كتبت - مروة يحيى أصبحت الثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابى عنوانا لجدل كبير، منذ بدأ يهاجمها بعنف وباستهتار أحيانا، الكاتب يوسف زيدان، وتصدى العديد من الكتاب له وتفنيدهم لمقولاته. لا يمكن أن نفكر فى أنه هناك حجر على إعادة قراءة التاريخ؛ لكل كاتب، أو إنسان عادى، أن يراجع وينتقد، ويأخذ موقفا، لكن هناك أجيال لم تدرس بالتفصيل تلك الوقائع، وقد تتعجل الانحياز نحو وجهة نظر دون تمحيص، سنحاول هنا أن نساعد من يرغب فى أن يكون هو الحكم، من يرغب فى أن يصنع رأيه بنفسه، وسنقدم قوائم بأهم الكتب والمراجع التى تساعد من يرغب فى ذلك، وسنسأل متخصصين ليساعدونا فى تلك المهمة. المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي يرى أن عبد الرحمن الرافعي قدم كتابا مهما عن الثورة العرابية بعنوان "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي" ويقول:" هو بحق- الرافعى- لم يترك أي صغيرة أو كبيرة إلا أوردها، فيجعلك تعيش أجواء وأحداث الثورة بكل ما فيها"، كما قدم دكتور سمير طه رسالة دكتوراة ممتازة عن أحمد عرابي، وتعد مرجعاً رئيسياً تناول فيها احداثا منذ عهد الثورة الفرنسية 1889 وحتى عام 1959. فيما رشح لنا الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، كتابين، أولهما كتاب صلاح عيسى "الثورة العرابية" وهو محاولة لفهم وإنصاف هذه الثورة، والكتاب الثاني هو "القوى الاجتماعية في الثورة العرابية" للطيفة سالم. فيما يرى دكتور عبد المنعم الجميعي، أستاذ التاريخ بجامعة الفيوم، أن كتاب عبد الرحمن الرافعي جيد؛ لكنه كان يهاجم عرابي، ومنحاز لمصطفى كامل إلى حد ما، ولذلك يؤخذ ما يكتبه بحذر، لافتاً إلى أنه قدم كتاب تحقيق عن مخطوط أحمد عرابي "كشف الستار عن سر الأسرار في الثورة المصرية الشهيرة بالثورة العرابية"، وقد طبعته دار الكتب في ثلاثة أجزاء، كما قدم محمود الخفيف كتابا رائعا بعنوان "أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه"، وأشار الجميعي إلى أن له كتاب أخر بعنوان "الثورة العرابية رؤية جديدة" قام مركز الدراسات السياسية بالأهرام بطباعته منذ 20 عاماً. أما دكتورة زبيدة محمد عطا، أستاذ العصور الوسطي وعميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقا، فرشحت عدة كتب عربية وأجنبية، منها:" الأساس الاجتماعي للثورة العرابيية" للدكتور رفعت السعيد، و"تاريخ الوزارات المصرية" للدكتور المؤرخ يونان لبيب رزق. أما الكتب الأجنبية فأوضحت أن هناك كتاب "مصر وكيف غدر بها" للكاتب ألبرت فارمان ترجمة عبد الفتاح عنايت، وهو كتاب يظهر كيف أن الأوربيين يرون أن مصر غدر بها للاستيلاء على خيراتها، وألبرت فارمان هو القنصل الأمريكي في مصر بين عامي (١٨٧٦-١٨٨١) وبذلك فقد كان معاصرا للحدث قريبا من شخصياته الرئيسية، وأيضاً "الأصول الاجتماعية والثقافية لحركة عرابي في مصر: الاستعمار والثورة في الشرق الأوسط" تأليف جوان كول، ترجمة عنان علي الشهاوي، وهو يتحدث عن التاريخ الاستعماري في مصر والأصول الاجتماعية والثقافية للثورة. الدكتورة لطيفة سالم قدمت كتاب "عرابي ورفاقه في جنة آدم" الصادر عن دار "الشروق" الذى يتناول قصة أحمد عرابى ورفاقه الذين نفاهم الاحتلال الإنجليزى إلى جزيرة سيلان بعد قيامهم ب"التمرد" على كل من الحاكم والمحتل، وقامت لطيفة بمعايشة الأماكن التي دارت بها الثورة العرابية، ونقلت صورة حية للمنفى كموضوع تاريخي؛ وفى الوقت نفسه كحالة معاناة إنسانية قد تدفع الشخص لتغيير جانب من آرائه، وتدفع رفاق الثورة إلى الخلاف، بل والعداوة أحياناً. الكاتب صلاح عيسى أكد قبل رحيله عن عالمنا منذ أيام، أن هناك الكثير من الكتب والمجلدات التي تناولت الثورة العرابية بتفاصيلها، ومن أبرزها "مذكرات الإمام محمد عبده" التي صدرت عن دار الهلال، وهناك أيضاً كتاب "البحر الزاخر فى تاريخ الأوائل" والذى تناول فيه المؤلف محمود سامي تفاصيل الثورة العرابية، وفى الجزء الرابع من الكتاب عرض أخطاء الثورة العرابية عندما اكتفت بنقل الخديوي إلى الإسكندرية. ورحل عيسى عن عالمنا منذ أيام إلا أنها وأضاف عيسى: هناك كتاب مترجم فى فترة الخمسينيات بعنوان "التاريخ السري للإحتلال البريطانى لمصر" تناول الحديث عن الثورة العرابية، كما يوجد مجلد "مصر الحديثة" ألفه اللورد كرومر، ويعد مرجعا ثمينا، تتمثل أهميته فى أن مؤلفه كان من أصحاب القرار وقت الثورة العرابية.