«العديد» تمثل اليد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وزير الدفاع الأمريكي الحالي عمل بالقاعدة القطرية سابقا ترامب يهدد بنقل قواته منها.. وباحث يكشف البدائل الإقليمية المجاورة دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - من جديد- قاعدة العديد الأمريكية في قطر إلى حلبة صراعه مع نظام الدوحة. وقال ترامب، في لقاء تلفزيوني، أمس الجمعة، إن واشنطن ستنقل القاعدة العسكرية من قطر إذا اضطرت لذلك، وذلك على خلفية اتهامه للدوحة بدعم الإرهاب. ولدى سؤال ترامب في مقابلة مع قناة «سي بي أن نيوز» عن قاعدة العديد العسكرية في قطر، قال الرئيس الأمريكي: "ستكون على ما يرام.. انظر، إذا اضطررنا للرحيل، فإننا سنجد عشر دول مستعدة لبناء قاعدة عسكرية عوض تلك الموجودة في قطر.. صدقني". اليد الأمريكية وتقع قاعدة العديد الجوية جنوبي الدوحة، وتستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط، وتضم المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح ال379 للبعثات الجوية. ويصنف بعض العسكريين «العديد» بأنها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة، إذ تعتبر «العديد» مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، وتشتمل القاعدة على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض، وتحوي حوالي 11 ألف عسكري أمريكي. وتضم القاعدة أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج، والممتد على مسافة 3.8 كيلومتر، وتتخذ القاعدة موقعاً لتجهيز 120 مركبة جوية. وجاءت العديد في مركز اهتمام الولاياتالمتحدة في أعقاب العمليات العسكرية المشتركة خلال حرب الخليج الثانية «عاصفة الصحراء» عام 1991، إذ عقدت الدوحةوواشنطن اتفاقية للتعاون الدفاعي، وتم توسيعها في 2003، انتقل بموجبها مركز العمليات الجوية القتالية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية إلى القاعدة الجوية في قطر عقب أحداث 11 سبتمبر. وانطلقت طائرات "B-52" الأمريكية من قاعدة العديد في 2016 ضد أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما اتخذها البنتاجون مقرا ومحطة رئيسية لإعادة تعبئة الوقود لطائرات "F-16" وطائرات المراقبة "E-8C Joint Stars" في بداية الحملة الأمريكية بأفغانستان. صراع المؤسسات وظهرت الخلافات بين المؤسسات الأمريكية خلال الأزمة القطرية مع الدول العربية، ففي حين يهاجم ترامب والبيت الأبيض نظام الدوحة ويتهمه برعاية الإرهاب، تقف وزارة الخارجية بموقف المصلح بينما ترسل وزارة الدفاع رسائل الطمأنة إلى الإمارة الخليجية. في بداية الصراع الخليجي القطري أبدى دونالد ترامب نيته في نقل القوات العسكرية لبلاده من قاعدة العديد، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية خرج مسارعا لاحتواء الأمر وأشادت بموقف الدوحة وتعاونهما على البعد العسكري فيما تمنت انتهاء الخلافات الخليجية بمساعدة الخارجية الأمريكية. وصرح البيت الأبيض في بداية أزمة الدوحة - بعد قرار دول عربية وإسلامية مقاطعتها- بأن الرئيس دونالد ترامب غير قلق بالمطلق إزاء مصير قوات بلاده في قاعدة العديد القطرية، وأنه على ثقة تامة بأن التسوية سوف تتم في صالح الولاياتالمتحدة، وبحسب ما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الإدارة الأمريكية، فإن الرئيس ترامب مؤمن بأن التسوية سوف تتم وفقا للشروط التي تلائم الولاياتالمتحدة وتلبي مصالحها. وإلى جانب تصريحت البيت الأبيض، يكتب ترامب تدوينات مضادة لقطر على موقع «تويتر» ويتهمها بمساعدة الإرهابيين وتمويلهم. ولكن الجنرال داميان بيكارت المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية حاول بث الطمأنينة لدى نظام الدوحة قائلا: "لم نشهد أي تأثير على عملياتنا وكل الطلعات مستمرة كما هو مخطط لها"، مضيفا "الولاياتالمتحدة والتحالف (المناهض لتنظيم داعش بقيادة واشنطن) ممتنان للقطريين لدعمهم الطويل لوجودنا والتزامهم المستمر تجاه الأمن الإقليمي". بدائل إقليمية ليست العديد القاعدة العسكرية الوحيدة للقوات الأمريكية في قطر، حيث يستخدم البنتاجون أيضا قاعدة السيلية العسكرية التي تقع قرب الدوحة في قطر كمقر لإمداد وتهيئة المعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة للاستخدام في العراق وأفغانستان، ومع ذلك تبقى العديد العامل الأكبر في تحسين العلاقات بين البلدين. وتعد تصريحات ترامب الأخيرة تجاه القاعدة العسكرية القطرية تهديدا جديدا لنظام الدوحة الذي يتمتع بدعم أمريكي على حد كبير. وفي سياق متصل كشف أندرياس كريج، الباحث بقسم دراسات الدفاع في كلية كنجز كوليدج في لندن، أن من بين من عملوا في قاعدة العديد منذ افتتاحها في 2005 وزير الدفاع الأمريكي الحالي جيمس ماتيس عندما كان قائدا للقيادة الأمريكية المركزية. وعن صراع المؤسسات الأمريكية حول قطر، قال كريج إن البنتاجون يتحرك بسرعة لتهدئة المشاكل التي يتسبب بها ترامب على «تويتر»، لافتا إلى إشادة الوزارة سابقا ب"التزام قطر المستمر بالأمن الإقليمي". وعن نية ترامب نقل مقر القوات الأمريكية من القاعدة القطرية، رأى الباحث العسكري أن الإمارات تنظر إلى العديد بغيرة، إذ أنها تود لو انتقلت القاعدة إلى أراضيها. وأضاف كريج: "الخطة على المدى الطويل هي إقناع الأمريكيين بالقدوم إلى الإمارات، والضغوط السعودية والإماراتية لنقل القاعدة قد تطرح، رغم أنني أعتقد أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك على المدى القصير". وفي نفس السياق رأى تشارلز والد نائب القائد السابق للقيادة الأوروبية الأمريكية أن واشنطن تملك خيار نقل قاعدة “العديد” العسكرية من قطر لدول حليفة، وذكر منها قاعدة الظفرة بالإمارات وقاعدة الأمير سلطان بالسعودية.