تصميمات راقية وحديثة وشباب جامعى ابتكر فكرة جديدة تحدي بها شبح البطالة عن طريق إنشاء دراجات تقديم الوجبات السريعة، إلا أن المشروع واجه الروتين الحكومي وغياب التشريعات اللازمة لترخيصه العقبة التى هددت مشاريعهم ليصبح الحى وشرطة المرافق الشبح الذى يطاردهم حتى فى أحلامهم بالسجن. محمد حجاج شاب ضحى بكل شيء في سبيل تحقيق حلمه بامتلاك عربة طعام، وحاليًا لا يستطع الحفاظ عليه، نظرًا لتعنت القانون ورفض المسؤولين إعطاءه التصريحات والتراخيص اللازمة، وقال: «أنا عامل شكل جمالى فى منطقه طرح البحر مش عربية كارو أو منظر سيئ بالعكس مشروعى شكله جميل والناس بتقف تتصور جنبه وأنا معايا شهادة صحية ولي زبائن وابيع لكل الفئات وأسعار مناسبة». وأوضح حجاج خلال حديثه ل"التحرير" أنه خريج معهد سياحة وفنادق والأول على دفعته، ومتزوج ولديه طفلة عمرها 3 أشهر، مضيفًا: «حاولت أشتغل فى محلات لكن كان المرتب ضعيف جدًا، وأنا فاتح بيت ولما روحت أدور على شغل بشهادتى اكتشفت أن الشهادات فى مصر ملهاش أى لازمة وإنى لازم أشتغل أى حاجة علشان بس أقدر أفتح بيتى». وتابع حجاج: «اشتغلت عامل بمسح وأنضف وحاولت أشتغل فى أماكن كتير تانية لكن مكنتش بتوقف ودايما كان علشان أشتغل فى مكان كويس لازم واسطة، وأنا واسطتى ربنا بس، ومن هنا فكرت إنى أنفذ مشروع من تفكيرى أنا، ولما بدأت أبحث لقيت إن فكرة العربية دى متطبقة فى دبى والكويت وأمريكا وهناك بيوفروا ليها تصاريح». وعن سبب تمسكه بالعمل على مشروعه، علل حجاج ذلك بقوله: «اللى شجعنى أكتر إن الرئيس السيسى فى مؤتمر شرم الشيخ طالب المحافظين بدعم الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة وعربات الأكل، بس إحنا لما فتحنا قبلنا معوقات كبيرة جدًا ابتداءً من الحى والإشغالات انتهاء بالكهرباء التى لا نستطيع الحصول عليها بسبب أننا لا يوجد لدينا تراخيص». فوائد ترخيص مشروعات عربات الطعام تعود بالنفع على الدولة، فأصحابها مستعدون لدفع رسوم الترخيص والضرائب وغيرها من الرسوم، على أن تقوم الأحياء بتحديد أماكن لا تتعدى مساحتها 80 سنتيمترا في 120 سنتيمترا بحسب قول حجاج الذي أضاف: «طلبت الترخيص وقدمت طلبا فى مكتب خدمة المواطنين، فمديرة المكتب ردت عليا وقالت إحنا مبنشغلش المحافظ بالطلبات دى روح قدمها فى الحى»، مشيرًا إلى أنه قدم طلبات عديدة إلى الحى مرفقة بصور ومعلومات عن المشروع ورغم محاولتهم للمساعدة إلا أن القانون لا يسمح له بترخيص مثل هذه المشاريع. واستكمل حجاج: «أنا أخدت قرض من البنك علشان المشروع ده، والمفروض إنى أسدد كل شهر 1200 جنيه»، لافتا إلى أنه اضطررت لبيع ذهب زوجته من أجل المشروع أيضا، وتابع: «أجيب منين حق القرض ده». وناشد الشاب اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، بأن يقف بجانبهم كما فعل محافظ القاهرة وساند الشباب بل وقام بتخصيص شارع كامل لهم من أجل أن يقوموا ببناء مشروعهم به، متسائلًا: لماذا لا يقف محافظ بورسعيد بجانبنا احنا بنعمل رواج للمنطقة دى، قائلًا: «عاوزين تصاريح مؤقتة لحماية أنفسنا من الحى والإشغالات يا سيادة المحافظ أنا مش بلطجي هو أنا لازم أقول أنا تبع الباشا فلان علشان يسيبونى أقف وأشتغل زى الناس». والتقط السيد راشد، صاحب عربة "فروت سلاط"، طرف الحديث، وقال إنه يراعي كافة المعايير الصحية في إعداد الفواكة، كما استخرج شهادة صحية حتى يطمئن الزبون، وحاول أن يصدر ترخيصًا للدراجة حتى يمنح الدولة حقها إلا أن مسؤولي الحي أخبروه بأن مشروعه ليس له ترخيص في القانون ويعامل معاملة البائع المتجول، لافتين إلى أن تراخيص الأكشاك تمنح فقط لأصحاب العجز الكلي أو للمحكوم عليهم قضائيًا. وأشار راشد إلى أنه لديه طفلة وزوجة، وكل يومين تأتى شرطة الإشغالات وتحذره من الوقوف في مكانه، منوها إلى أنه دفع غرامة كبيرة لإعادة عربته بعد حجزها سابقا بإدارة المرافق. وناشد راشد محافظ بورسعيد بتوفير فرصة عمل له نظرًا لأن مشروعه يسبب للدولة الكثير من المتاعب ويحتاج إلى قانون كامل للاعتراف به، متسائلًا: من أين أصرف على أسرتى لو تم غلق مشروعى؟