اقترب سبتمبر من نهايته.. نعرف كلنا هذا الموعد المعتاد لرائحة بداية المدارس.. تتطاير أوراق الأشجار بفعل رياح الخريف التى تداعب خصلات شعر الصغار المتجهين إلى فصولهم، هكذا الصورة فى العادة، ولكنها مختلفة هذا العام فى سوريا، حيث لم يعد الصغار صغارا وإنما شيبهم عدوان الأسد على مدنهم ومدارسهم وقراهم وافتراسه لزملائهم، فخرجوا يشاركون الكبار غضبتهم وسارت مظاهراتهم تطالب الطاغية بالرحيل، لا ترهبهم دبابات الجيش التى تحاصرهم وعناصر الأمن والشبيحة المتربصون على محيط المدارس والمعاهد الثانوية يقتلون ويطاردون ويعتقلون الزهور السورية التى أخافت «الأسد». فى حمص واللاذقية أفاد ناشطون بوقوع انشقاقات جديدة فى صفوف الجيش السورى كما بدأت فى حمص بوادر التحول المسلح تصبغ ثورة السوريين السلمية بعد وقوع اشتباكات شرسة بين أمن الأسد ومنشقين عن جيشه تعاطف معهم الأهالى وشاركوهم «كفاحهم المسلح» بعد يأسهم من جدوى الضغط العربى والعالمى على النظام الوحشى الذى قتل عدوانه ما يقرب من 5000 مدنى، وسياسيا وفى مقابلة مع شبكة «CNN» الأمريكية هاجم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، بشار الأسد قائلا له «لا يمكنك أبدا أن تبقى فى السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبدا أن تقف فى وجه إرادة الشعب». ومع توسيع الحصار التركى برا وجوا بعد الحصار البحرى لنظام بشار أكد أردوغان القطع النهائى للعلاقات، مضيفا «إذا كنت تقمع الناس من خلال الدبابات والأسلحة، فذلك ينهى العلاقات، إنك تقصف المدن من الجو والبحر وتقول إن أبناء شعبك إرهابيون، وهذا أمر غير مقبول». من جانب آخر عزز جيش الأسد انتشاره فى محيط مدينة القصير على الحدود مع لبنان، لمنع السوريين من الهروب إلى الأراضى اللبنانية، وأفادت الأممالمتحدة بأن أكثر من 3700 سورى نزحوا إلى شمال لبنان منذ منتصف مارس الماضى عندما انتفض السوريون ضد ظلم نظام بشار.