«نرى أن الانتخابات يجب أن لا تعقد قبل إتمام عملية المراجعة الحالية لقانون الرياضة، ويجب إعادة تثبيت المجالس السابقة فى وظائفها من بين أندية الأهلى والزمالك والاتحاد السكندرى وسموحة والترسانة والزهور»، هكذا كان ملخص خطاب الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» الذى استقبله اتحاد الكرة المصرى ظهر أول من أمس «الخميس» والمتعلق بالتدخل الحكومى فى النشاط الرياضى وهو ما يرفضه الفيفا. كواليس الخطاب وما سبقه من اجتماعات واتصالات تكشف كل ساعة أسرارا ومفاجآت غريبة، يروى بعضها أحد المصادر المسؤولة فى مجلس إدارة اتحاد الكرة، حيث أكد ل«التحرير» أن هانى أبو ريدة عضو المكتبين التنفيذيين للفيفا والكاف هو كلمة السر وراء الخطاب، حيث لجأ إليه حسن حمدى رئيس النادى الأهلى لمساعدته فى الضغط على طاهر أبو زيد وزير الرياضة عبر بوابة الفيفا وخطابات التهديد بتجميد النشاط. المصدر أضاف أن العلاقة القوية التى تجمع أبو ريدة بحسن حمدى جعلته يقف بجانبه ضد طاهر أبو زيد، كما كان موقف أبو ريدة السابق فى صراعه ضد العامرى فاروق وزير الرياضة السابق، الذى انتهى بفوز أبو ريدة، بعدما نفذ كل ما أراد على غير رغبة فاروق الذى لجأ حينها إلى الأولتراس وأهالى الشهداء وجهات سيادية أخرى بالدولة للضغط على أبو ريدة ومعه أحمد شوبير، بعدم خوض انتخابات مجلس الجبلاية بدعوى تهدئة الرأى العام ولعدم احتقان الأمور المتعلقة بشهداء مذبحة بورسعيد. مسؤول اتحاد الكرة قال إن الغريب فى الأمر أن أحمد مجاهد عضو مجلس الجبلاية عمل أيضا فى طرف النادى الأهلى مع هانى أبو ريدة ضد طاهر أبوزيد، وذلك ردا على الاتهامات والانتقادات المتكررة من وزير الرياضة لعضو المجلس ورئيس مركز شباب الحامول السابق. وعلمت «التحرير» أن مجلس جمال علام يراقب الوضع كالمشاهد ولا يفعل سوى ما يمليه عليه عضو المكتب التنفيذى بصياغة الخطابات التى ترسل إلى الاتحاد الدولى، رغم ما يقال إنه يتم الاتفاق بين مجلس علام مع طاهر أبو زيد على كيفية الرد على خطابات الفيفا. ومن المقرر أن يرسل اتحاد الكرة ردا على الخطاب الأخير إلى الفيفا، على أن يتضمن تعليقه على الخطاب والقرارات التى سيتم اتخاذها سواء بالأخذ بما قاله الخطاب بوقف الانتخابات لحين الانتهاء من إعداد قانون الرياضة وإعادة المجالس المنحلة، أو وقف الانتخابات فقط لحين تعديل القانون، مع استمرار المجالس الحالية فى أماكنها والمجالس المنحلة لن تعود، أو الخيار الثالث والأخير باستكمال الانتخابات وعدم عودة المجالس المنحلة. مصادر بالجبلاية أكدت أن الصراع بين حسن حمدى وطاهر أبو زيد قد يؤدى فى النهاية إلى خطاب من الفيفا بتجميد نشاط الكرة المصرية بالكامل من دورى محلى ومشاركات إفريقية وخارجية للأندية المصرية، وكذلك إيقاف مشوار المنتخب الوطنى ومنعه من لعب أى مباراة دولية سواء ودية أو رسمية. ويعيش مسؤولو الجبلاية فى حالة من الرعب، خوفا من تحميلهم مسؤولية تجميد النشاط حال حدوثه، متمنين انتهاء الأزمة وتراجع أى طرف من الطرفين سواء حمدى أو أبوزيد والوصول إلى نقطة اتفاق، ترضى الاتحاد الدولى الذى أصبح مطلعا على كل التفاصيل. الجدير بالذكر أن طاهر أبو زيد وجمال علام أكدا عقب وصول الخطاب أنه غير ملزم وأنه اقتراح فقط من الفيفا، متناسين أن الفيفا فى كل خطاباته فى أمور سابقة صياغة خطاباته تكون على هيئة اقتراح وليس أمرا، وهو ما قد يؤدى إلى تجميد النشاط بسبب فهم صياغة الخطاب بشكل غير صحيح، حيث إن الفيفا حين يرسل اقتراحا، فإنه يكون واجب النفاذ وليس مكانه الأدراج المغلقة.