصعيد الإجراءات العسكرية في القدس وباقي المناطق الفلسطينية. وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني أن هذه الأحداث تشكل تربة خاصة للحديث مع الجانب الروسي في مختلف القضايا، مؤكدا في السياق ذاته أن عباس أعلن أن الولاياتالمتحدة غير مرحب بها في لعب دور الوساطة مع الجانب الإسرائيلي. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن نوفل أن "الرئيسين الروسي والفلسطيني سيبحثان آلية وساطة جديدة محتملة لتحل محل رباعية الشرق الأوسط". وفي هذا الصدد بالذات، كان عباس قد أكد أمس الأحد، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في رام الله، أن "تشكيل آلية متعددة الأطراف تنبثق عن دول متعددة هي السبيل الأمثل لرعاية مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية".