يبدو أن حدة التوترات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لم تهدأ مع بداية العام الجديد 2018، وذلك بعد عام من التلاسن بين الجانبين. وشهد عام 2017 المنصرم حربًا كلامية بين كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية الذي أعلن أن الأراضي الأمريكية أصبحت في مرمى صواريخه، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بصب "الغضب والنار" على بيونج يانج إذا ما هددتها وحلفائها. واستمرت التهديدات مع بداية عام 2018، حيث أعلن كيم في خطابه بمناسبة العام الجديد، أن ترسانة بلاده النووية اكتملت، وأنه يملك زر لإطلاق الأسلحة النووية على مكتبه، وفقًا لما نشرته شبكة (بي بي سي) البريطانية. وأضاف الزعيم الكوري الشمالي في كلمته المتلفزة أن الأراضي الأمريكية أصبحت في مرمى أسلحته النووية، مؤكدًا أن هذه حقيقة، وليس تهديد. وأعاد "كيم" التأكيد على تركيزه على برنامج الأسلحة، مشيرًا إلى أن البلاد يجب أن تتوسع في إنتاج الرؤوس النووية، والصواريخ الباليستية. يذكر أن كوريا الشمالية أجرت 6 تجارب نووية تحت الأرض، وفي نوفمبر الماضي اختبرت (هواسونج- 15)، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات، وصل ارتفاعه 4.475 كيلومتر. وردًا على أسئلة الصحفيين بخصوص تصريحات الزعيم الكوري الشمالي، قال ترامب على هامش مشاركته في احتفال رأس السنة في منتج مار ألاجو بفلوريدا: "سنرى كيف سنتصرف". وأشارت الشبكة البريطانية إلى أن "كيم" لم يكتف بالتهديد والوعيد في خطابه، وقدَم "غصن زيتون" لجارته الجنوبية، مشيرًا إلى أنه مستعد للحوار. وأكد أن العلاقات بين الشمال والجنوب، اللذان يعدان في حالة حرب، من الممكن أن تشهد انفراجة خلال العام المقبل، حيث صرح كيم "أن عام 2018 يعد عامًا هامًا لكل من الشمال والجنوب، كون الشمال يحتفل بالذكرى السبعين لولادة دولته، فيما يستضيف الجنوب الأولمبياد الشتوية". ولفتت "بي بي سي" إلى أن هذه التصريحات تعد تغيرًا ملحوظًا في اللهجة المستخدمة، بعد عام من الحرب الكلامية بين البلدين. وأشار زعيم كوريا الشمالية إلى إمكانية أن يشارك وفد رياضي من البلاد في أولمبياد بيونج تشانج التي تستضيفها كوريا الجنوبية في فبراير المقبل، مؤكدًا أنها ستكون فرصة جيدة لنظهر للعالم وحدة الشعبين.