نشر موقع ويكيليكس، أمس الثلاثاء، تفاصيل ما وصفه بأنه أدوات قرصنة واسعة النطاق تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي ايه". وتشمل الوسائل المتعددة، التي تقول الوثائق إن وكالة الاستخبارات الأمريكية تستخدمها كأسلحة إلكترونية، برامج خبيثة تستهدف الأجهزة والحواسيب التي تعمل بأنظمة "ويندوز" و "أندرويد" و "آي أو أس" و "أو أس أكس" و "لينكس" وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت (الراوتر). قرصنة لأجهزة التلفاز وتشير وثائق بتاريخ يونيو عام 2014 إلى أن محاولات الاستخبارات لاختراق أجهزة تلفاز سامسونج من فئة "اف 8000" كانت تحمل اسم "الملاك الباكي" كرمز سري. وتصف هذه الوثائق ابتكار طريقة للخداع تجعل المستخدمين يعتقدون بأن شاشاتهم قد أغلقت بشكل تلقائي. لكن الوثائق تكشف أنه بدلا من ذلك فإن المخابرات تستهدف هذه الأجهزة ببرامج خبيثة تجعلها تسجل بشكل سري المحتوى الصوتي الذي يُنقل لاحقا عبر الإنترنت إلى خوادم تابعة لوكالة المخابرات المركزية "سي آي ايه" فور عودة الشاشات للعمل مرة أخرى، وهو ما يسمح بإعادة تشغيل روابط الاتصال اللاسلكي "واي فاي" لهذه الأجهزة. وأشارت الوثائق إلى أن المخابرات المركزية الأمريكية أسست وحدة خاصة لاستهداف هواتف آيفون وأجهزتها اللوحية آيباد، وهو ما ساعدها في مواقع لأحد الأهداف وتشغيل الكاميرا الخاصة بأجهزته ومكبر الصوت وقراءة اتصالات نصية تخصه. وقال موقع ويكيليكس إن هذه المجموعة من الوثائق التي أطلق عليها إسم "القبو 7"، تعتبر أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "على الإطلاق". وأضاف بيان موقع ويكيليكس أن هذه الكمية الضخمة من المعلومات "كانت على ما يبدو متوفرة لدى مجموعة من المتعاملين مع الإدارة الأمريكية سابقا ولدى مخترقين لشبكتها" وأن أحد هؤلاء "أمد ويكيليكس بجزء من هذا الأرشيف". ويعتبر تسريب هذه الوثائق، إن تأكدت صحتها، اختراقا كارثيا جديدا لوكالات الاستخبارات الأمريكية، من طرف ويكيليكس والمتعاونين معه، الذين تمكنوا مرارا من الكشف عن كميات ضخمة من وثائقها ومعلوماتها السرية. و"ويكيليكس" هو موقع أسسه الناشط الصحفي والمبرمج الأسترالي جوليان أسانج، عام 2006، ويشير إلى أنّ هدفه "نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية في أفغانستانوالعراق". وقام الموقع غير الحكومي - الذي يستمد اسمه من "ويكي"، شعار الانفتاح والإدارة الذاتية لمستخدمي موقع "ويكيبيديا"، و"ليكس" أي تسريب بالإنجليزية - بنشر أكثر من 10 ملايين وثيقة سرية مسربة خلال عقد. تسريبات خطيرة وأثارت تسريبات ويكيليكس مخاوف بلدان كثيرة، بدءاً من الولاياتالمتحدة. ومن إنجازات الموقع، أنه ألقى الضوء على الممارسات في معتقل جوانتانامو، وكشف معلومات عن العمليات العسكرية الأمريكية في العراقوأفغانستان. غير أن أبرز نجاحاته تبقى إثارة فضيحة "كايبلجيت" عام 2010 عبر نشره عشرات آلاف البرقيات الدبلوماسية السرية للبعثات الأمريكية في الخارج، وقد سربها له محلل في الجيش الأمريكي. وألهم مثال ويكيليكس في السنوات الأخيرة، المستشار السابق لأجهزة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن، الذي كشف للصحافة عن مدى برامج المراقبة التي تمارسها وكالة الأمن القومي الأمريكية على الاتصالات، بما في ذلك أنشطة التنصت على مكالمات قادة دول حليفة.