بعد أن لاقت مبادرتهم لمحاربة غلاء الأسعار نجاحًا غير مسبوق، طالب شباب مركز الإبراهيمية فى محافظة الشرقية بضرورة تأمين مبادرتهم وفروشاتهم التى تقام لعرض البضائع بأسعار الجملة، لاسيما بعد تهديدات وصلت إليهم من بعض المتضررين من تلك المبادرة. محمد السقا أحد الشباب المشاركين فى المبادرة، قال إن فكرتهم جاءت من حرصهم على توفير السلع الغذائية الأساسية للمواطن البسيط بأسعار تتناسب مع دخله، لاسيما فى ظل الإرتفاع الجنونى فى أسعار الخضروات والفاكهة، حتى إن فكرتهم بدأت بعد ملاحظتهم قيام بعض البسطاء بالنزول إلى الأسواق لشراء الخضروات والفاكهة الغير صالحة أو تلك التى تتدنى جودتها، لعدم قدرتهم على تحمل الأسعار المرتفعة، الأمر الذى دعاهم إلى التفكير فى تنفيذ مبادرة شبابية تهدف إلى محاربة الغلاء.
وأضاف السقا، أنهم قاموا بالبدء فى تنفيذ المبادرة يوم الأربعاء الماضى، بعد التنسيق مع مجلس المدينة والتموين، حيث خضعت السلع للرقابة التموينية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها، إذ بدأ الشباب بمجهود ذاتى فى شراء الخضروات والفاكهة التى تلزم المواطن البسيط من منبعها بمدينة الصالحية، وتم إعداد شادر وعرض تلك السلع التى لاقت إقبالًا حافلًا من جانب الأهالى والمترددين على الشادر، ونفدت الكميات فى غضون ساعتين من فتح الشادر أمام المواطنين، حيث تم عرض الخيار والبسلة والطماطم والبطاطس والفول الأخضر والليمون والفلفل والباذنجان والبرتقال، بأسعار الجملة دون زيادة.
وأوضح أنه فى ظل تنفيذ هدف المبادرة فقد تم بيع 3 كيلو طماطم مقابل 10 جنيهات فى حين يتم بيعها فى السوق ب10 جنيها للكيلو ونصف، كما تم بيع 3 كيلو بطاطس مقابل 10 جنيهات فى حين يتم بيع الكيلو الواحد فى السوق مقابل 4 أو 5 جنيهات، كما تم بيع كيلو الباذنجان مقابل 5 جنيهات فى حين يتم بيع الكيلو ونصف فى السوق مقابل 10 جنيهات، وفى بعض السلع تم تخفيض السعر بمقدار جنيه عن سعر الجملة، وتحمل الشباب المشاركين فى المبادرة الفرق بهدف إتمامها وإنجاحها، وتخفيفًا عن كاهل الأهالى.
وفى رد فعل يدعوا إلى القلق، فوجئ الشباب المشاركين فى المبادرة بتهديدات وردت إليهم من بعض التجار المتضررين تعنفهم وتدعوهم إلى الكف عن تلك المبادرة التى مقرر لها يوم الأربعاء من كل أسبوع، الأمر الذى أثار مخاوفهم فى أن يتم استهدافهم أو إتلاف البضاعة التى يقومون بالحصول عليها من المنبع لطرحها بأسعار الجملة. ومع طلبات الأهالى بتفعيل المبادرة بشكل يومى، استاء بعض من تضر المبادرة بمصالحهم، ووصل الأمر إلى التهديد «خدوا بالكم بقا من نفسكم»، كما قام بعضهم بإيفاد أقاربهم ومعارفهم لمحاولة تشويه المبادرة وإشاعة الأمر على أن أسعارهم هى نفس أسعار السوق، الأمر الذى طالب على إثره السقا وزملاؤه المشاركون فى المبادرة اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية واللواء رضا طبلية مدير الأمن بتوفير قوة من مركز الشرطة لتأمين البضائع والفروشات، لحين الانتهاء من بيع كافة السلع، لاسيما وأنها لا تستغرق وقتًا طويلًا، كما أنها لا تقام إلا يومًا واحدًا فى الأسبوع.