كلمة لاتينية الأصل تعنى «أنا لا أسمح»، ولكنها عرفت حاليا بحق النقض «الفيتو»، الذى بات شهيرا فى أروقة مجلس الأمن التابع إلى الأممالمتحدة. فالفيتو هو حق منحته لنفسها الدول الخمس المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية «روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين»، لتعترض على أى قرار صادر من مجلس الأمن المكون من 10 أعضاء آخرين بخلاف الخمسة السابقين.. رغم أن روسيا صاحبة الرقم القياسى فى استخدام هذا الحق 120 مرة، أغلبها كانت فى الحقبة السوفيتية نكاية فى القوى الغربية، فإن أمريكا تحمل رقما قياسيا مختلفا، حيث استخدمت الفيتو 77 مرة كانت 36 منها فقط لحماية إسرائيل، وربما يأتى أوباما بالفيتو ال37 هذه المرة لإجهاض الدولة الفلسطينية المنتظرة.. الإدارات الأمريكية المتعاقبة حرصت على حماية إسرائيل من أى قرارات تتضمن حتى توجيه اللوم إليها، سواء أكانت متعلقة بالقضية الفلسطينية أو بعلاقاتها مع الدول العربية المجاورة طوال السنين. فمثلا منعت أمريكا إصدار المجلس أكثر من قرار ينتقد أو يطالب بانسحاب تل أبيب من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها عام 1967، بالإضافة إلى تصديها بقوة لقرار يدين إسرائيل على حرق المسجد الأقصى، واغتيالها للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس عام 2004.. وأفشلت الولاياتالمتحدة قرارا من المجلس يدين إسرائيل على استخدامها ما وصف ب«القوة المفرطة» فى حربها على لبنان عام 2006، علاوة على الحرب التى شنتها على قطاع غزة عام 2008.. لكن البجاحة الأمريكية وصلت قمتها فى فبراير 2011، بعدما تصدت «وحدها» لمشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلى رغم موافقة وتصديق 14 عضوا بمجلس الأمن من أصل 15 على هذا القرار. مجلة «تايم» الأمريكية نشرت مقالا طرحت فيه تساؤلا حول «هل آن الآوان لإنهاء استخدام حق النقض هذا؟»، لأنه بحسب المجلة، جعل كيان الأممالمتحدة مولودا فاقدا للهوية، وهو ما يعزز المطالب التى انطلقت منذ فترة بضرورة إحداث إصلاحات جذرية بنظام مجلس الأمن، كتوسيع مقاعد العضوية الدائمة بالمجلس أو إلغاء حق النقض نهائيا.