فى سابقة هى الأولى من نوعها، استهدفت العناصر الإرهابية المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة أمس، بمسجد الروضة ببئر العبد بالعريش. ذلك الحادث الغاشم الإرهابي الذى خلف قرابة 305 شهداء وعشرات المصابين من الأطفال والشباب والشيوخ، فى مشهد ترفضه كل الأديان والشرائع السماوية وكل الدساتير والأعراف الدولية. مسجد "الروضة" مسجد صوفي تابع للطريقة الجريرية ويعد المسجد الوحيد الكائن بقرية "الروضة" ويستوعب ألف مصل، ويقع على الطريق الدولى بين رفح والعريش. "التحرير" ترصد خلال هذه السطور، ردود أفعال مشايخ الطرق الصوفية حول الحادث الإرهابي، وكواليس استهداف مسجد صوفى. فتاوى الإخوان والسلفية قال الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ عموم أبناء الطريقة العزمية، وعضو المجلس الأعلى للصوفية، إن فكرة استهداف مساجد الصوفية وبعض مشايخها العظام والكبار أمثال الشيخ سليمان أبو حراز، الذى ذبح على يد داعش، وهو أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء، بمثابة عمل خسيس يستهدف إحداث فتنة فى المجتمع من أجل القضاء على وحدة المسلمين، مؤكدا أن هناك مخططا لدى إسرائيل والدول الأوروبية من أجل تفتيت الوطن، والتوسع فى شبه جزيرة سيناء ، وذلك من خلال استخدام تلك الذرائع الإرهابية فى استهداف أحد مساجد الصوفية، خاصة أن الصوفية رمز للإسلام الوسطى المعتدل. وأوضح علاء أبو العزائم للتحرير، أن هناك استهدافا ممنهجا للصوفية من حين لآخر، من أجل القضاء على رمز الإسلام الوسطى، الذى لم يخرج منه فى يوم من الأيام إرهابي واحد، كما أن تلك الجماعات الإرهابية ترى فى قتل الصوفية عاملا قويا فى القضاء على الإسلام وإعطاء الفرصة أمام مشروع إسرائيل بالتوسع فى شبه جزيرة سيناء. وأضاف عضو المجلس الأعلى للصوفية، أن الإخوان والسلفية يعملون على تنفيذ تلك المخططات، وذلك من خلال إصدار فتاوى تكفر الصوفية، وبالتالى تقدم تلك العناصر الإرهابية التابعة لهم فكريا على قتل الصوفية اعتمادا على فتاوى السلفية بتكفير الصوفية. وأكد شيخ عموم أبناء الطريقة العزمية، أن مسجد الروضة يعد مقر الطريقة الجريرية الأحمدية الصوفية ببئر العبد في سيناء، مؤكدا أن الإرهاب الغاشم قام بالهجوم على مسجد الطريقة الجريرية تزامنًا مع احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف والذكرى السنوية الأولى لحادث استشهاد الشيخ سليمان أبو حراز، شيخ مشايخ الصوفية بشمال سيناء، والذي أعلنت التنظيمات الإرهابية قتله في نوفمبر 2016. وتابع: "هناك مخطط إرهابي يستهدف الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، استكمالاً لتفجير المساجد الصوفية واستهداف مشايخها في اليمن وليبيا وباكستان والصومال وسوريا والعراق، وأن تلك الأعمال الإجرامية لا تمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية، وأن منفذي تلك الأعمال الإرهابية خوارج ومفسدون في الأرض ومستحقون لخزي الله في الدنيا والآخرة". فتنة طائفية من جانبه أكد المهندس عبد الخالق الشبراوى، شيخ عموم أبناء الطريقة الشبراوية، أن استهداف المصلين فى المساجد، أمر كارثي ولا يمت للإسلام بصلة، ويكشف عن الوجه القبيح لتلك الجماعات الإرهابية. وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية للتحرير، أن الاستهداف مرفوض شرعا، وأن مسألة مسجد تابع للصوفية لا يتعارض مع حرمة