- نسعى لتقديم أفلام كويتية مرتبطة بهويتنا لها واقع تاريخي وأثر معكوس على الوضع الحالي - الاعتماد على موقع تصوير واحد مخاطرة سينمائية كبيرة إما تنجح بالعمل أو تدفعه إلى الفشل رغم فخر المخرج رمضان خسرو بعرض فيلمه الكويتي «سرب حمام» ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فإنه لم يخف شعوره بالحزن والغضب الشديدين من عرضه داخل قاعة مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، التي لم تكن مؤهلة لتقديمه كعمل فني كامل، حيث خرج شريط الصوت بشكل غير مناسب، إلى جانب تأثيرها في الألوان، وهو ما أفقد العمل عنصرين مهمين للغاية، كان الصنّاع قد بذلوا مجهودًا كبيرًا في تقديمهما للجمهور، إلى جانب التكلفة الإنتاجية الضخمة التي أنفقوها عليهما. «خسرو» كشف في حواره مع «التحرير» عن كواليس هذه التجربة السينمائية، ومشاركته بمهرجان القاهرة، وكذلك وضع السينما الكويتية بين نظائرها في المنطقة العربية. - بعد سنوات من انتهاء حرب العراق على الكويت.. ما الفائدة من تقديم فيلم عنها في الوقت الحالي؟ الفيلم يتناول أثر الحرب، وكيف يمكن أن نستفيد منها، ومن الحصار في عودتنا إلى التكاتف مرة أخرى، لا سيما في ظل الأوضاع، التي تمر بها المنطقة العربية، والمشتعلة تمامًا، وجود «سرب حمام» كفيلم مهم في الخليج عامة، والكويت بشكل خاص، من جهة أخرى فإنه في ظل قلة الأفلام في السينما الكويتية وندرتها وتباعد الإنتاج فإننا نحاول عند صناعة فيلم يكون له هوية كويتية، وقريب من أحداث المجتمع الكويتي، فيكون لها واقع تاريخي، وأثر معكوس على الوضع الحالي، وهذا ليس قاصرًا فقط على السينما الكويتية، بل حتى في أفلام هوليوود نجد مجموعة منها مهمتها توثيق التاريخ، والوضع نفسه في السينما المصرية. - وما أبرز الصعوبات التي واجهتك عند تنفيذ الفيلم؟ تصنيف العمل على أنه فيلم دراما وأكشن، يكشف عن الصعوبات التي واجهناها، إذ يصعب تنفيذ هذه الأعمال في الوطن العربي، لأنها تحتاج إلى تقنيات وأسلحة وخدع، وحاولنا قدر المستطاع أن نتفاداها ونقدم أفضل شكل ممكن تخرج به، لذا تعاونّا مع عدد من مصممي الجرافيك، كما ساعدتنا وزارتا الدفاع والداخلية بالكويت في مرحلة التصوير والتنفيذ لتقديم صورة واقعية وحقيقية على شاشة السينما. - وهل كان تحديد موقع التصوير في بلاتوه واحد سببًا في تيسير التنفيذ؟ كانت سهلة في كتابتها بالسيناريو، إنما في الإخراج أجدها صعّبت منه، رغم أنها تسهل من عملية السيطرة على المحيط الموجودين فيه، لكن صعوبتها في أن الأحداث تدور في مكان ضيق وصغير، وتكون عليّ مهمة كبيرة مرتبطة بكيفية جعل المشاهد لا يمل منه، وأجعله واسع الرؤية للمشاهد، مع الاهتمام بسرعة الإيقاع، اعتمادًا على سيناريو يناسب هذه النوعية من الأفلام، والتي اعتبرها مخاطرة كبيرة، إما تنجح أو تفشل، وكنت محظوظًا بالتعاون مع ممثلين موهوبين مناسبين لأدوارهم، منهم من كان الاختيار الأول والأخير أمثال الفنان الكبير داوود حسين، والنجم الشاب بشار الشطي، وآخرين خضعوا لاختبارات تمثيل. - وكيف وجدت عرض الفيلم في دار الأوبرا المصرية؟ الحقيقة أنني تضايقت جدًا من القاعة التي استقبلته، حيث لم تكن مؤهلة لعرض هذا الشريط السينمائي، ولم تبرز صوته كما قمنا بتنفيذه، والذي استغرق 3 أشهر من الموسيقار الأردني طارق الناصر، صاحب موسيقى العديد من الأعمال منها مسلسل «الملك فاروق»، وفيلم «مسجون ترانزيت»، وطارق حماد صاحب شريط الصوت، الذي استغرق منه تنفيذه شهرين، أي المسألة استغرقت 5 شهور، أنفق عليها ما يقرب من 50 ألف دولار وأكثر، هذا إضافة إلى اعتماد الفيلم على فنانين كبار، لتصل التكلفة العمل كله إلى نحو 100 ألف دولار، «ضاعوا في العرض بالأوبرا». - هل تحدثت مع خالد حماد بعد انتهاء العرض؟ بالطبع، وكان غاضبًا بلا شك، فهو بذل مجهودًا كبيرًا ضاع، ولم يظهر للجمهور، فالعمل السينمائي شريط كامل من الصوت والصورة والجرافيك والألوان وغيرها من العناصر الأساسية، فأنا كمخرج لا أعتمد فقط لعى ممثل أو كاميرا، إنما كل العناصر أسعى لتكون متوافقة، لكن جاء العرض ليضيع كل ما سعينا لتقديمه في مرحلتي المشاهدة ثم التقييم، وأرفض أن يأتي أحد يقول لي إنه فهم فكرته، ولا مشكلة، لأنه ليس رواية، إنما حالة يعيشها المشاهد بشكل متكامل، وفقدان أي عنصر فيها، يفقد المتعة والالتقاء بالفيلم، شخصيًا كمخرج فقدت متعة مشاهدته هناك. - وماذا تعلمت من هذا الموقف؟ أن أكون حريصًا على معرفة القاعات، التي ستستقبل فيلمي، لكنني أثق في أن القائمين على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد بذلوا مجهودًا في عرض العمل، و«عملوا اللي عليهم»، وجهزوا المسرح، لكن في النهاية هناك أخطاء فنية، وهذا سار في باقي العروض، ومؤمن بأنه وارد وجود أخطاء أو سقطات في أي عمل فني، حتى فيلمي وارد حدوث ذلك فيه، لذا لا ألوم المنظمين، لكنني ألوم لجنة التحكيم، الذين كان عليهم عندما شاهدوا فيلمًا بهذه الطريقة أن يطلبوا من الإدارة تقديمه في قاعة سينما، صحيح أن العرض الثاني يتم في سينمات، لكن كنت أفضل أن تتم كل العرض في دور العرض، حتى يأخذ كل صاحب فيلم حقه في العرض والتقييم، فأنا «زعلان على العرض»، وليس على مشاركة الفيلم في المهرجان، بالعكس أجده فرصة وشرف كبير لي محظوظ به، فأنا قبل 10 سنوات أو أقل، عندما كنت أشاهد المهرجان في التليفزيون، كنت أحلم بدخولي حفل الافتتاح أو الختام، وأكون أحد المتفرجين، فما بالك بوجودي كمنافس ومشارك بفيلمي، وهذا شرف وفخر للسينما الكويتية. - وكيف أثرت لعبة الملاكمة والرياضة على عملك كمخرج؟ بشكل كبير، إذ صاحب ذلك دراستي للموسيقى والفن التشكيلي والنحت بباريس، وتسبب ذلك في اهتمامي بالإيقاع والحركة وإيقاع العمل الفني وتصويره، وتسبب هذا في صعوبة كبيرة لي، إذ دفعني إلى مزيد من التدقيق في صنع الأعمال، وأرغب في تقديمها منسوجة بشكل متكامل من كل الجوانب، وأي خيط من الخيوط يتلف يفشل العمل كله.