المتابع للأغنيات المصورة التي تطرحها الفنانة اللبنانية يجد أنها تعطي اهتمامًا لفكرة تقديم كليبات تعتمد على قصص، وليس فقط مجرد نزهة تجمعها بصديقاتها تلتقي فيها برجل، وتجمعها به مشاعر، وتتطور علاقتهما بمرور الوقت، ولعل هذا ما يفسر سبب انتظار جمهورها للكليبات التي تطرحها أو لأغنياتها الفردية «سينجل»، أو تلك التي من ألبوماتها. وتحظى هذه القصص المصورة بإعجاب مشاهديها، الذين طالبوا إليسا عدة مرات بالتفكير في خوض تجربة التمثيل، لكنها تكتفي بما تقدمه في هذه الكليبات، التي كان ضمن القواسم المشتركة بينها، تسليط الضوء على قضية العنف ضد المرأة، الذي برز بوضوح في ثلاثة أغنيات مصورة لإليسا، نتناولها في هذا التقرير.. عكس اللي شايفينها وهو أحدث كليبات إليسا، وتم طرحه أول من أمس على القناة الرسمية لشركة «روتانا»، محققًا نسبة مشاهدة وصلت إلى أكثر من مليون و372 ألف مشاهد عبر موقع «يوتيوب»، وهي إحدى أغنيات ألبوم «سهرنا يا ليل»، كتب كلماتها الشاعر أمير طعيمة، ووضع لحنها وليد سعد. جسدت إليسا في الكليب شخصية قصة حياة الراقصة اللبنانية الراحلة داني بسترس، التي انتحرت بسبب تأثرها بوفاة ابنها الوحيد، الأغنية جاءت كما لو كانت فيلمًا، استطاعت فيه إليسا بيان حالة الاختلاف الكبيرة بين المشاعر التي كانت تعيشها هذه الراقصة الأرستقراطية من شهرة واسعة، وكذلك الألم النفسي الذي تعيشه، حتى إنها أصيبت بهلاوس جعلتها تتخيل ابنها وهو يغرق، وتأثير الفقد على ملامح وجهها. يا مرايتي ولم يكن « عكس اللي شايفينها» أول كليب تتعاون فيه إليسا مع المخرجة إنجي جمال، إذ سبق وقدما معا عدة كليبات منها «يا مرايتي»، وهي إحدى أغنيات ألبوم «حالة حب»، والأغنية من كلمات أحمد ماضي، لحن زياد برجي. وقدمت إليسا في القصة القصيرة بالكليب نموذجا لامرأة تتعرض للعنف المعنوي والجسدي من زوجها، الذي أنجبت منه طفلين، والذي يشعر بالغيرة الشديدة عليها، وفي إحدى المرات يضربها بشدة، حتى تقرر الانفصال عنه، لتبدأ حياة جديدة بعيدة عن هذه المشادات، وتقدم رسالة لكل امرأة بأن تكسر صمتها وألا تقبل بأي نهاية لحياتها. تعبت منك بداية اهتمام إليسا بقضية العنف ضد المرأة تعود إلى 4 سنوات، حينما قدمت كليب «تعبت منك»، للمخرج سليم الترك، وهي إحدى أغنيات ألبوم «أسعد واحدة»، وكتب كلماتها سلامة علي، ووضع لحنها محمد يحيى. جسدت إليسا في الأغنية شخصية نجمة مشهورة تحضر إحدى الحفلات التي يحييها حبيبها المطرب، لكن الحضور لم يعطه أي اهتمام، بمجرد مجيئها، حتى تلاحقها كاميرات المصورين والمراسلين ويتركونه ليشعر بالغيرة من ذلك، ورغم أنها تطلب من الموجودين أن يستمروا في الاستماع لصوت حبيبها، لكنهم يصرّون على التقاط صور لها، وتسجيل لقاء معها، فتضطر إلى مغادرة الحفل، وما إن يذهب لمنزلها حتى يبدأ في توبيخها وضربها، وتحطيم بعض التحف.