شارك المخرج كريم حنفى بفيلم «باب الوداع» وهو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية للدورة ال36 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. شهد عرض الفيلم عدد كبير من الجمهور وواجه ردود فعل متباينة بين الجمهور، البعض وصفه بأنه تجربة مغايرة للأنواع الموجودة فى الواقع تحتوى على قوة بصرية قادرة على انجاح الفيلم، والبعض قال انه فشل فى إيصال رسالته،، تحدثنا إلي كريم عن ردود الفعل حول فيلمه والصعوبات التى واجهها وكان الحوار.... كيف ترى ردود الفعل حول عرض الفيلم؟ - لم أتوقع حضور كل هذا الكم من الجمهور، ووجدت ردود فعل قوية بعد انتهاء عرضى الفيلم فى المسرح الكبير وسينما الحضارة بالأوبرا، وأعجبنى ان هناك عدداً من الجمهور والسينمائيين الذين أثنوا على الفيلم بعد عرضه والفيلم حقق نجاحا بمجرد عرضه فى المهرجان وأكسبنى شهرة كبيرة فى أول أعمالى الروائية وأتمنى ان يحظى بنفس النتيجة عند عرضه فى قاعات العرض خاصة انه تجربة مختلفة. واجهت انتقادات بسبب أن الفيلم اعتمد على رمزية الصورة؟ - أرحب بأى انتقاد أيا كان والفيلم كان صعبا فى تصويره، وحتى تتضح رسالته كانت تقتضى مجهودا مضاعفا وهذا ما حاولت تقديمة ضمن الأحداث واعتمدت على الصورة لأن القصة حول العزلة، بالإضافة إلى ان الفيلم هو أول تجربة روائية لى بعد مجموعة من الأفلام القصيرة كان آخرها «فات الميعاد» عام 2005، واستمريت فى تصوير الفيلم 4 سنوات، وبالنسبه لى كان حلما أعيشه وحاولت ان اصل بمشاهدى لنفس النتيجة. استغناؤك عن الحوار ضمن مشاهد الفيلم أكان بهدف تقديم تجربة مختلفة أم لسبب درامى؟ - كان لسبب درامي لأن الفيلم يتناول شخصيات تعانى من العزلة افتقدوا الكلام، وعاشوا جميعا فى احزانهم، بالإضافة الى ان كل المشاهد التى قدمتها كانت فردية يظهر فيها بطل واحد عدا مشاهد الذكريات ولذلك كان الاستغناء عن الحوار هو الوسيلة الأمثل واستعضت بدلا عنها بالموسيقى التصويرية سواء من خلال آيات القرآن الكريم او اغنيات زمن الفن الجميل مثل سيد درويش واسمهان وغيرها من الاغنيات التى تؤكد ان الحياة احيانا تنتهى عند هذا الحد. كيف اخترت ممثلي الفيلم؟ - على اساس واحد وهو حبهم للسينما ، اردت ان احقق ذاتى من خلال الفيلم وشعرت انه تجربة شخصية وأخرجت فيها كل مجهودى العصبى، وحاولت ان اختار المشاركين على هذا الأساس وأن يعطوننى طاقات تمثيلية كبيرة جدا فالممثل يلعب وحده امام الكاميرا يتحدث لنفسه وحواره الداخلي يظهر من خلال مشاهده بالاضافة الى ان اختيار سلوى خطاب وآمال عبدالهادى وأحمد مجدى وشمس لبيب كان اختيارا مختلفا وتدعيم المخرج الكبير مجدى أحمد على لى ليخرج الفيلم للنور فى النهاية كل ذلك كان معيارا لاختيار ممثلين تظهر احاسيسهم على الشاشة اكثر من حوارهم. ما الصعوبات التى واجهتك اثناء تصوير الفيلم؟ - كنت متخوفاً فى البداية من تقديم فيلم دون حوار، فهى تجربة يسهل تقديمها فى الأفلام القصيرة لكن تصعب فى الأفلام الروائية، بالاضافة الى ان تصوير العمل فى 4 سنوات اقتضى مجهودا ماديا ومعنويا لان وزاره الثقافة دفعت فى تمويل الفيلم 300 ألف جنيه واضطررت للادخار لاستكمال باقى انتاج الفيلم الذى وصلت تكلفته ل500 الف جنيه وبالتالى كان التوقف وإعادة التصوير مجهوداً كبيراً خاصة أن الفيلم يعتمد فى ظهوره على عدد قليل من الشخصيات وأى تغيير في شكلهم سيتسبب فى إهدار كل ما تم تصويره، ولذلك أزمة الانتاج كانت سببا فى توقفى عن التصوير بعض الوقت. كيف ترى مستوى الأفلام المعروضة فى قاعات العرض السينمائية؟ - الجمهور مختلف فى ذوقه ومستعد ان يسمع ويشاهد كل جديد ومختلف، ما حدث فى مهرجان القاهرة السينمائى وزيادة عدد التذاكر المباعة فى كل فيلم تؤكد ان هناك جمهوراً متعطشاً لكل الأنواع من السينما، ومؤخرا كان هناك أنواع مختلفة مثل فيلم «الفيل الأزرق» و«الحرب العالمية الثالثة» و«الجزيرة 2» وايضا أفلام من نوعيات اللايت كوميدى والجمهور شاهدها جميعا ولذلك الشباك فى يد الجمهور، وعلينا جميعا ان نقدم أشكالاً مختلفة من الفنون لنرضى جميع الأذواق واعتقد ان الأفلام التى تتكلف ميزانيات صغيرة هى الأفضل فى الآونة الحالية أولا لضمان تقديم أنواعا كثيرة للسينما بالإضافة انها لن تفشل فى جمع تكاليفها، مثلا فيلمى «باب الوداع» من المؤكد انه سيجمع تكاليفه لانها بسيطة يمكن ان تجمع فى يوم واحد وبناء عليه هذه النوعية من الأعمال يجب عرضها للجمهور. وكيف ترى منافسة الأفلام المستقلة للسينما الروائية؟ - اعتقد ان المستقبل للسينما المستقلة فهى تقدم فكراً جديداً ومختلفاً لسينما شبابية واعتقد انه بمرور الوقت ستثبت نفسها خاصة مع الاهتمام الواضح بها من قبل جيل الفنانين الجدد، وهذا حال السينما فى العالم كله ، فعندما ساهمت الواقعية الجديدة فى ايطاليا فى تغيير كل خريطة السينما بالكامل انتجت نماذج كثيرة للمخرجين وكتاب السيناريو والممثلين واصبحت من وقتها هى السائدة، واعتقد ان هناك جيلاً جديداً للسينمائيين يضع قدمه ليكون بذرة جديدة للمبدعين للنهوض بالسينما.