مع شروق صباح يوم الأحد، استيقظت مارينا مبكرًا، طالبتها والدتها بارتداء ملابسها سريعًا، للذهاب إلى كنيسة مار جرجس بشارع على مبارك بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية، وقاما بشراء "سعف جريد"، وسنابل قمحٍ وورود احتفالا ب"أحد الشعانين"، في أجواء من الفرحة بددها دوي انفجار بدل لون السعف الأصفر إلى الأحمر، معلنًا عن عمل إرهابي جديد، وضحايا جدد ينضمون إلى من سبقوهم منذ 4 أشهر في تفجير كنيسة البطرسية. عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا، اصطفت قوات الأمن بالغربية بمحيط كنيسة مار جرجس، كردون أمني على بعد أمتار، تعليمات مشددة "حرم آمن ومنع توقف السيارات أمام الكنائس"، وتوافد المئات على الكنيسة التي بُنيت بمرسوم ملكي من المللك فؤاد. رويدًا وريدًا، اكتظت الكنيسة المشيدة على مساحة فدانين بزائريها، الكل يستعد لبدء الصلاة، توقفت الحياة مع توقف عقارب الساعة عند التاسعة وخمس دقائق.. انفجار عبوة ناسفة تم زرعها أسفل المنصة التي يقف عليها الواعظ الديني "مقصورة الشمامسة". ثوان معدودة كتبت للأم وابنتها "عمرا جديدا"، فلم يكن يفصلهما عن الموت سوى خطوات قليلة عن ساحة الصلاة بالكنيسة، فلم تتمالك والدة مارينا نفسها من هول الفاجعة، وقالت لابنتها "إحنا لسه عايشين"، وهي تحاول إظهار قدر من التماسك والصلابة أمامها بينما الصغيرة انهارت من البكاء متمنية لو أن الأمر مجرد "كابوس" تستفيق منه بعد قليل. سارينة الإسعاف وخبراء المفرقعات يجوبون المكان، الجميع يسارع إلى ناصية شارع سليمان باشا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فرضت قوات الأمن كردونا أمنيا مطالبة الجميع الابتعاد عن مسرح الجريمة بالتزامن مع وصول خبراء المعمل الجنائي؛ لكشف ملابسات الحادث الذي أودى بحياة نحو 30 شخصا، وإصابة 78 آخرين. الصدمة لسان حال الجميع، لكن صاحب محل سوبر ماركت يتذكر تفاصيل ما حدث ظهر الأربعاء بتاريخ 29 مارس الماضي، عندما أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة ناسفة بمحيط الكنيسة نفسها، بينما خرجت وزارة الداخلية عبر بيان صحفي نافية الأمر جملة وتفصيلا، متهمة وسائل الإعلام بنشر أخبار كاذبة. وعلى حطام الحادث، علم الواقفون في محيط مارجرجس أن قوة تأمين الكنيسة المرقسية بمنطقة الرمل بالإسكندرية تصدت لمحاولة اقتحام أحد العناصر الإرهابية الكنيسة، وتفجيرها بواسطة حزام ناسف، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصا، وإصابة 40 آخرين كحصيلة أولية.