حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء من خطورة اندماج الجماعات والتنظيمات المتطرفة الرئيسية في مالى في كيان واحد حتى تتمكن من شن هجمات وتنفيذ عمليات أشد قوة وخطرًا. وقال المرصد - في بيانٍ له، اليوم السبت: "التنظيمات والجماعات التكفيرية والإرهابية يجمعها عدة مبادئ واحدة تتمثل في اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر، كما أنَّها ترفض التعامل مع مؤسسات الدولة على اعتبار أنَّ ذلك سيؤدي إلى اعتراف وتقوية مؤسسات الكفر، والعنف هو الوسيلة الناجحة - من وجهة نظرهم - لإحداث تغييرات جوهرية في بنية الدول السياسية والاجتماعية والثقافية". وأكَّد المرصد خطورة التكفير من انتشار تلك الجماعات بشكل شبكي حول العالم، مؤكدًا اشتراكها جميعًا في بناء فكري شبه موحد، يشمل عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن. وأضاف: "الجماعات والتنظيمات الإرهابية تستهدف الجميع وأن هدفها الأول والأخير نشر الخراب والدمار في كل مكان، ولا سبيل لمواجهة التطرف والإرهاب إلا التعاون على كافة المستويات بين دول العالم أجمع لأنَّ الإرهاب لم يعد مقتصرًا على منطقة بعينها، بل أصبح يهدد الجميع". ودعا المرصد إلى التنسيق والتعاون بين كافة الدول ودعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على كافة الأصعدة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل كافة الجهود من أجل استئصال هذه الحركات وأفكارها القاتلة. يُذكر أنَّ الجماعات المتشددة الرئيسية في مالى، قد أعلنت اندماجها مؤخرًا تحت قيادة "إياد غالي"، الذي أعلن المقاتلون الموالون له المسؤولية عن العديد من الهجمات على قوات مالي، وقوات لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما أعلنت الجماعة الجديدة البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وأمير القاعدة ببلاد المغرب، أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان، الملا هيبة الله".