حصل موناكو على ثروة هائلة هذا الصيف من بيع نجوم الفريق في الوقت الذي لا يزال يرغب آرسنال في شراء نجمه توماس ليمار، إلى جانب رغبة ريال مديد في التعاقد مع مهاجم الفريق كيليان مبابي، مقابل مبلغ مالي يصل إلى 160 مليون جنيه إسترليني. وسيكون مدرب الفريق ليوناردو جارديم، بحاجة إلى إعادة بناء الفريق من جديد للدفاع عن لقب الدوري الفرنسي، الذي توج به الموسم الماضي، إلى جانب محاولة تكرار إنجاز الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد رحيل نجوم الفريق مقابل 150 مليون إسترليني. ورحل عن صفوف موناكو حتى الآن بينجامين ميندي، مقابل 52 مليون إسترليني وبيرناردو سيلفا، مقابل 43,6 مليون إسترليني لصفوف مانشستر سيتي، وتيموي باجايوكو مقابل 39,6 مليون إسترليني، إلى جانب رحيل فاليري جيرمين إلى مارسيليا مقابل 6,8 مليون إسترليني، ونبيل ديرار لفناربخشة مقابل 4 مليون إسترليني. وأوضحت صحيفة «جارديان» البريطانية أنّه بكل تأكيد سيتأثر موناكو بشدة بعد رحيل هذا العدد من اللاعبين إلى جانب اللاعبين الآخرين المنتظر رحيلهم خلال الأيام المقبلة، مبابي وليمار، خاصة أنّ الفريق مقبل على الدفاع عن لقبه في الدوري الفرنسي، والمشاركة في كأسين محليين إلى جانب دوري أبطال أوروبا. وبدأ موناكو محاولة تعويض الراحلين بعد التعاقد مع يوري تيليمانز من صفوف أندرلخت البلجيكي مقابل 21,5 مليون إسترليني، وتيرينس كونجولو من فينورد مقابل 11,5 مليون إسترليني. ويمتلك الدولي البلجيكي تيليمانز البالغ من العمر 20 عامًا الحيوية والمقومات الهجومية لتعويض رحيل باجايوكو في وسط الملعب، بينما يمتلك أصغر لاعب مثل منتخب هولندا في المونديال السابق كونجولو القدرة على اللعب في مركز الظهير الأيسر أو في قلب الدفاع. كما سيحظى موناكو بفرصة الاعتماد على اللاعبين العائدين من الإعارة من روني لوبيس من ليل وأداما تراوري من ريو أفي وألان سانت ماكسيمين من باستيا، والذين سيعتمد عليهم جارديم بقوة الموسم المقبل بعدما فشل في التعاقد مع مواهب هجومية تذكر في الميركاتو الحالي. وسيعتمد نجاح موناكو في الموسم المقبل، والذي سيستهله بمواجهة باريس سان جيرمان يوم السبت المقبل في لقاء السوبر الفرنسي، على النهج التكتيكي الذي سيتبعه ليوناردو جارديم، ففي بداية موسمه الأول مع الفريق 2014- 2015 لم يقدم الفريق مستوى جيد، ولم يتحسن السمتوى إلا عندما حصل كل من يانيك كاراسكو وأنتوني مارسيال، على الحرية في خط الهجوم، مما أدى إلى وصول الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا خلال ذلك الموسم. ومن ثم رحل كارسكو، ومارسيال، إلى جانب كورزاوا وكوندوجوبيا مما وضع جارديم في حيرة كبيرة في موسم 2015- 2016 في البحث عن هوية للفريق بالاعتماد على اللاعبين العائدين من الإعارات، ومن ثم بدأ ليوناردو جارديم الموسم الماضي النجاح ببناء فريق من حول المهاجم راداميل فالكاو العائد لفريق الإمارة بعد المستوى المحبط الذي قدمه مع كل من تشيلسي ومانشستر يونايتد. وتعاقد جارديم مع ميندي من مارسيليا وجبريل سيديبيه من ليل ليطبق خطة 4-4-2 ويتمكن في نهاية المطاف من الفوز بلقب الدوري الفرنسي على حساب باريس سان جيرمان، صاحب القوة الاقتصادية الكبيرة. وسيكون جارديم بحاجة إلى بناء تشكيل أساسي للفريق من جديد هذا الموسم باللاعبين المتاحين أمامه، ومن غير المنتظر أن يبتعد جارديم عن خططة 4-4-2 التي حقق بها النجاحت