تداولت وسائل الإعلام الروسية "اعترافات" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول تفاصيل لقائه بنظيره الروسي في أنقرة. وذكرت وسائل الإعلام الروسية، أن الرئيس التركي أعلن أنه تم تقاسم المهام داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث ستقوم تركيا بتوفير الأمن داخل المنطقة وروسيا خارجها. وقال أردوغان، حسب وسائل الإعلام الروسية، إن "الآلية الثلاثية تعمل، ونحن لا نحاور الحكومة السورية، وإنما نلتقي مع إيرانوروسيا، ونرغب في الحفاظ على هذه العملية، دون التعرض لأي أمر سلبي". وأعرب الرئيس التركي، خلال اعترافاته عن أسفه "لوقوع بعض الأحداث في الفترة الأخيرة، إذ تم قصف مستشفى في إدلب، حيث قتل بعض المعارضين المعتدلين، كما قتل جنرال روسي في دير الزور"، مشيرا إلى أن "هذا الوضع يريح من يحب الأجواء الضبابية إذ يقومون بأشياء مختلفة في أماكن مختلفة". وأضاف أردوغان، إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زار تركيا وبحثنا وإياه كيفية تشغيل الآلية الثلاثية، ولدينا خريطة طريق بهذا الخصوص، وسترون في الأيام المقبلة الخطوات التي ستتخذها أجهزتنا المعنية". وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن فصائل المعارضة السورية المسلحة صعّدت المواجهة مع جبهة النصرة في إدلب، وذلك بعد اللقاء الأخير بين الزعيمين الروسي والتركي في أنقرة، مشيرًا إلى التطورات التي شهدتها إدلب نهاية الشهر الماضي، والاشتباكات المسلحة بين فصائل المعارضة وقوات بشار الأسد. وقال لافروف، إن هذه الأحداث أثارت قلقا شديدا لدى موسكو، إلا أن مخططات المسلحين أحبطت بمساعدة من القوات الروسية، ولفت إلى أن المباحثات الأخيرة التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في أنقرة يوم 28 سبتمبر الماضي، قد أثمرت. في إشارة إلى أن تركيا قد تبدأ بمواجهات مع المعارضة السورية في إدلب، لتنفيذ بعض الشروط الروسية من أجل إشراكها في العملية السورية عموما. من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن أنقرة تعمل على إبعاد مقاتلين من المعارضة المسلحة عن تحالف للمتشددين يسيطر على محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وأفاد بأن المرحلة الأولى الجارية بالفعل هي فصل "المعارضين المعتدلين" عن "المتشددين"، في إشارة إلى جبهة النصرة التي قطعت علاقاتها بتنظيم "القاعدة" العام الماضي، وغيرت اسمها وتقود الآن تحالف هيئة "تحرير الشام" الذي يسيطر على إدلب. وهو ما وصفه مراقبون ببداية تورط تركيا عسكريا ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة، حيث ألمحوا إلى أن موسكو نجحت بإيقاع أنقرة في فخ صدامات مستقبلية قد تنتهي بانحياز الرئيس أردوغان، بالكامل إلى سيناريوهات روسياوإيران في سوريا. وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من إمكانية سقوط قتلى من القوات التركية في إدلب، الأمر الذي سيعمل على تسريع انقلاب الرئيس أردوغان ضد المعارضة السورية، واقترابه من موسكو ونظام الأسد.