"لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا"..هكذا نص إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا عام 1991، لإختيار الثالث من مايو "اليوم العالمي لحرية الصحافة". - ماذا يحدث في هذا اليوم؟ في هذا اليوم، يحتفى بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، الدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم. -الاحتفاء بالمبادىء الأساسية لحرية الصحافة احتفى الصحفيون بالمبادىء الأساسية لحرية الصحافة، بالتدوين عبر هاشتاج "#حرية_الصحافة" على تويتر وفيسبوك، والذي عليه نشروا أسماء وحكايات قبض وعنف واعتداءات تعرضوا لها، وأقوال مأثورة لبعض الكتاب الكبار. غردت مي شمس الدين، على الهاشتاج كلمات"الصحافة هي نشر ما لا يريد أخرون رؤيته منشورا، كل ما عدا ذلك هو علاقات عامة". استغلت نور خليل، الهاشتاج، وكتبت عن المصور الصحفي محمود أبو اليزيد "شوكان مسجون لأكثر من 1300 يوما بدون إصدار حكم ضده لمجرد أدائه لعمله". كما دون محمود رمضان، تفاصيل قضية الصحفي محمود عبد النبي عواد وقال "محمود محبوس على ذمة قضية متهم فيها بالتجمهر، وإتلاف الممتلكات العامة، والخاصة، وحيازة، وإحراز أسلحة نارية، والقتل العمد، خرجوا محمود".
- تقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم تقيم منظمة "مراسلون بلا حدود" حال حرية الصحافة، فى تقرير نشر، تقول فيه إن خريطة حرية الصحافة في العالم تزداد ضبابية عامًا بعد عام، ولم تبلغ أبدًا هذه المستويات العالية من قبل، وهو ما يعني أن حرية الصحافة لم تكن قط مُهددة على النحو الذي هي عليه اليوم. قسمت "مراسلون بلا حدود" في تقريرها، الدول إلى عدة قوائم بين سوداء، وحمراء، وصفراء، لافتة إلى أن القائمة السوداء، تشمل ما لا يقل عن 21 دولة يعتبر فيها وضع الصحافة "خطيرًا للغاية". و"القائمة الحمراء" تضم 51 بلدًا مقابل 49 العام الماضي، وهو ما يعني أن حالة حرية الإعلام باتت تكتسي طابع "الصعوبة"، ففي الإجمال، تفاقم الوضع في نحو ثلثي (62.2٪) البلدان التي شملتها هذه الدراسة. و"القائمة الصفراء" تضم 50 دولة فقط تتمتع فيها الصحافة بالحرية وهي (أمريكا الشمالية)، إضافة إلى دول في أوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا، بحسب التقرير. وضعت مصر في هذا التقرير على القائمة السوداء، للزج بالصحفيين في السجن. وقالت في تقريرها:"لا يزال المصور الصحفي محمود أبو زيد، المعروف باسمه المستعار شوكان، قيد الاعتقال التعسفي، ولا يزال الصحفي المستقل إسماعيل الإسكندراني يقف وراء القضبان منذ اعتقاله في نوفمبر 2015".
الدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها "يذهب الصحافيون إلى أشد الأماكن خطرا، وهم صوت من لا صوت له"، دافع أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن الصحفيون، بهذه الكلمات، مطالبا بأهمية وضع حد لجميع أعمال القمع التي يتعرضون لها، "لأن الصحافة الحرة تسهم في تحقيق السلام والعدل للجميع". وأضاف جوتيريش، في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أنه يجب أن ينهض الجميع دفاعا عن الحق في معرفة الحقيقة، قائلا: "عندما نوفر الحماية للصحافيين، فإن كلماتهم وصورهم يمكن أن تغير العالم". لافتا إلى أن الإعلاميين يعانون من الإساءة البالغة إلى شخصيتهم، ويتعرضون للاعتداء الجنسي والاحتجاز والجرح بل حتى للموت.
- الإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم "محدش بيسأل علينا غير أصحابها"، كلمات تفوهت بها أسرة شهيدة الصحافة ميادة أشرف، فى اليوم العالمى لحرية الصحافة، لتأكد غياب نقابة الصحفيين عن الإشادة بمن فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم. ليبرر هذا القول، نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، الذى قال إنه سيسعى للتواصل مع أسرة الشهيدة لمساندتهم بكل ما يمكن، قائلا:"دعمنا الكامل لأسرة الشهيدة وأنا فى انتظارهم للجلوس معهم وتقديم ما يلزم من كل وسائل الدعم بكل قوة، سنساندهم بمنتهى القوة". استشهدت ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور، في 28 مارس 2014، عن عمر 22 عاما، بعد تلقيها رصاصتين بالرأس والوجه، أثناء تغطيتها للاشتباكات التى وقعت في منطقة عين شمس. ورغم أن القائمة تضم أيضا الحسيني أبو ضيف، الذي رحل عن عالمنا في أحداث الإتحادية عام 2012، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن سيرته لم تُذكر أو تأتي ولو بجملة واحدة خلال ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة.