تسود حالة من القلق بين الأوساط الأمريكية هذه الفترة بسبب اللقاء المرتقب بين فلاديمير بوتين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وفقا لموقع "ذا دايلي بيست". وأشار الموقع الأمريكي إلى أن اللقاء الذي يعقد الأسبوع المقبل هو الأول من نوعه بين الرجلين، وأعلن كل من الكرملين والبيت الأبيض عن الاجتماع المنتظر الذي سيجرى في ال7 وال8 من يوليو الجاري بمدينة "هامبورج" الألمانية. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين تخوفاتهم من خطوة حصول موسكو عبر رئيسها الذي كان يعمل في الماضي جاسوس للاسخبارات الروسية، على تنازلات كبيرة من ترامب خلال لقائهما للمرة الأولى؛ لافتين إلى أنه "استنادا إلى معلومات استخباراتية فإن بوتين قد يحقق مكاسب على حساب نظيره الأمريكي خلال اجتماعها على هامش قمة ال20 بألمانيا؛ وذلك من خلال اللعب على وتر وعود التعاون في قطاعات مثل محاربة الإرهاب، وذلككي تحصل موسكو على مكاسب كخفض سقف العقوبات المفروضة عليها". ووجه المسؤولون -الذين لم يذكروا اسمهم - رسالة لترامب محذرين إيان من عدم تقديم أي مجانا لرجل الاستخبارات البارز بوتين؛ مضيفين بقولهم "حينما تلتقي الروس، لا تقدم أي شيء بلا ثمن"، لافتين إلى ان الرئيس الأمريكي قليل الخبرة ترامب وفي المقابل فإن قدرة بوتين على التملق ستضعف ببطء التحالف الأمريكي مع أوروبا وتعزز عودة روسيا إلى وضعية القوة شبه العظمى. من جانبه حذر توماس رايت -الباحث بمعهد بروكنجز- من احتمالية "إبرام اتفاقٍ على عجل بين الرئيسين الأمريكي والروسي؛ خاصة مع ذكاء بوتين في لقاءاته الأولى مع مسؤولي الدول الاخرى وحنكته في المناورة"، مضيفا في تصريحات للموقع الأمريكي "إذا لم يكن الرئيس ترامب جاهزا للأمر سيتزايد الخطر كلما بقي مع بوتين في الغرفة لفترة أطول". بدورها قالت مارا كارلين -مسؤولة سابقة بوزارة الدفاع الأمريكية- "على ترامب أن يكون مستعداً للتوقعات الروسية، فهي قوة تستحق أن تُعامل كمكافئ لواشنطن ، رغم انتهاكها الصارخ للمعايير الدولية"، بينما حذر ديريك تشوليت -المسؤول السابق بنفس الوزارة- قائلا" بوتين وترامب خبراء في فنون الخداع والتضليل، والاخير قد يقدم عروضا مغرية للرئيس الأمريكي تتعلق بسوريا وتنظيم (داعش)، لكن ماذا سيطلب في المقابل؟ هل رفع العقوبات عن موسكو ؟ أم سحب القوات من بحر البلطيق؟ وهل سيبتلع ترامب الطعم؟".