أعلن موقع مقاطع الفيديو الشهير "يوتيوب"، المملوك لشركة "جوجل"، عن نيته اتخاذ 4 خطوات جديدة لمكافحة المحتوى المتطرف والتصدي للنشاطات الإرهابية على منصته، حيث أشارت المنصة إلى أن التهديد يشكل تحديًا خطيرًا وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية. وجاء إعلان "يوتيوب"، بعد أيام قليلة من انتفاض موقع التواصل الشهير "فيسبوك"، أيضًا، في وجه المحتوى الإرهابي والتطرف. وأعلنت شركة "فيسبوك"، عن إجراءات جديدة في إطار جهودها الرامية إلى إزالة المحتوى الإرهابي، وذلك ردًا على الضغط السياسي الذي تواجهه الشبكة في أوروبا، فيما يخص استعمال الجماعات المسلحة لشبكتها الاجتماعية للدعاية والتجنيد. وصرحت الشبكة بأنها تحقق تقدمًا في القضاء على النشاط الإرهابي، باستعمال خوارزميات متطورة لاستخراج الكلمات والصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بالإرهاب، وإزالة الدعاية والرسائل التي يعمل على نشرها المتطرفون. كما أنها تتعاون مع شركات التكنولوجيا الأخرى وتتشاور مع الباحثين لمواكبة تكتيكات وسائل التواصل الاجتماعي المتغيرة باستمرار لتنظيم داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية. وكانت منصات التواصل الاجتماعي، قد تعرضت في الأشهر الأخيرة إلى ضغوط كبيرة من أجل بذل المزيد من الجهود، فيما يتعلق باستضافة المحتوى الذي يشجع على التطرف والعنف والدعاية الإرهابية، وتعهدت المنصة بالكشف بشكل أفضل عن المحتوى المتطرف وبعملية استعراض ومراجعة أسرع وتخصيص المزيد من الخبراء ومعايير أكثر صرامة من أجل التوسع في مجال مكافحة التطرف. وقال كينت ووكر نائب الرئيس الأول والمستشار العام في "جوجل"، خلال بيان جرى نشره الأحد "الإرهاب هو هجوم على المجتمعات المفتوحة، والتصدي للتهديد الذي يشكله العنف والكراهية هو تحد بالغ بالنسبة لنا جميعا، تلتزم جوجل و يوتيوب بأن تكونا جزءًا من الحل، ونحن نعمل مع مختلف الحكومات ووكالات إنفاذ القانون ومجموعات المجتمع المدني لتحديد هذا المحتوى وإزالته ومعالجة مشكلة التطرف العنيف على الإنترنت، يجب ألا يكون هناك مكان للمحتوى الإرهابي على خدماتنا، عملنا نحن وآخرين لسنوات لتحديد المحتوى الذي ينتهك سياساتنا وإزالته، فإن الحقيقة غير المريحة هي أننا، كصناعة، يجب أن نعترف بأن هناك حاجة إلى المزيد من العمل الآن". وتشير شركة جوجل إلى أن مهندسيها قد طوروا تكنولوجيا لمنع إعادة تحميل المحتوى الإرهابي المعروف، وذلك باستعمال تقنيات مطابقة الصور، وأن الشركة تعمل على زيادة عدد الخبراء المستقلين في برنامج التقنية الموثوقة لدى يوتيوب، وتوسع عملها مع مجموعات مكافحة التطرف للمساعدة في تحديد المحتوى الذي يمكن استخدامه للتطرف. وتتمثل الخطوة الأولى من الخطوات الأربع في توسيع استخدام أنظمتها الآلية لتحديد مقاطع الفيديو ذات الصلة بالإرهاب بشكل أفضل، وذلك باستخدام التعلم الآلي للتدريب على تصنيفات محتوى جديدة لمساعدتها في التعرف على المحتوى وإزالته بسرعة أكبر. كما تعمل الشركة على توسيع مجموعة مستخدميها الموثوق بهم، وهي مجموعة من الخبراء ذوي الامتيازات الخاصة لمراجعة المحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه والذي ينتهك إرشادات المجتمع. من خلال إضافة 50 منظمة غير حكومية خبيرة إلى ال 63 منظمة الموجودين حاليًا في البرنامج. وأعلنت جوجل نيتها اتخاذ خطوات أكثر صعوبة بالنسبة لمقاطع الفيديو التي قد لا تنتهك معايير المجتمع بشكل كلي، ويشمل هذا مقاطع الفيديو التي تحتوي على محتوى ديني أو عرقي تحريضي، بحيث أنها لن تزيل هذه المقاطع إلا أنها ستعمل على أن تكون مخفية وراء تحذير ولن تسمح لها بالحصول على أرباح الإعلانات. وتبذل يوتيوب مزيدًا من الجهود فيما يخص مكافحة التطرف من خلال بناء برنامج المبدعين من أجل التغيير، الذي يعمل على إعادة توجيه المستخدمين الذين تستهدفهم الجماعات المتطرفة إلى محتوى مضاد للمتطرفين.