أكد وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، حرص الوزارة على تهيئة مناخ الأعمال لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية للقطاع الصناعي، باعتباره قاطرة النمو الرئيسية للاقتصاد المصري. جاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذي عقده، اليوم الخميس، مع وفد صندوق النقد الدولي برئاسة سوبير لال، الذي يزور القاهرة حاليا لإجراء المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي تنفذه الحكومة خلال المرحلة الحالية. وقال قابيل إن الوزارة تعمل حاليا على تحسين منظومة التجارة الخارجية، من خلال تيسير الإجراءات أمام مجتمع الأعمال، وإزالة كافة المعوقات التي تقف حائلا أمام انسياب حركة التجارة الخارجية المصرية. وأشار إلى عزم الحكومة على المضي قدما في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، والاستمرار في اتخاذ الخطوات الجادة لتحقيق أهداف البرنامج، موضحا أن البرنامج أسهم في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع في كافة القطاعات الاقتصادية، شملت زيادة في معدلات النمو الاقتصادي والناتج الصناعي والصادرات، وانخفاضا في معدلات البطالة والواردات وعجز الموازنة العامة للدولة، فضلا عن زيادة قدرات الطاقة الكهربائية وتوفير الغاز الطبيعي وزيادة الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، إلى جانب تطوير منظومة البنية التحتية والتي تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الخطط التنموية لمصر خلال المرحلة المقبلة. ولفت وزير الصناعة إلى أن الوزارة تضطلع بدور فاعل داخل منظومة الإصلاح الاقتصادي للحكومة المصرية، إذ أطلقت الوزارة العام الماضي استراتيجية شاملة، لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية تتوافق مع الاستراتيجية العامة للدولة رؤية مصر 2030. وذكر الوزير أن الخطوط والأهداف الرئيسية للاستراتيجية الجديدة تم وضعها في إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة، بإعداد استراتيجيات طموحة تلبي آمال المصريين في استعادة الاقتصاد المصري لمكانته على خريطة الاقتصاد العالمي، مضيفا أن الوزارة وضعت استراتيجيتها بعد مراجعة دقيقة لكافة السياسات الصناعية والتجارية والمالية والنقدية المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح أن الاستراتيجية تستهدف تعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية حتى عام 2020، من خلال استحداث آليات وخطط عمل للنهوض بقطاعات التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص المستقبلية، ورفع معدل النمو الصناعي إلى 8%، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 21% بدلا من 17.7% حاليا، وزيادة إسهامات القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 10%، وخفض العجز التجاري بنسبة 50%، وتحسين الأداء المؤسسي وتوفير 3 ملايين فرصة عمل لائقة ومنتجة. وأكد قابيل أن الاستراتيجية نجحت بالفعل في تنفيذ مستهدفاتها للمرحلة الحالية، والتي نتج عنها زيادة ملموسة في معدلات النمو الصناعي، وانخفاض غير مسبوق في عجز الميزان التجاري، مشيرا إلى جهود الوزارة في توفير وإتاحة الأراضي الصناعية؛ إذ تم طرح 16 مليون متر خلال عام ونصف بدءا من يناير 2016 وحتى يونيو 2017، مقابل 9.5 مليون متر خلال الفترة من 2008 وحتى 2015. وأضاف أن الوزارة تستهدف طرح 15 مليون متر مربع خلال عام 2017، فضلا عن التوسع في إنشاء التجمعات الصناعية مثل الروبيكي للجلود، التي تعد الأولى على مستوى الشرق الأوسط، ومدينة دمياط للأثاث، ومدينة البلاستيك بمنطقة مرغم بمحافظة الإسكندرية، إلى جانب إطلاق مبادرة "مصنعك جاهز بتراخيصه"، إذ سيتم خلال المرحلة القريبة المقبلة افتتاح باكورة هذه المجمعات بمدينة السادات وبدر الصناعية. وتابع أن جهود الوزارة لم تغفل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إذ يمثل هذا القطاع الشريحة الأكبر في هيكل الاقتصاد المصري، منوها إلى إنشاء جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، الذي سيسهم في تطوير هذه النوعية من المشروعات فضلا عن إنشاء هيئة تنمية الصادرات والتي تستهدف منح دفعة قوية للصادرات المصرية للنفاذ إلى مختلف الأسواق الخارجية. من جانبه، قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إن البعثة تستهدف إجراء المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، مؤكدا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري أسهم في تحقيق التحسن والاستقرار المالي والنقدي لمصر وزيادة التدفقات الاستثمارية وتحسين والوضع الاقتصادي. وأشاد رئيس البعثة بجهود وزارة التجارة والصناعة في وضع استراتيجية شاملة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية، تحقق للاقتصاد المصري معدلات نمو مرتفعة وتنهض بالصناعة الوطنية وتسهم في زيادة الصادرات المصرية للأسواق الخارجية. ولفت إلى أهمية الإنجازات التي حققتها الوزارة خلال المرحلة الماضية، خاصة فيما يتعلق بإطلاق خريطة الاستثمار الصناعي، وتطوير منظومة التشريعات المحفزة للاستثمار في القطاع الصناعي، وتحديدا تسهيل منظومة الحصول على التراخيص الصناعية واتاحة الأراضي وتبسيط منظومة الإجراءات، فضلا عن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ما ستنعكس آثاره إيجابا على تحقيق معدلات نمو إيجابية، ليس فقط للقطاع الصناعي ولكن للاقتصاد المصري بصفة عامة خلال المرحلة المقبلة.