لاحظ المصريون تباطؤا كبيرا في سرعات الإنترنت خلال الأيام الأخيرة، ولكن الشكاوى لم تكن تأخذ شكلا جماعيا إلا خلال الساعات الأخيرة الماضية، عقب إعلان الشركة المصرية للاتصالات -على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي- أن هناك عطلا واقعا في الإنترنت، وجار حله خلال الأيام القليلة المقبلة. وبالبحث تبين أن سبب العطل الذي تحدثت عنه "المصرية للاتصالات" يعود إلى انقطاع كابل بحري يمر عبر الأراضي المصرية وهو أحد الكابلات المغذية لمصر بالإنترنت، حيث أوضحت شركة "se me we 3" المالكة لعدد من الكابلات البحرية حدوث انقطاع في أحد كابلاتها الرئيسية الذي يمر جزء منه في مصر، مما يؤثر على سرعات الإنترنت. وبالرغم من أن الشركة المصرية للاتصالات لم توضح موعدا محددا لعودة الإنترنت إلى طبيعته، بحسب ما جاء في بيانها الذي قالت فيه "عميلنا العزيز نحيط سيادتكم علما بأنه توجد مشكلة عامة تؤثر على كفاءة خدمة الإنترنت حاليا في مصر وبعض البلاد المجاورة، وجار العمل على حلها، ومن المتوقع أن يتم استعادة الخدمة بشكل كامل تدريجيا خلال الأيام القليلة المقبلة"، فإن شركة Se Me we3 أوضحت أن الكابل المتعطل سوف يعود للعمل بكامل طاقته في موعد أقصاه 9 يناير الجاري. وتعد الشركة المصرية للاتصالات هي المالك الرئيسي للبنية التحتية في مصر -كابلات وسنترالات- كما أن كل الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت الأرضي تقدمه من خلال كابلات المصرية للاتصالات، ومن بينها شركات "تي إي داتا" المملوكة للمصرية للاتصالات، فودافون، اتصالات، أورانج، ونور. ويبلغ عدد المشتركين في خدمات الإنترنت الأرضي نحو 3.8 مليون عميل في مصر، موزعين على الشركات الخمس المقدمة للخدمة، وتستحوذ "تي إي داتا" على ما يزيد على 70% من عدد المشتركين، وتوزع النسبة الباقية على الشركات الأربع الأخرى. والحقيقة أن الانقطاع الحالي في الكابل البحري يعد أخف وطأة من انقطاعات سابقة، حيث إن الانقطاع الحالي لم يشعر به كثير من المستخدمين إلا في بطء بعض الخدمات أو بطء السرعات، في حين كانت الانقطاعات السابقة للكابلات تؤدي إلى انفصال الخدمة تماما لساعات ووصلت في بعض الأحيان ليوم كامل. ويشار إلى أن انقطاع الكابل البحري الحالي تزامن معه تعطل خدمات الواتس آب في مصر لساعات في يوم 31 ديسمبر الماضي، لكن لم يتم الربط حتى الآن بشكل رسمي بين هذا التعطل وانقطاع الكابلات البحرية. ويمر عبر الأراضي المصرية مجموعة من الكابلات البحرية باعتبار مصر نقطة اتصال محورية بين الشرق والغرب ونقطة التقاء بين كل من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، لذلك فإن مصر تعتمد على عدد من الكابلات البحرية بما فيها Se Me We 3 وSe Me We 4، حيث أوضح المهندس أحمد البحيري الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات أن شركته من أكبر مشغلي الكابلات البحرية في العالم، مشيرا إلى أن الكابلات لديها عدة مسارات ولكن المسار الأسهل والآمن يكون من خلال المرور من الأراضي المصرية. وأوضح أن المصرية للاتصالات موجودة في 13 كابلا بحريا رئيسيا و4 كابلات بحرية أخرى، وأن الشركة تعمل على تعظيم العائد من هذه الكابلات عن طريق تقديم خدمات للشركات العالمية لتخزين بياناتها في مصر.