كتب : عبدالرحمن محمود العتيبي يستقيل من bein sport.. متعة الدوري الإنجليزي على المحك تجاوزت موجات تسونامي التي خلفها قرار السعودية والإمارات ومصر، ودول أخرى، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، حواجز السياسة والاقتصاد؛ وضربت الرياضة، عصفت بالملاعب، وصعقت كرة القدم، ملاذنا الوحيد، وجهتنا في الشدائد، أملنا الوحيد في عالم يتداعى، وابتسامتنا العرجاء في وجه واقعنا الحزين. أعلنها العتيبي، مساء اليوم، شكر beINSPORT، ودع زملاءه، وغادر، ولكن إلى أين يذهب فهد؟، لمن يترك الدوري الإنجليزي، و"الميرينجي الجميل"؟، ألم تشغله حسرة محبيه ومحبي الرياضة في هذه البقعة الموبوءة من العالم؟، ألم يفكر في نهائي دوري الأبطال؟، ماذا عن الكلاسيكو؟، لا شيء أوقفه، ترك المتعة بأمر القبح. المعلق السعودي الأشهر، أعلن استقالته من شبكة bein sport الرياضية القطرية، ولم يكن أول الراحلين، إذ سبقه مواطنه حماد العنزي، والإماراتي خبير الدوري الإيطالي، علي سعيد الكعبي، والمحلل المصري، أحمد حسام ميدو. فصل الرياضة عن السياسة مطلع عام 2014، أعلنت الشبكة القطرية، انفصالها عن شبكة الجزيرة الإعلامية التي تمتلك قنوات الجزيرة الإخبارية، مؤكدة أنه لم تعد لها علاقة بسياسة الشبكة الأم، وأن خبراء فرنسيون هم من يحددون الخطوط العريضة لسياسة القنوات الرياضية، بعد أن تحول اسمها إلى bein sport، وبات في جعبتها باقة من القنوات المجانية والمشّفرة بلغ عددها 17 قناة. الشبكة المشفرة الأضخم في الشرق الأوسط، والتي تستحوذ على أكثر من 80% من مقدراته الكروية، حاولت بتلك الخطوة، أن تهرب من السمعة السيئة التي اكتسبتها الجزيرة الإخبارية، لا سيما أنها حصلت في صيف 2013 على حقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لمدة 3 مواسم، وفي مطلع نوفمبر 2015، أعلن ناصر الخليفي، مالك الشبكة، عن تجديد حقوق بث البريميرليج، لثلاث مواسم إضافية حتى نهاية موسم 2018-2019. الشيء لزوم الشيء عملا بالمثل الشهير، وكما اقتنصت حقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز، من قنوات أبو ظبي الرياضية، سرعان ما حاولت الشبكة القطرية، التعاقد مع المعلق السعودي، فهد العتيبي، الخبير في دروب الكرة الإنجليزية، والذي يُعد عنصرا أساسيا من مكونات البريميرليج، لما يتميز به من التفاعل والحماسة وإتقان اللغة العربية الفصحى، فضلا عن احترافيته بعدم إنحيازه لأيّ طرف. بقاموس مفرداته الغزير، وصوته المبحوح الدافئ، ومعلوماته الموثقة، وتحليلاته المحايدة، استطاع المعلق الشاب، أن يشق طريقه بين عمالقة التعليق العربي، أمثال عصام الشوالي ورؤوف خليف، وحفيظ دراجي، وأن يصبح من نجوم الشباك، فأسندت إليه مهمة التعليق على مباريات حاسمة في كأس العالم بالبرازيل 2014، ودوري أبطال أوروبا 2014، و2015، و2016، و2017، ويورو 2016، إلا أن السياسة أبت إلا أن تفعل عادتها، ففرقت ما جمعته الرياضة من توابل المتعة وفواتح الشهية. العتيبي على طريقة فارس عوض لم يكن العتيبي الضحية الأولى للقرار السياسي في بلاد النفط والغاز، فقبل 3 سنوات، وتحديدا في مارس 2014، أعلن المعلقان الإماراتيان فارس عوض، وعلي سعيد الكعبي، استقالتهما من شبكة bein sport القطرية، بعد أيام من صدور البيان الثلاثي للسعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من دولة قطر، وكذلك قدم مواطناهما سلطان راشد، وحسن الجسمي، اللذان يعملان في شبكة bein sport، وقناة "الدوري والكأس"، استقالتهما أيضا. أحد الإعلاميين الرياضيين السعوديين، وصف قرار الاستقالة الجماعي "الإماراتي"، بأنه جاء بدافع شخصي ينبع من الوطنية، وهو يقدره، مشيرا إلى تمنياته بأن يكون ما جرى "سحابة صيف"، تعود بعدها المياه إلى مجاريها، فهل عادت؟. ماذا بعد؟ بجرة قلم، فرقت السياسة ما جمعته الرياضة على مدار السنوات، وانهار جناح التعليق الخليجي في الشبكة القطرية، باستقالة العتيبي والكعبي، ولم يبق سوى معسكر شمال إفريقيا الذي يضم الشوالي وخليف ودراجي ويبده وبركات، ويبقى السؤال "ماذا بعد؟".