على الرغم من فشل "جنيف - 8"، فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هزيمة الإرهابيين في سوريا وخلق مناطق خفض التصعيد يمهدان للتسوية السياسية في البلاد. وقال لافروف، خلال كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي: إنه "بفضل العمليات العسكرية الروسية في سوريا تسنى دحر (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تحصنت في الأراضي السورية، ويمهد دحر الإرهابيين وإنشاء مناطق تخفيض التصعيد التي تمت إقامتها في إطار عملية أستانا للانتقال إلى المرحلة التالية، ألا وهي التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254". وذهب لافروف إلى أن ما يمكنه أن يساعد في حل هذه المهمة هو التحضير لعقد مؤتمر ما يسمى ب"الحوار الوطني السوري" في مدينة سوتشي، مشيرًا إلى أن جدول الأعمال يتضمن إعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة برعاية الأممالمتحدة وحل القضايا الإنسانية ووضع برنامج شامل لإعادة إعمار البلاد. واعترف وزير الخارجية الروسي في معرض حديثه عن الجهود المشتركة لروسيا وإيران وتركيا بشأن التسوية السورية، بأنه "ليس هناك تطابق للأهداف والمصالح بنسبة 100%، ولكن مع تنوع مواقف الدول الثلاث بشأن مختلف نواحي الوضع في سوريا، نعتمد على التضامن المطلق بشأن ضرورة الانتصار على الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وضمان تعايش كافة طوائفها بشكل منسجم". جاءت تصريحات لافروف على خلفية إعلان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن سوريا معرضة للتفكك في حال عدم التوصل إلى تسوية سلمية. وقال دي ميستورا: إن "المعارضة السورية أبدت استعدادها للتفاوض المباشر، لكن الوفد الحكومي غير جاهز لذلك"، مشددا على أن "ذلك يثير قلقا، إلا أن للدبلوماسية وسائل كثيرة للنقاش مع أولئك وهؤلاء". وأكد المسؤول الأممي أنه حث موسكو على إقناع الحكومة السورية بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة على مدى 7 سنوات، إلا أن وفد نظام دمشق إلى جنيف اتهم دي ميستورا بالانحياز، وبأنه يعمل على تعطيل التسوية. كما اشترط وفد بشار الأسد تراجع المعارضة السورية عن قراراتها في مؤتمر "الرياض 2"، لكي يوافق على مفاوضات مباشرة معها برعاية أممية.