فشل في السيطرة على قواته خلال حرب 56 ولم يساهم بحرب 48 في 67 أمر القوات بعدم احتلال الجولان وغزة أو الوصول للقناة وعصاه جنوده تورط في فضيحة لافون ضد مصر ودفعنا بسببه الثمن في حرب 73 ديان لم يفهم أن جيشه هزم بحرب الاستنزاف رغم المعلومات الاستخباراتية تفكيره السطحي واعتقاده أنه يفهم العرب أدى لاندلاع الانتفاضات الفلسطينية
بعنوان "موشي ديان ..ملف الفضائح الممتلئ يفتح"، قال المؤرخ الإسرائيلي أوري ميلشتاين في تقرير له بصحيفة "معاريف" العبرية إنه"بعد إطاحته بليفي أشكول من وزارة الدفاع الإسرائيلية وانتصاره على الدول العربية عام 1967، أصبح وزير الدفاع الأسبق ديان قائدا عسكريا كبيرا في نظر العالم، لكن بعد هزيمة 1973 حاول التملص والتهرب من المسؤولية عن تلك الهزيمة". وأضاف ميلشتاين "وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق تحول مؤخرا لدى الكثيرين إلى البطل الاكبر لحرب 1967، لكن مع فتح الملفات العسكرية لهذا الرجل بعد حرب 1948 والمحطات المختلفة في حياته، يتبين العكس". وقال "بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 وهجوم الجيوش العربية كان هناك خطر يتمثل في احتلال الجيش السوري مستوطنات غور الأردن، الأمر الذي دفع زعماء هذه المستوطنات إلى زيارة تل أبيب وطلب المساعدة من ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي أرسل إليهم ديان". لم يساهم بحرب 48 وكذب ونقل المؤرخ عن جيورا شينان -قائد عسكري إسرائيلي عرف ديان - قوله "ديان لم يساهم بأي مساهمة في هذه الحرب -يقصد 1948- لم أتلق منه أي تعليمات أو أوامر عسكرية، لم يكن متواجدا، وعندما كان يتفاخر بأنه شارك كنت سأقول له (يا كاذب) لكنني لم أفعل، كان بن جوريون مقتنعا أن ديان بطل، فليعتقد كما يشاء". ميلشتاين أضاف "عندما كان ديان رئيسا للأركان العسكرية تورط في فضيحة لافون -والتي تتعلق بفشل المخابرات الإسرائيلي في تفجير أهداف غربية بكل من القاهرة والأسكندرية ونجاح الامن المصري في القبض على منفذي هذه التفجيرات- تمت الإطاحة بوزير الدفاع يتسحاق لافون والخارجية موشيى شاريت، وكان ديان هو الرابح الأكبر، رغم أنه أصدر تعليمات للعملاء بتنفيذ الهجمات في كل من القاهرة والأسكندرية، كل صناع القرار كان يعلمون أن ديان متورط لكنهم صمتوا". وقال"لا يوجد اختلاف عن أن العدوان الثلاثي على مصر كان مؤامرة شاركت فيها كل من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا ضد القاهرة، كان مهمة تل أبيب هو دخول سيناء وذلك لتبرير تدخل الجيشين الفرنسي والبريطاني، وضمان حرية الملاحة في قناة السويس". غزو سيناء.. فشل أخر وأضاف " غزو سيناء كان فشلا أخر لديان الذي يراه الكثيرون بطلا الآن؛ فالرجل لم يتمكن من السيطرة على قوات الجيش الإسرائيلي، وخطته فسدت بسبب كل من قائد الجبهة العسكرية آساف سمحوني الذي أدخل قوة الدبابات للعمل قبل الموعد المتفق عليه والمخطط له، أو على يد أريئيل شارون -رئيس وزراء إسرائيل لاحقا- الذي واجه صمودا مصريا في منطقة (متلا)". وقال "حاول ديان الإطاحة بسمحوني عقابا له، لكن بن جوريون -رئيس الوزراء وقتها- منعه من ذلك، أما شارون فقد جمد ديان نشاطه العسكري بعد الحرب ضد مصر"، مضيفا "لقد خرجت الدول الثلاث التي تأمرت على القاهرة بخسائر باهظة من المعارك، وتعاظمت قوة عبد الناصر". 73.. إسرائيل تدفع ثمن الكذب وأضاف "بعد حرب 1967 أصبح الإسرائيليون ينظرون لديان على أنه قائد عسكري بارز؛ هذه النظرة هي التي أضرت تل أبيب بعد ذلك، وهذه الأكاذيب العسكرية دفع الإسرائيليون ثمنها غاليا من خلال الهزيمة في حرب 1973 ، ولا زلنا ندفع الثمن". ولفت ميلشتاين إلى أن "ديان ساهم في حرب 1967 من خلال أمرين؛ الأول والأهم أنه كان وراء دخول تل أبيب المعركة وفاجأ القاهرة وأسقط سلاحها الجوي بعد 80 دقيقة من قصف طائراتها، إذا استمر ليفي أشكول وزيرا للدفاع، ربما لم تكن إسرائيل لتهاجم الدول العربية ولما نشبت الحرب، كما حدث في فبراير 1960 عندما بعث المصريون بقوات كثيرة لحدود إسرائيل وأصدر رئيس الحكومة بن جوريون تعليمات بعدم شن هجوم على المصريين". وقال"الأمر الثاني الذي يتبدى من خلاله مشاركة ديان بهذه الحرب كان تعيينه؛ فقد أدى هذا إلى