من المتوقع أن تمثل إعادة إعمار المناطق، التي تضررت من الفيضانات الكارثية، التي سببها إعصار "هارفي" الذي ضرب شمال شرق ولاية تكساس الأمريكية، تحديًا هائلًا أمام البيت الأبيض، والكونجرس الذي أصبح مضطرًا للموافقة على تخصيص مليارات الدولارات لعمليات إعادة الإعمار. حيث أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن مسؤولي البيت الأبيض وقادة الحزب الجمهوري، بدأوا في إعداد حساباتهم، في الوقت الذي ما زالت تنهمر فيه السيول في شوارع تكساس. وكان "هارفي"، الذي ضرب سواحل تكساس الجمعة الماضية بلغ الدرجة الرابعة، وتسبب في غلق 250 طريقًا، بعد أن وصل ارتفاع المياه إلى 1.27 متر في بعض الأماكن، وتسبب في مصرع 3 أشخاص، وإجلاء عشرات الآلاف من منازلهم، كما تسبب فى انقطاع التيار الكهربائى عن 350 ألف شخص. حيث أكد أحد المسؤولين في البيت الأبيض، أنه من المتوقع البدء في مناقشة حزمة عاجلة من المساعدات قريبًا، للبدء في عمليات إعادة الإعمار. وتعد الخسائر التي تسبب بها إعصار "هارفي" الاختبار الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مواجهة الطوارئ، والتي من المتوقع أن تكشف عما إذا كان سيستطيع القضاء على حالة الانقسام في الكونجرس حول الإنفاق والميزانية. وأضافت الصحيفة، أن تلك الكارثة تأتي في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن معركة حول الميزانية، حيث هدد ترامب باستخدام صلاحياته لإيقاف الحكومة عن العمل، إذا لم يوافق الكونجرس على تخصيص 1.6 مليار دولار لتمويل بناء جدار على الحدود الأمريكية مع المكسيك. ومن المتوقع أن يتسبب "هارفي" في تهميش الصراع على الميزانية، والضغط على نواب الكونجرس للوصول لحل في أقرب وقت، خاصة أن قرار تعطيل الحكومة عن العمل قد يتسبب في منع عدد من الأجهزة الحكومية من المشاركة في عمليات الإنقاذ وإعادة التعمير والتي قد تستمر لسنوات. حيث قال النائب الجمهوري وليام هوجلاند رئيس لجنة الموازنة السابق في الكونجرس، "لا أعتقد أن الجدار سيكون ذا أهمية مقارنة بالبدء في مساعدة المواطنين، الذين يعانون من آثار الإعصار في تكساس". وأكدت "واشنطن بوست"، أن تكلفة الأعاصير من الممكن أن تكون باهظة للغاية، حيث أشارت إحصائيات الحكومة الفيدرالية، أن إعصار كاترينا في 2005 تسبب في خسائر تقدر بنحو 160 مليار دولار، وفي 2012 تسبب إعصار ساندي في خسائر وصلت لنحو 70 مليار دولار. وتسببت تلك الأزمات في اشتعال الخلافات داخل الكونجرس، وسط معارضة العديد من النواب الجمهوريين البارزين على تخصيص حزم مساعدات عاجلة للمنكوبين في تلك المناطق، خوفًا من تأثيرها على الموازنة العامة. وكان ترامب قد تعهد بتقديم مساعدة الحكومة الفيدرالية للولايات المتضررة من الإعصار، إلا أنه لم يذكر أية تفاصيل عن تلك المساعدات، كما أعلن عن زيارته لتكساس الثلاثاء القادم.