الموسم الماضي، حيث سيعتمد في خط الهجوم على فالكاو ومبابي في حال بقى مع الفريق، على أن يتواجد أي من تيليمانز أو جواو موتينيو في مكان باجايوكو في وسط الميدان إلى جانب أي من كونجولو أو جورجي الذي تعاقد معه مقابل 8 مليون إسترليني، من نادي فلامينجو البرازيلي في شهر يناير الماضي في خط الدفاع بدلًا من ميندي. وستكون أكبر مشكلة سيواجهها جارديم هو تعويض رحيل بيرناردو سليفا، فاللاعب البرتغالي لم يكن مقيدًا بأي مركز، فكان يتواجد في مركز الجناح في بعض الأحيان وفي سط الميدان في أحيان أخرى، وكان يتحكم في المباريات ليس فقط لتمتعه بالمهارة الفردية، بل ولقدرته على التأقلم في أي مركز يتواجد فيه على أرض الميدان، حيث يمتلك مهارة التسجيل وصناعة اللعب واللعب في الجناح ومن ثم الدخول إلى العمق. وفي الوقت الذي يتمتع فيه لوبيس وسان ماكيمين بالمهارة العالية لتعويض سيلفا، إلا أنهما لم يلعبا من قبل في أعلى المستويات، فماكسيمين يمتلك موهبة كبيرة إلا أنه لم يظهر تلك الموهبة مع باستيا، بينما أثرت الإصابات كثيرًا على مسيرة لوبيس مع ليل. ومع ذلك، سيحظى الثنائي على الفرصة للمشاركة في المباريات بكثرة في ظل تتابع المباريات المقبل عليها موناكو الموسم المقبل، إلا أنهما لا يمكن الإعتماد عليهما بشكل أساسي، وربما لو اعتمد جارديم على خطة أخرى غير 4-4-2 سيكون بإمكانهما بشكل الظهور أفضل بعضما ظهرا بشكل باهت بعض الشيء في الوديات الأخيرة. ويبدو أن مواصلة العمل بخططة 4-4-2 هي الأقرب لليوناردو جارديم الموسم المقبل، إلا أن الفريق لعب بأكثر من خطة تحت قيادته خلال السنوات الماضية وهو أمر من الممكن الإستفادة منه كثيرًا في جوانب تكتيكية هذا الموسم، فتوماس ليمار يلعب في مركز الجناح الأيسر منذ قدومه من كان إلا أنه سبق وأن أظهر لمحات طيبة عندما تواجد في المركز رقم 10 في موسم 2015- 2016، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنح تيليمانز الفرصة للهجوم خاصة أنه سجل 19 هدفًا وصنع 15 أخرين الموسم الماضي، وبالتالي يمتلك عين جيدة على المرمى من شأنها أيضًا مساعدة موتينيو المتعثر في أخر موسمين. وبالتالي سيتنافس كل من جورجي وكونجولو على مركز الظهير الأيسر بدلًا من ميندي، وسيتنافس سيديبيه مع ألمامي تراروي في مركز الظهير الأيمن، خاصة أن الأخير الذي أفرزته أكاديمية شباب النادي يعد لاعبًا أكثر تكاملًا من سيديبيه في الشق الدفاعي والهجومي. ومن المشاكل التي سيواجهها جارديم الموسم المقبل هو افتقاده للتتنوع الخططي والبدائل على مقاعد البدلاء، فالثلاثي سيلفا وأندريا راجي وسيديبيه يمتلكان القدرة على اللعب في أكثر من مركز، والأن ومع رحيل سيلفا إلى مانشستر سيتي وبلوغ راجي عمر ال33 وعدم ظهور سيديبيه بمستوى كبير في مركز الظهير الأيسر، يفتقد موناكو الخيارات على مقاعد البدلاء. وسيفتقد موناكو كثيرًا رحيل كل من جيرمين وديرار، وسيكون الخيار الوحيد أمام جارديم هو الإعتماد على جويدوكاريلو كمهاجم ثالث، وفي الوديات الأخيرة اعتمد جارديم على كيفين إندورام خريج أكاديمية الشباب في وسط الملعب. وبشكل عام سيكون جارديم مجبرًا الموسم المقبل على قائمة شابة للغاية من اللاعبين، وسيكون من السذاجة انتظار منافسة موناكو على الألقاب في أكثر من جهة الموسم المقبل، وسيكون جارديم بحاجة لبذل مجهود كبير لمساعدة اللاعبين الشباب على تقديم مستويات مقاربة لما قدمه الفريق الموسم الماضي.