- نائب مدير مستشفى «حميات إمبابة»: مرض غير قاتل يدعى حمى البحر المتوسط ينتقل عبر الماشية الوافدة من الخارج بعد وفاة 3 أشخاص بينهم طفلة وإصابة 11 آخرين بصورة مفاجئة بمستشفى حميات إمبابة بأعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم مع ارتفاع شديد فى درجة الحرارة لأسرتين تربطهما صلة قرابة ومقيمين فى منزلين مستقلين بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، دفعتنا لمعرفة أسباب الوفاة المفاجئة، وكشف طبيعة "الفيروس الغامض" الذى حصد أرواحهم، ويعانى منه العشرات داخل مستشفيات الحميات. تبدأ الأعراض الأولية بسخونية شديدة ومتواصلة على مدار أيام حتى تتخطى فى بعض الأحيان 40 درجة مئوية، تتبعها قئ مفاجئ وإسهال شديد وألم مستمر بالبطن، وزادت شدة الأعراض فى بعض الحالات، خصوصا بين الأطفال وكبار السن، حينذاك يضطر المريض للتوجه إلى أقرب مستشفى حميات من أجل تلقى العلاج اللازم. فى حميات العباسية يوجد عدد من الحالات المرضية المحتجزة هناك، تبلغ نحو 5 حالات مصابة ويشتبه فى إصابتها بالحمى التى لم يتوصلوا حتى الآن لتشخيص مناسب لها بحسب (محمد. س) والد أحد الأطفال المحتجزين بالمستشفى نتيجة إصابته بدور حمى معوية مزمنة أدت إلى خروج دم مع البراز وارتفاع درجة حرارته ل40 درجة مئوية. هنا يهرع الأب إلى الطبيب المختص بالاستقبال والطوارئ الدكتور هانى حجازى، ليخبره بطبيعة حالة طفله الصغير، الذى فقد القدرة على الحركة الطبيعية، وهو يردد عبارة: «مصيبة ليكون ده المرض الغامض اللى بيقولوا عليه يا دكتور»، فطمأنه الطبيب بأنها مجرد نزلة معوية عادية ولا خطر على حياته. تصريحات وزارة الصحة أمس الأربعاء، بشأن الفيروس الغامض أثارت حالة من الهلع والفزع فى نفوس الأهالى والمرضى على حد سواء، حيث ذكر الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، أنه تم إجراء مسح ذرى على الأسر المصابة وتبين أن حالتهم سليمة. وأضاف مجاهد، فى تصريحات صحفية، أنه تم تشكيل لجنة مختصة من أساتذة جامعة عين شمس فى مجال الصحة العامة وخبراء من الطب الوقائى لفحص الأمر الوبائى لمعرفة السبب، مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن معرفة السبب وراء الإصابات، ولم يتم اكتشاف حالات جديدة. ومن جانبه يقول الدكتور هانى حجازى، إخصائى أمراض الباطنة والصدر بحميات العباسية، إن هذا النوع من الأمراض يطلقون عليه اسم «حمى للبحث» تكون غالبا مجهولة السبب، وتبدأ بسخونية متواصلة وقئ وعبر الفحص الشامل وإجراء التحاليل الطبية اللازمة نكتشف أنها حمى معوية ناتجة عن إهمال من قبل المريض فى تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المختص أو خطأ تشخيصى من قبل الطبيب ذاته نتيجة إعطائه مضادات حيوية لا يحتاج إليها مما يتسبب فى مضاعفات جسيمة للحالة، ويتحول الاحتقان بالزور إلى التهابات فطرية، وآلام فى المفاصل والعظام وقصور فى وظائف الكلى. فى حالة اكتشاف أن المرض مناعى فإن ذلك لا يكون من اختصاص الحميات، ومن ثم يتم تحويل المريض إلى أقرب مستشفى مختص بذلك. «مين قال إنه فيروس غامض، بالعكس هذا المرض مصنف منذ سنوات، لكنه غير معروف لدى العامة».. هكذا أكد الدكتور سمير عنتر، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، الذى أوضح ل«التحرير» أن باقى الحالات المرضية المحتجزة بالمستشفى فى حالة جيدة، ولكنها تخضع لفحوصات دورية وصورة دم كاملة وفحص ميكرسكوبى لخلايا الدم البيضاء وأنزيمات الكبد للوقوف على طبيعة الحالة المرضية. وأضاف عنتر فى تصريحات خاصة، أن هذا المرض غير قاتل وغير معدى، ويسمى حمى البحر المتوسط (الحمى المالطية)، أو ما يعرف باسم حمى البروسيللا، التى تنتقل إلى الإنسان عبر الماشية (الماعز والخرفان) الوافدة لمصر من الخارج نتيجة تناول لحوم وألبان حيوانات مريضة أو كثرة الاختلاط بالقطط أو الكلاب ويتزايد انتشاره بين الفئات التى تتعامل بشكل مباشر مع الحيوانات أثناء الذبح بصفة خاصة حين يختلط دماؤهم. كما تزايد إلقاء الضوء على هذا المرض عقب استيراد كميات وشحنات هائلة من لحوم الماشية المصابة بالمرض من الخارج دون إجراء الحجر الصحى الكافى عليها قبل تداولها بالسوق المصرية، حسب تعبيره. وحول أعراض هذه الحمى يقول عنتر، إن المريض يشعر بسخونية متواصلة وإعياء شديد وآلام بالمفاصل وأسفل الظهر والركبة تصل لآلام مزمنة فى العمود الفقرى فى حالة الإهمال تتطور لعدم مقدرة المريض على فرد الظهر والانحناء وآلام حادة بالرأس وشعور بقلق مع ضيق فى التنفس وعدم القدرة على أكل أو بلع أى شىء وهى من ضمن أسباب الروماتيزم الشائعة التى تؤثر فى النهاية على عضلة القلب وتؤدى للوفاة فى بعض الأحيان. وعن الحالات الثلاثة التى توفيت بالمستشفى يؤكد أنها جاءت نتيجة ظروف معينة خاصة بهم، نظرا للإهمال وعدم المتابعة، لأن المريض المصاب بالحمى يخضع مبدئيا للفحص الشامل حتى يستوفى كل التحاليل الطبية، وذلك لمدة شهر كامل مع ضرورة الانتظام بالدواء لأن السبب الرئيسى لتكرار النوبات هو نسيان أو ترك العلاج. والعلاج الفعال للحالات المصابة بهذه الحمى، حسب الدكتور محمد عطية، رئيس الاستقبال بمستشفى حميات إمبابة يكون عبر تناول عقار الكولشيسين بصورة يومية لتجنب وتقليل النوبات الالتهابية والأعراض الجانبية، وتقليل حدوث أى مضاعفات جسيمة، إضافة إلى الإكثار من السوائل كالماء والعصائر والابتعاد عن المشروبات الغازية، وعند حدوث إسهال أو قىء مستمر يجب مراجعة الطبيب فورًا، لأن الجفاف يزيد من سمية العلاج المستخدم.