رفع الروح المعنوية لدى العسكريين والمدنيين في تل أبيب وكان لهذا الإجراء أهمية كبرى"؛ مضيفا أنه "عندما صادق وزير الدفاع الجديد على شن هجوم ضد القاهرة فإنه أصدر 4 محرمات: لا لاحتلال قطاع غزة، لا للوصول إلى قناة السويس، لا للسيطرة على شرق القدس، لا لاحتلال هضبة الجولان السورية، إلا أن الجنود لم يمتثلوا لهذه التعلميات كما حدث في حرب1956". انتظر وفاة جولدا مائير بالسرطان ليحل محلها وأضاف " لم يحاكم ديان أي عسكري خالف تعليماته، رغم أنه توعد بذلك، وعلى الصعيد الحربي في هذه المعارك كانت مساهماته صفرا، وإذا كان هناك ثقافة أمنية وعسكرية فعلية لدى الإسرائيليين لكانوا عرفوا أن قدرات ديان غير موجودة". واستكمل "بعد حرب 1967 كان ديان أقوى شخصية سياسية في دولة إسرائيل ومرشح ليس له منافس؛ لتولي منصب رئاسة الوزراء لكن شيوخ حزب (ماباي) خشوا أن ينهي ديان ما بدأه بن جوريون ويلقي بهم خارج المنظومة السياسية، ومن ثم وضعوا جولدا مائير على قمة هرم السلطة، فما كان من ديان إلا أن رضخ بعد كبح ولجم، إيمانا منه بان دوره سيأتي بشكل سريعا كرئيس للحكومة؛ خاصة مع معاناة جولدا مع مرض السرطان". وقال ميلشتاين "خلال هذه الفترة، ركز ديان نشاطاته في سرقة الآثار، وتعزيز مركزه السياسي استعدادا لرحيل مائير المتوقع"، مضيفا "كان لديه اعتقاد بلا أساس أنه كان يفهم العرب، رغم أن تفكيره كان سطحيا، هذا الأمر هو الذي أدى في النهاية إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى، بعد 20 عاما من حرب 1967، والانتفاضة الثانية عام 2000 ، والهجمات التي يتعرض لها الإسرائيليون الأن على يد الفلسطينيين". إسرائيل هزمت بحرب الاستنزاف وأضاف "ديان عارض تعيين دود أليعازر رئيسا للأركان لكنه رضخ للأمر كي لا يدخل في خصومة مع رئيسة الحكومة جولدا مائير؛ هو لم يفهم أن الجيش الإسرائيلي هزم في حرب الاستنزاف التي شنتها القاهرة ضد تل أبيب، رغم المعلومات الشاملة تقريبا التي وفرتها الاستخبارات الحربية الإسرائيلية في هذا الشأن". وقال"ديان لم يفهم معنى وجود الصواريخ الجديدة ضد الطائرات والدبابات التي مد بها الاتحاد السوفييتي القاهرة، وهو الشئ الذي لم تستوعبه أيضا قيادات سلاح الجو وقوات المدرعات؛ لم يعي وزير الدفاع الإسرائيلي أيضا المغزى وراء الثورة التي قام بها أنور السادات خليفة عبد الناصر في الجيش المصري ولم يكتشف استعدادات الأخيرة للحرب". وأضاف "مؤخرا؛ أفرج عن وثائق أرشيفية تعود لعصر ريتشارد نيكسون الرئيس الامريكي الأسبق، وثائق سرية تبين أن ديان وقع في فخ نصبه له هنري كيسنجر -مستشار الامن القومي ووزير الخارجية الأمريكي سابقا- والذي أدار سياسة واشنطن الخارجية بنفسه وبمعزل عن الأخرين ، بعد سقوط نيسكون متأثرا بفضيحة (ووتر جيت)". كيسنجر هدد ديان ووفقا لهذه الوثائق -قال ميلنشتاين- "كان كيسنجر هو من يقف وراء حرب 1973 وهو الذي شجع الرئيس السادات كي يهاجم إسرائيل، وهدد المسؤول الأمريكي ديان بأن تل أبيب لن تتلق أي وسائل قتالية إذا ما قامت بعملية تعبئة عسكرية للاحتياط إو وجهت ضربة استباقية لمصر، لكنه جعل وزير الدفاع الإسرائيلي يؤمن في الوقت نفسه بإدارة مفاوضات بين القاهرة وتل أبيب تتعلق بإعادة سيناء والتوصل لاتفاق سلام بعد الانتخابات الإسرائيلي التي ستجرى في أكتوبر من نفس العام، 1973". وأضاف "هناك روايات ترى أن ديان لم يسقط في فخ كينسجر، وإنما كان مشاركا في المؤامرة؛ وذلك لمنح السادات (انتصار صغير)، وفاجأ السادات الاثنين وأشرك سوريا بالحرب". مصر تفاجئ الجميع وقال "المفاجأة الحقيقية لحرب 1973 لم تكن التقصير الاستخباراتي وأن كيسنجر أجبر ديان على عدم تعبئة الاحتياط، وإنما ما تزعمه الروايات عن (الانتصار الصغير المتفق عليه)؛ فخلال الأيام الثلاثة الأولى حققت القاهرة نصرا عملاقا فاجأ الجميع". وختم "ديان حاول التهرب والتملص من مسؤولية الهزيمة وألقى باللائمة على إيلي زاعير -رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية- والذي كان يعده قبل الحرب ليكون رئيس الأركان أو وزير الدفاع القادم؛ الآن وبعد الخسارة أصبح زاعيرا كبشا للفداء ومعه الجهاز الأمني الذي يرأسه، ورغم أن المخابرات العسكرية أخطأت إلا أن ديان أخطأ هو الأخر".