تصاعدت حدة التظاهرات التي تشهدها إيران على مدار الأيام القليلة، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 22 متظاهرا وإصابة العشرات، واعتقال 450 آخرين. ولم تتأخر الولاياتالمتحدة عن التعليق على الأحداث، ليغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تويتر قائلًا: إن "العالم يراقب ما يحدث"، "وأن شعب إيران العظيم يريد التغيير، وأن قادة إيران لا يخشون إلا من الشعب". وفي ليلة رأس السنة أشاد ترامب بالمتظاهرين قائلًا: إن "الناس أصبحت لديها من الحكمة أخيرًا، لتعرف كيف تنهب أموالهم وثرواتهم، ويتم تبذيرها على الإرهاب؟، ويبدو أنهم لم يعودوا يطيقون الأمر أكثر من ذلك". مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، قالت: إن "جذب تظاهرات إيران انتباه ترامب، ليس أمرًا مستغربًا، فمنذ أن تولى منصبه في بداية 2017، أوضح أن إيران تحتل مكانة متقدمة في قائمة أولويات السياسة الخارجية، كما تسبب قراره بالتخلي عن الاتفاق النووي مع طهران في إزالة "الجزرة" من سياسة "العصا والجزرة" التي اتبعها باراك أوباما في التعامل مع القضية. وأشارت المجلة إلى أن الرئيس صاغ نهجًا جديدًا في التعامل مع الجمهورية الإسلامية.. يعتمد حصرًا على الانتقادات القاسية والتهديدات والإكراه، إلا أن التغريدات عن أحداث إيران مضللة ولها نتائج عكسية، فالشعب الإيراني لم "يصبح أكثر حكمة أخيرًا"، كما أشار الرئيس الأمريكي. ووفقًا للمجلة، فإن إيران لديها حركة مدنية حيوية وفعالة، ساعدت في إنتاج وتبني فرص للإصلاح والتغيير على مدار عقود، بداية من المشاركة الفعالة في الانتخابات، وصولًا للانخراط في مختلف حركات التظاهر والإصلاح لإيصال أصواتهم. فمنذ بداية القرن العشرين، حارب الإيرانيون من أجل الحصول على حقهم في المشاركة في الحكم والتمثيل السياسي، والمطالبة بالشفافية، ومؤخرًا سعت العديد من الحركات للحرية من ضمنها ثورة 1979، والحركة الخضراء في 2009، ودفع العديد من الإيرانيين أرواحهم ثمنًا لهذه الحركات، بحسب "ذا أتلانتك". وأضافت أنه على عكس ما أشارت إليه تغريدات ترامب، لم تندلع التظاهرات احتجاجًا على سياسة إيران الخارجية، أو اعتراضًا على دعم النظام للإرهاب، وهذا لا يعني أن المتظاهرين موافقين على موقف النظام في هذه القضايا، إلا أن السبب الرئيسي للمظاهرات التي اندلعت منذ الخميس الماضي، يكمن في زيادة أسعار الاحتياجات اليومية، والبضائع، خصوصًا الدواجن والبيض، بالإضافة لارتفاع معدل البطالة، ونقص الخدمات. وتشير تغريدات ترامب إلى أنه بالكاد يفهم الدولة التي عكف على شيطنتها، وهو أمر خطير للغاية، نظرًا للدور الذي يلعبه في تحديد كيف ستسير الأمور مستقبلًا؟. فإدارة ترامب كثيرًا ما هددت بورقة إسقاط النظام في إيران، حيث اعترف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنه ينظر في دعم بعض العناصر في إيران والتي تدعم الانتقال السلمي للسلطة كخيار ممكن. لكن بعيدًا عن دعم الشعب الإيران، فإن رد فعل الإدارة الأمريكية على هذه التظاهرات لم يؤدي إلا إلى تقويض جهود المتظاهرين. ففي تظاهرات 2009، وافقت إدارة "تويتر" على تأجيل إغلاق الموقع في إيران، بناءًا على طلب من الإدارة الأمريكية، لتمكين المتظاهرين من التنظيم والتواصل.. والآن يجب على الإدارة الأمريكية أن تتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي، والمنصات الإعلامية لتسهيل عملية الاتصال من وإلى إيران. وتابعت المجلة "على الرغم من أن التظاهرات يمكن أن تؤدي من الناحية النظرية إلى خلق حركة أوسع لتغيير النظام، إلا أن ذلك لن يحدث، فالشهية لتحقيق انتقال السلطة تتضاءل في إيران، نظرًا لعدم وجود بدائل فعالة، وذبول ثورات الربيع العربي. وتشهد إيران تظاهرات مستمرة منذ الخميس احتجاجا على الأزمة الاقتصادية ورفضًا لسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني، وقد تخللت هذه الاحتجاجات بأعمال عنف نتج عنها مقتل 20 شخصًا واعتقال أكثر من 450.