موشيه دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي الذي منيت في عهده إسرائيل بأقصى هزيمة على يد الجيش المصري، توفى يوم 16 أكتوبر 1981 أي بعد 10 أيام من استشهاد الرئيس محمد أنور السادات، الذي اعترف "ديان" بقدرة جيشه المصري وأقر بالهزيمة على يده. ولد ديان في 16 أكتوبر 1981 متأثرًا بسرطان القولون في مدينة تل أبيب، ودفن في "ناهال" حيث نشأ. في 20 مايو 1915، في فلسطين عندما كانت تحت الحكم العثماني، وبعد أقل من سنتين، اندلعت الثورة العربية الكبرى في الحجاز، وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. عندما بلغ 14 عامًا، التحق بمنظمة "هاجاناه" العسكرية و"بالماخ" في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية. وعندما حُظر نشاط "هاجاناه" من قبل القوات البريطانية في فلسطين، ألقت القوات البريطانية القبض عليه، وتم إطلاق سراحه بعد عامين عندما تعاونت "هاجاناه" مع القوات البريطانية ضد قوات المحور، وبمشاركة القوات الأسترالية في سوريا. فقد ديان عينه اليسرى في 8 يونيو سنة 1941، وارتدى غطاءً للعين اشتهر به، وقلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية، شغل بعد ذلك العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948 وعمل على قيادة العمليات العسكرية الدفاعية في سهل الأردن، وأعجب به رئيس الوزراء الإسرائيلي، ديفيد بن جوريون، واختاره وشيمون بيريز لحمايته الشخصية. ترقى ديان مناصب عسكرية بعد حرب 1948 بين الفترة 1955 - 1958 إلى أن وصل منصب رئيس الأركان للجيش الإسرائيلي. وفي عام 1959 وبعد عام من تقاعد ديان من السلك العسكري، انضم إلى تيار "ماباي" السياسي اليساري بزعامة بن غوريون وعمل كوزير للزراعة حتى عام 1964. وبعد تسلم "ليفي أشكول" لرئاسة الوزراء، وتنامي الموقف المتأزم بين العرب وإسرائيل في عام 1967، عين أشكول، موشيه ديان، وزيرًا للدفاع رغم كراهيته له. لم يكن ل"ديان" دور يذكر للتخطيط والإعداد لحرب 1967 إلا أنه أسهم في مجريات الحرب، ولم يدخر جهدًا بعد الحرب في الأمور الدعائية لنسب الانتصارات في حرب 1967 لصالحه. وبتسلم جولدا مائير، السلطة في عام 1969، كان ديان وزيرًا للدفاع، ورفض شن هجوم احترازي على كل من مصر وسوريا لقناعته بقدرة الجيش الإسرائيلي لصد أي هجوم عربي على إسرائيل. وبتعاقب الهزائم الإسرائيلية، في بداية حرب أكتوبر، كان ديان على استعداد للإعلان عن هزيمة إسرائيل، لولا منعه من قبل مائير من الإدلاء بالتصريح، وتكلم ديان دون توريه عن استعمال إسرائيل لأسلحة الدمار الشامل حال احتياجها لدحر الهجوم العربي. وبعد الحرب، أعدت اللجنة المسؤولة بإعداد تقرير حرب 1973 بإعفاء الكادر السياسي الإسرائيلي من المسؤولية في تكبد الخسائر في الأيام الأولى من الحرب؛ إلا أن الغضب والاحتجاج الشعبي الإسرائيلي، أدى إلى استقالة كل من ديان وجولدا مائير.