كتب محمد ممدوح فك رجال المباحث في أسيوط لغز قضية مقتل طفلة رضيعة تبلغ من العمر 45 يوما، بعد اتهام والديها 3 مجهولين بينهم سيدة منتقبة باقتحام منزلهما في قرية بمركز الصدفا، وسرقة أموالهما وقتل ابنتهما. وأمرت النيابة العامة في أسيوط، اليوم الأحد، بدفن جثة طفلة رضيعة وحبس والدتها لمدة 4 أيام لاتهامها ب«قتل ابنتها وتقطيعها بالساطور»، مع التحفظ على المضبوطات المستخدمة في الحادث. وترجع أحداث الواقعة إلى تقدم المدعو "ن.ب.خ"، 33 سنة، عامل أجري ومقيم بالبربا، بتحرير محضر بمركز شرطة صدفا، ادعى خلاله قيام ثلاثة مجهولين وبصحبتهم سيدة بالدخول إلى منزله واختطاف كريمته الرضيعة ثم جرحها في رقبتها مما أودى بحياتها. وانتقل فريق من رجال المباحث إلى منزل صاحب البلاغ، وتبين من معاينته، أن المنزل محل الواقعة يقع بالقرب من الزراعات بالقرية ومكون من طابقين العلوي غير مكتمل والأرضي عبارة عن حجرتين وصالة ومطبخ ودورة مياه وله بوابة حديدية.
ووجد رجال الأمن جثة المجني عليها رضيعة تبلغ من العمر حوالي 45 يومًا على بعد حوالي 10 أمتار من المنزل، وبها جرح قطعي بالرقبة. وقالت زوجة المبلغ المدعوة "ع.ح.ج"، 27 سنة، ربة منزل ومقيمة بذات الناحية، إنه في أثناء تواجدها بالطابق الأرضي بصالة المنزل، فوجئت بقيام 3 أشخاص ملثمين يرتدون الملابس البلدية، وبصحبتهم سيدة منقبة ترتدي ملابس سوداء وقفازا أسود اللون، بالدلوف إلى المنزل، حيث قاموا بتفتيشه والاستيلاء على مبلغ 2000 جنيه كان بغرفة النوم بعد بعثرة محتوياتها، ثم قاموا بجذب طفلتها الرضيعة المدعوة "م.عمر" 45 يومًا، منها والخروج بها من المنزل. وأضافت السيدة: «وعلى بعد حوالي 10 أمتار من المنزل قام الملثمون بإحداث إصابة ابنتي بجرح في رقبتها أودى بحياتها» ولم تعلل سبب إقدام الملثمين على ذلك، أو تشتبه في أحد. وتم تشكيل فريق بحث جنائي على الفور، لسرعة كشف غموض الواقعة حيث تم وضع خطة بحث توصلت إلى عدم صحة البلاغ وما أدلت به والدة المجني عليها من أقوال، وأنها مرتكبة الواقعة. وتبين من التحريات أن والدة المجني عليها اختلقت تلك الرواية للتخلص من كريمتها.
وأوضحت التحريات أنه منذ ولادة الطفلة المجني عليها انتاب الأم حالة نفسية سيئة وشعور بالكراهية تجاه الطفلة، نظرًا لما سببته ولادتها من ضيق نفسي لعائلتها، إذ يرغب زوجها في إنجاب ذكر بعد رزقه بطفلتين توأم بخلاف المجني عليها، وزاد من الشعور بالضيق توقف عائلة المتهمة عقب إنجابها للمجني عليها عن مساعدتها ماليا مع عدم قدرتها وزوجها على مواجهة أعباء الحياة. وألقت قوات الأمن القبض على المتهمة، التي اعترفت أمام رجال المباحث أنها قررت التخلص من ابنتها وبيتت النية والعزم على ذلك مساء الخميس الماضي. وذكرت المتهمة أن استغلت تواجدها بمفردها بالمنزل ونوم كريمتيها التوأم، وارتكبت جريمتها مستخدمة سلاح أبيض "ساطور وسكين خاصين بالمنزل". ولفتت إلى أنهت أخفت المبلغ المالي 2000 جنيه ودبلة ذهبية، وقامت ببعثرة محتويات المكان وأزالت آثار الدماء من داخل المنزل وقامت بحمل المجني عليها إلى خارجه، ثم قامت بعد ذلك بالصراخ والصياح مستغيثة بالجيران مدعية ما تقدمت به في البلاغ. وأرشدت المتهمة عن المبلغ المالي والدبلة الذهبية التي ادعت قيام المجهولين بسرقتها حيث عثر عليها داخل كيس بلاستيك خلف دولاب خشبي بالمنزل وكذلك السلاح المستخدم عبارة عن ساطور بيد خشبية وسكين مشرشر عثر عليها بمنضدة خشبية أسفل التليفزيون، وتحرر محضر بالواقعة وأصدرت النيابة قرارها.