شركات الاتصالات العاملة في السوق المصرية تأثرت نتائج أعمالها بالإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة في الشهور الأخيرة، أبرزها تحرير سعر الصرف الذي صدر في نوفمبر الماضي، وأعقبه رفع سعر الفائدة لأكثر من مرة، وجاءت القرارات مصحوبة برفع أسعار الوقود وتطبيق ضريبة القيمة المضافة. وأظهرت المؤشرات المالية المجمعة لشركة أورنج مصر للاتصالات اليوم تفاقم خسائرها خلال النصف الأول من العام الجاري 2017، لتصل إلى 1.104 مليار جنيه مقابل 33 مليون جنيه خسائر في العام الماضي بانخفاض نسبته 45.32%. وبلغت الإيرادات المُجمعة خلال نفس الفترة نحو 6.1 مليار جنيه مقابل 5.8 مليار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة نسبتها 6.33%، وبلغ مجمل الربح المجمع 4.659 مليار جنيه مقابل 4.4 مليار، وبالنسبة لنتائج الأعمال المستقلة عن الفترة المالية المنتهية في 30 يونيو 2017، بلغت الإيرادات المستقلة 5.774 مليار جنيه مقابل 5.478 مليار بنمو نسبته 5.41%، وبلغت الخسائر 1.013 مليار جنيه مقابل 33 مليون جنيه أرباحا بانخفاض 7.31%. وبررت شركة أورنج الخسائر بزيادة القروض، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة بمعدل 400 نقطة خلال 2017، ما أثر على إجمالي تكاليف الاقتراض، وثانيًا زيادة معدلات التضخم بنسبة عالية، ما أدى لزيادة تكاليف التشغيل، كزيادة أسعار الوقود والكهرباء، وثالثا تعويم الجنيه مقابل العملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في تكاليف التشغيل، إذ إن المكونات الأساسية للشبكة يتم استيرادها من الخارج. في الوقت الذي كشفت فيه نتائج أعمال فودافون العالمية عن تحقيق فودافون مصر إيرادات خلال الربع الأول من العام المالي الحالى 2017/2018 المنتهى فى 30 يونيو الماضي بقيمة 228 مليون يورو، ما يعادل 4.4 مليار جنيه مقابل 362 مليون يورو يوازى 6.9 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى بنسبة تراجع 37%. وأرجعت النتائج سبب التراجع إلى تعويم الجنيه فى نوفمبر الماضى وارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه، إذ تقوم الشركة بتحويل الإيرادات التي حققتها بالعملة المحلية إلى اليورو في أثناء حسابها في القوائم المالية للمجموعة العالمية. ويشهد سعر صرف العملة الأمريكية منذ 3 نوفمبر الماضى تذبذبًا كبيرًا صعودًا وهبوطًا، إذ ارتفع لدى أغلب البنوك إلى مستوى 18 جنيها مقابل 8.88 جنيه، ويصل حاليا لمستوى 17 جنيها. واحتسبت فودافون سعر اليورو بقيمة ١٩.١ جنيه مصري خلال العام المالي الذي يبدأ في أبريل ٢٠١٧ وينتهي في مارس ٢٠١٨، بينما كان اليورو مستويات أقل من 10 جنيهات في العام المالي الماضي. ويبلغ عدد مستخدمي فودافون في مصر ما يقرب من ٣٨ مليون مستخدم بمتوسط عائد ٣٣ جنيها على المستخدم الواحد، بينما بلغ عدد المشتركين في الإنترنت الثابت بالشركة نحو ٣٢٩ ألفا. وفي إبريل الماضي قالت شركة اتصالات الإماراتية، إن إيراداتها في مصر تراجعت بنسبة 53% خلال الربع الأول من العام الجاري على أساس سنوي، بسبب تعويم العملة المحلية (الجنيه)، حيث هبطت إيرادات الشركة إلى 500 مليون درهم (136 مليون دولار) في الربع الأول من العام الجاري، وبنسبة 24% على أساس ربعي، مع تضررها من تراجع سعر صرف العملة المحلية (الجنيه) في البلاد، مقابل الدرهم الإماراتي. أما الشركة المصرية للاتصالات الوافد الجديد إلى سوق المحمول فقد اعلنت في مارس الماضي نتائج أعمالها، موضحة أن صافي أرباحها تراجعت بنحو 11% في 2016، رغم زيادة الإيرادات، حيث بلغ صافي ربح الشركة المجمع نحو 2.7 مليار جنيه خلال العام الماضي مقابل نحو 3 مليارات في 2015. تجدر الأشارة إلى أن شركات الاتصالات الأربعة حصلوا على تراخيص تقديم خدمات الجيل الرابع مقابل مليار دولار، ومليار و100 مليون جنيه مصري ومن المقرر أن يتم تقديمها للعملاء خلال أسابيع فور تشغيل الترددات الجديدة.