دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صحته العقلية، في سلسلة من التغريدات، بعد نشر الصحفي الأمريكي مايكل وولف كتابه "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض". الكتاب الذي يفضح كل شئ في الحياة اليومية للرئيس الأمريكي، يأتي قبل أيام من الذكرى الأولى لتنصيب ترامب في العشرين من يناير. صحيفة "الجارديان" البريطانية، أشارت إلى أن "وولف" يصف في كتابه عالم ترامب ب"الملئ بالنشاز والاختلال الوظيفي"، مضيفًا أن الإخلاص هو أمر غائب تمامًَا عن المشهد بين ترامب والعاملين معه. كان كتاب وولف متوقعا بشكل كبير لأنه تمكن من الوصول للمكتب التنفيذي بالبيت الأبيض، وادعى أنه أجرى نحو 200 مقابلة مع موظفين به، وفيما يلي ملخص لبعض ما كشفه الكتاب: الحملة الانتخابية : يزعم وولف أنه لم يتوقع أي من حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتمكن من الفوز على هيلاري كلينتون، حيث كان يتوقع ترامب أن تتسبب هزيمته في إحداث تأثير جيد على ثروته وشهرته وشبكته الإعلامية. ونقل الكتاب عن مايكل فلين المستشار السابق للأمن القومي قوله لعدد من أصدقائه خلال الانتخابات الرئاسية: إن "الحصول على 45 ألف دولار من الروس مقابل خطاب، سيكون مشكلة كبيرة في حال فوز ترامب فقط". الزواج : أدعى "وولف" في كتابه أن ميلانيا ترامب، الزوجة الثالثة للرئيس الأمريكي، كانت من بين الذين لم يتوقعوا فوز زوجها، حيث بكت ليلة الانتخابات "ولم تكن دموع فرحة". وأشار الكتاب إلى أن ترامب وميلانيا يقيمان في غرفتان منفصلتان، وهي المرة الأولى منذ رئاسة جون كيندي أن يقيم الرئيس وزوجته في غرف منفصلة، مضيفًا أنه في يوم التنصيب "تشاجر ترامب وزوجته، والتي كانت على حافة البكاء، وقررت العودة إلى نيويورك". البيت الأبيض: يشير الكتاب إلى أن ترامب لديه ثلاث أجهزة تلفاز في غرفته، بعد أن أصر على توصيل جهازين إضافيين، ويقول وولف "إذا لم يكن يتناول وجبة العشاء مع ستيف بانون في السادسة والنصف، سيكون ترامب في غرفته يتناول شطيرة برجر، ويشاهد التلفاز، ويجري مكالمات هاتفية". وأضاف أن ترامب اختلف مع أفراد الخدمة السرية المسئولين عن حمايته، بعد أن كان يريد أن يضع قفل على باب غرفته، فيما رفض أفراد الجهاز الأمني. وادعى وولف في الكتاب أن " ترامب وبَخ طاقم العاملين في المنزل، لالتقاط قميصه من الأرض، حيث فرض مجموعة من القواعد الجديدة بألا يلمس أحد أي شيء، وخاصة فرشاة الأسنان الخاصة به". وتابع "كان لديه خوف من التسمم، وهي أحد الأسباب التي جعلته يحب أن يأكل في ماكدونالدز، حيث لا يعرف أحد أنه قادم، كما أن الطعام معد مسبقًا". تصوره لنفسه: في عبارة قد تشير إلى فهم ترامب الضعيف لموقفه السياسي المميز، نقل وولف عن شخص أجنبي لم يسمه تساؤله "ماذا تعني عبارة "قمامة بيضاء"؟، ليرد ترامب: "إنهم أشخاص مثلي تمامًا، ولكنهم فقراء". الذكاء : وذكر وولف في كتابه عدد من الروايات المفصلة عن فشل ترامب في استيعاب مبادئ السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة لفهم أساسيات الدستور الأمريكي. و نقل عن أحد مساعديه سام نونبيرج قوله: "لقد بلغت بالكاد التعديل الرابع في الدستور، لأجده يضع أصبعه على شفته"، في إشارة إلى أنه لم يفهم أي شئ. الصحة النفسية: يدعَي الكتاب أن معظم مساعدي ترامب، بما فيهم أفراد من أسرته، يتشككون في القدرات العقلية للرئيس البالغ من العمر 71 عامًا. فعلى سبيل المثال، لم يتعرف ترامب على جون بونر المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، عندما تم ترشيحه في منصب كبير موظفي البيت الأبيض. ويشير وولف، إلى أن الرئيس الأمريكي غالبًا ما يكرر كلماته، خاصة فيما يتعلق بما يقوله المذيعين عنه على قنوات التلفاز. روسيا: كان ستيف بانون المساعد السابق للرئيس الأمريكي هو المصدر الرئيسي لروايات "وولف" عن رد فعل البيت الأبيض على إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، والذي قال: إنها "كانت فكرة جاريد كوشنر وإيفانكا". ونفى "بانون" أي دور له في التواطؤ بين حملة ترامب والروس، واصفًا لقاء أفراد من الحملة مع مسئولين روس في برج ترامب، ب"الخيانة"، و"عدم الوطنية"، مؤكدًا أنه لا يمكن ألا يكون الرئيس على علم بما حدث، مضيفًا أن الرئيس قد يكون التقى الروس بنفسه. كما أشار إلى أن ترامب لم يعي حجم المشاكل التي تورط فيها بتهمة التواطؤ مع روسيا، والتهم المتعلقة بغسيل الأموال. واقتبس "وولف" في كتابه عن روجر إيلز المدير التنفيذي السابق لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية قوله لترامب: "يجب أن تنتهي من موضوع روسيا، يجب أن تأخذ الأمر بجدية دونالد" - ليرد ترامب "جاريد يتعامل مع هذا الأمر، لقد انتهينا منها". السعودية : أشار "وولف" في كتابه إلى أن ترامب قال صراحة، عقب تولي بن سلمان ولاية العهد: "لقد هندسنا انقلابا ووضعنا رجلنا على القمة". ويصف الكاتب العلاقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترامب وعائلته، بأنها تعتمد على أن كل منهم يعرف القليل عما يقومون به. ونقل الكتاب عن أحد أصدقاء كوشنر قوله: "عندما قدَم بن سلمان نفسه إلى كوشنر كرجله في المملكة العربية السعودية، كان ذلك مثل لقاء شخص لطيف في اليوم الأول من المدرسة". وأضاف أنه كجزء من دبلوماسيته، استغل بن سلمان احتضان ترامب له كجزء من خطته للسيطرة على السلطة في المملكة"، وفي المقابل "أعلن بن سلمان عن حزمة من الصفقات خلال زيارة ترامب للمملكة، ليظهر ترامب بمظهر الفائز". كما أدعى "وولف" في كتابه أن ترامب منح لمحمد بن سلمان الضوء الأخضر "للبلطجة على قطر"، وشن حملته على العائلة المالكة في السعودية. العداء ضد إيران: حدد خطاب ترامب العدائي تجاه إيران سياسته الخارجية، حيث يقول وولف: "تحت وصاية مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، علم ترامب أن إيران تلعب دور "الرجل السيئ"، وهو ما قاد الرئيس الأمريكي للاعتقاد بأن أي شخص يعارض إيران فهو رجل جيد جدًا".