كان قرار انفصال الفنان سمير غانم عن صديقه الفنان جورج سيدهم بعد وفاة الضيف أحمد، وإسدال الستار على «ثلاثي أضواء المسرح»، مفاجأة وصدمة قوية لمحبي هذه الفرقة، التي تميزت بعروضها والإسكتشات التي قدموها بشكل منفرد، أو ضمن أحداث أعمال سينمائية أو تليفزيونية أو إذاعية. جورج اكتشف "دلال" أكمل سمير غانم وجورج سيدهم خطواتهما في عالم الفن منفصلين عن بعض، معتمدين على الجماهيرية التي يتمتع بها كل واحد عن الآخر، لكنهما كانا وسيظلان في خيال الناس كثنائي بعدما كانا ثلاثيا لا يمكن أن يُنسى، والدليل الإعلان الذي ظهرا فيه لصالح إحدى شركات المياه الغازية قبل عامين، وإنعاشهما لذاكرة الجمهور من خلاله. توقع البعض وقت انفصال «سمير وجورج» انتهاء العلاقات الشخصية بينهما، وزاد الأمر حينما اختار جورج سيدهم الفنانة دلال عبد العزيز لتشاركه بطولة بعض أعماله، وطُرح العديد من التساؤلات، هل سيسمح سمير لدلال بالعمل مع جورج رغم الأزمة المهنية بينهما، أم سيمنعها بحجة انتهاء العلاقات بينهما، خاصة أنها لم تنته بكل محبة ومودة، بل بوجود خلافات بين الطرفين. سمير غانم أوضح، في حواره مع الناقد طارق الشناوي بكتابه «سمير غانم.. إكسير السعادة» الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن الانفصال المهني هذا لم يؤثر أبدًا على المشاعر التي يحملها لصديق عُمره. وأضاف: "دلال أتت إلى المسرح كي تمثل، وقابلها جورج، ورأى أنها بنوتة حلوة، وغاوية تمثيل، وهي مختلفة عن ليلى علوي وإلهام شاهين وآثار الحكيم، فهي لديها حس كوميدي مميز، وكان جورج أول واحد يقدمها للجمهور، وبعد انفصالي عنه، سمحت لها بأن تعمل معه، لأني فعلا أحب جورج، كما أن وجودها معه بلا شك إضافة لها، وقدمت معه دلال نحو رواية أو اثنتين، إحداهما «التخشيبة». لم يدعه لحفل زفافه رغم الصداقة القوية التي جمعت سمير غانم وجورج سيدهم، فإن مسألة الانفصال هذه كانت سببًا في حدوث ما يشبه زلزالًا في علاقتهما، حتى إن جورج لم يدع سمير لحفل زفافه على زوجته ليندا، إذ كانت بداية الخلافات بينهما، و«كان واخد على خاطره»، وفقًا لما ذكره سمير، مشيرًا إلى أن أمير سيدهم حاول إعادته للعمل مع جورج لكنه رفض لأنه عندما يغلق بابًا لا يعيد فتحه مجددًا مهما حدث، فقرر الابتعاد، مضيفًا: «طبعًا فرحت بزواج جورج جدا، ولو دعاني وقتها كنت سأذهب فورًا وأرقص له كمان، فالدكتورة ليندا ربنا أرسلها له من السماء، لولاها كان ضاع، حقيقي هذه السيدة عظيمة». ومع ذلك لا يمكن التعامل مع انفصال نجمي «ثلاثي أضواء المسرح» كأنه أمر عادي، إذ مرض جورج سيدهم وأصيب بجلطة بفعل هذه الأزمة، التي انتهت مع الزمن، واستمرت المشاعر العميقة بينهما، لأنهما تشاركا بمجهودهما في كتابة تاريخها، حسبما أوضح سمير غانم، لافتًا إلى أن المشاعر بين الأشخاص تحمل شيئا أعمق من العمل المباشر، وهذا ما أثبتته الأيام في علاقتهما، حتى إن دلال عبد العزيز دائمًا ولا تزال تسأل عن جورج وزوجته ليندا، فالجزء العاطفي بينهم لم ينقطع. «أخف دم تخين تشوفه» وروى سمير غانم بداية معرفته بجورج سيدهم، لافتًا إلى أنها كانت في رحلته إلى سوريا ضمن مهرجان أسبوع الشباب في سوريا، وكان سمير يقود فريق المنوعات في الإسكندرية، وجورج كان يقوده في عين شمس، وتقابلا هناك، وكان الأخير معروفًا بعشقه لقول مونولوجات في الكلية وحقق شهرة واسعة في هذا المجال، ويدخل القلب مباشرة، وعنه قال سمير: هو أصغر مني بعام واحد، والحقيقة أنه كان «أخف دم تخين تشوفه»، إنما عندما يغضب منك ترى على الفور الوجه الأشر فهو لا يضيع حقه أبدًا. وعن تقسيم العمل بينهما أيام «ثلاثي أضواء المسرح» أوضح سمير أنه كان يمثل ويستمتع فقط، ولم يكن لديه أي إلمام بالجزء التجاري أو طموح لأن يصبح مسؤولا صاحب فرقة، لكن جورج سيدهم كان عظيما في هذا الجزء، والضيف أحمد صاحب الأفكار، كان لديه مشروع متكامل لنا جميعًا وليس فقط للضيف أحمد، إذ كان يضع بعض اللمسات التي تمنح العمل الفني قيمة، وتزيد من قدرته على إضحاك الناس.