خصصت صحيفة "التايمز" البريطانية افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين للحديث عن ذكرى محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، التي شهدتها تركيا قبل عام، وحملت عنوان "سلطان أنقرة: أردوغان يستخدم ذكرى الانقلاب للتضييق على أعدائه ودعم سلطته". الصحيفة البريطانية قالت إن إحياء الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي تم ترتيبها بكل الأجواء التفاخرية والتلاعب والتهديد التي كان يقوم بها الحزب الشيوعي السوفييتي. "التايمز" ترى أن أردوغان استخدم ذكرى الانقلاب ليجمع حوله أنصاره، وليخلق أسطورة سياسية عن "الشهداء" الذين سقطوا، وليبرر موجات الاعتقال التي قام بها العام الماضي، وليهدد ويتوعد في كلمته ب"ضرب أعناق" مؤيدي الانقلاب. الصحيفة ذكرت أنه "لا أحد يشكك في شجاعة الذين خرجوا للتصدي للانقلاب الذي لم تؤيده أي حكومة غربية، ولكن ما يقلق الغرب والكثيرين في تركيا حقا هو استخدام أردوغان محاولة الانقلاب لشن حملة على معارضيه وخصومه السياسيين". وأشارت إلى أنه في خلال العام الماضي تم القبض على 150 ألف شخص أو فصلوا من أعمالهم، موضحة أن سلوك أردوغان المتوجس خيفة خلال العام الماضي قلل بصورة منتظمة من شعبيته مع الجميع فيما عدا أقرب الموالين له. وترى الصحيفة أن أردوغان تسبب في غضب الولاياتالمتحدة بهجماته على الأكراد الذين يشاركون في التصدي لتنظيم "داعش"، كما أقلق الناتو بإسقاط طائرة روسية، وأهان الزعماء الأوروبيين الذين يعتمد عليهم انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، حيث شبه قادة ألمانيا وهولندا بالنازيين. واختتمت الصحيفة بالقول إن "تركيا حليف حيوي للغرب، وعضو رئيسي في الناتو، وقوة اقتصادية كبيرة وقوة رئيسية في التصدي للتطرف. إن الصعوبة الحقيقية التي يواجهها الغرب هي التعامل مع رجل يرى نفسه سلطانا وليس زعيما سياسيا".