الصلاة والمساجد، مؤكدا أن الاستهداف يخالف كل الشرائع السماوية، وأن الصوفية على قلب رجل واحد فى مواجهة الإرهاب والاصطفاف خلف القيادة السياسية والدولة فى حربهما على الإرهاب. وتابع أن استهداف مسجد تابع للصوفية لن يثنى الصوفية عن رفض الإرهاب، وأن كل أبناء الصوفية والبالغ عددهم عشرة ملايين صوفي فى مصر، مشددا على أن الاستهداف يهدف إلى خلق فتنة طائفية من أجل إحداث فوضى بالبلاد على غرار سوريا والعراق، فالصوفية ليسوا لهم مساجد وإنما هى بيوت الله تعالى فى الأرض. تفتيت الوطن ومن جهته قال الدكتور محمد أبو هاشم، شيخ الطريقة الهاشمية، وعضو المجلس الأعلى للطرق للصوفية، إن الطريقة الجريرية إحدى الطرق الصوفية التى لا تختلف فى مناهجها ولا فى طقوسها عن أدبيات التصوف الإسلامى، مؤكدا أن الطريقة الجريرية منتشرة فى شمال سيناء والإسماعيلية منذ عشرات السنين. وأوضح أبو هاشم للتحرير أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، حاليا يعقد اجتماعا طارئا وعاجلا بمقر مشيخة الطرق الصوفية من أجل التباحث حول استهداف أحد مساجد الصوفية وهو مسجد الروضة. وشدد شيخ عموم أبناء الطريقة الهاشمية على أن استهداف مسجد الروضة ما هو إلا استكمال لمسلسل التفجيرات التى تتبناها تلك الحركات الإرهابية من أجل تفتيت الوطن، تارة باستهداف كنائس وأخرى أكمنة وتارة للمساجد، مؤكدا أن هناك مخططا للعبث بالبلاد تحت ذرائع دينية، وأن الاستهداف لا يقصد الصوفية وإنما رسالة تهديد ورعب لنفوس جموع المصريين، ومحاولة تصدير المشهد على أن البلاد غير آمنة. وتوقع أبو هاشم أن تنتهج تلك الجماعات ذلك النهج الإرهابي الخسيس فى تبني تفجيرات للأضرحة ومساجد آل البيت، الأمر الذى يتطلب من الجهات المعنية إدراك ذلك الموقف، منوها بأن مصر آمنة برجالها من الجيش والشرطة والشعب، فالجميع على قلب رجل واحد لدحر الإرهاب. تصعيد جديد من جانبه لفت مرصد الإفتاء التابع لدار الإفتاء إلى أن استهداف مسجد الروضة بالتحديد يكشف عن تصعيد جديد من قبل التنظيمات الإرهابية ضد التيارات الصوفية في سيناء، خاصة أن تلك التنظيمات ترى في الطرق الصوفية تهديدًا خطيرًا لها ولمعتقداتها التي تحاول نشرها في القبائل التي في سيناء، إلا أنها تواجه مواجهة قوية من قبل الصوفية هناك، والذين يتخذون مواقف ويتبنون أفكارا تناقض وتهاجم أفكار التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرهما. وتابع المرصد: "يضاف إلى ذلك تكاتف القبائل السيناوية ومساندتها لقوات الجيش والشرطة في حربها ضد معاقل الإرهاب وعناصره التي تختبئ هنا وهناك، وبطبيعة الحال تكون التيارات الصوفية في مقدمة المؤيدين والمساندين لجهود القضاء على الإرهاب والتطرف هناك، ما دفع الجماعات الإرهابية إلى استهدافها بعمليات إرهابية غادرة كما حدث في مسجد الروضة، في محاولة لدفعها للنأي بنفسها عن المواجهة المسلحة مع قوات الجيش والشرطة". وأوضح المرصد أن هذه العملية الغادرة قد دفعت القبائل السيناوية إلى مزيد من التكاتف مع مؤسسات الدولة في مواجهة تيارات التكفير والإرهاب وتقوي من النسيج المجتمعي المعادي للتطرف والإرهاب والمساند لقوى الدولة المصرية ومؤسساتها الحامية. تجدر الإشارة إلى أن عددا من العناصر التكفيرية الإرهابية كانوا قد استهدفوا مسجد "الروضة" ببئر العبد بمحافظة شمال سيناء، مما أسفر عن سقوط 305 شهداء وعدد كبير من المصابين والجرحى.