يوم الخميس الماضى أقيمت مباراة فى الأسبوع الثامن من مسابقة الدورى العام بين الاتحاد السكندرى وسموحة، انتهت بالتعادل الإيجابى 1/ 1. بعد انتهاء اللقاء تقدّم نادى سموحة بشكوى إلى لجنة المسابقات يُطالب فيها باحتساب النتيجة لصالحه 2/ 0، بسبب دخول جمهور الاتحاد إلى الملعب، بالمخالفة للقرار الصادر بمنع الوجود الجماهيرى فى أثناء المباريات. بعد ذلك أصدر المهندس فرج عامر عدة تصريحات استباقية، حذّر فيها من عدم تطبيق اللوائح، بسبب صلة القرابة التى تجمع بين عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، وأحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد. منذ يومين تابعتُ أحد البرامج الرياضية التى أجرت مداخلة تليفونية مع الدكتور محمود مشالى، رئيس الاتحاد، الذى تناول المشكلة بشكل مستفز يستخفّ بعقول الجماهير! قال إن كل مَن كان داخل الملعب هم من الموظفين المسؤولين عن تنظيم المباراة، أمّا الأفراد الموجودون بالمقصورة «عددهم لا يقلّ عن خمسمئة»، فهم من رجال الصحافة والإعلام ومندوبى المواقع الرياضية! ثم سخر من الاحتجاج المقدَّم من فريق سموحة، بدعوى أنهم يُحاولون الحصول على النقاط الثلاث دون وجه حق، بعد أن فشلوا فى اقتناصها بالفوز داخل المستطيل الأخضر. بعدها قام فرج عامر بمداخلة، وهو فى قمة الغضب والانفعال، حتى إننى خشيت أن يحدث له مكروه، وصرح بأن الدكتور مشالى يكذب، وأنه من المستحيل أن يكون كل هذا العدد الموجود فى المدرجات من الإعلاميين، وسخر قائلا: «مِن إمتى الصحفيين بيشيلوا طبلة ودربكة، وبيشتموا المدير الفنى للفريق المنافس؟»، ثم أضاف أن عادل شكل، كبير مشجّعى الاتحاد، كان موجودا بجانب دكة الاحتياطى، وأنه نزل إلى أرض الملعب بعد إحراز هدف التعادل فى الدقيقة 91، واحتفل بالرقص مع اللاعب الذى سجّله، بل واصطحبه لتحية الجماهير فى المدرجات، وردّ رئيس الاتحاد بأن «شكل» موظف بالنادى منذ عام 2004، وأنه أحد أعضاء لجنة تنظيم المباراة، ثم أضاف قائلا بالنص: «والله مش ذنبى إن كل الصحفيين اللى كانوا موجودين بيحبّوا الاتحاد وبيشجّعوه»! بعد هذه المراشقة التليفونية الساخنة أصدر «سيد البلد» فى اليوم التالى بيانا شديد اللهجة، يشجب فيه تجاوزات فرج عامر ويُهدّده بالتصعيد. الحقيقة أن التسجيل التليفزيونى «صوت وصورة» يُبيّن بمنتهى الوضوح وجود جماهير اتحاداوية متحمّسة داخل المدرجات، لم تكفّ عن تشجيع فريقها طوال المباراة، وبعد انتهائها اتجهوا إلى غرف خلع الملابس، واحتفلوا على طريقتهم بعمل زفة إسكندرانى! لا أعتقد أن هذا اللقاء كان بالأهمية التى تجعل كل هذا العدد من الإعلاميين يحرص على متابعته، سألت كل زملائى الصحفيين عن الأشخاص الذين كانوا فى المدرجات وهل هم من الزملاء أم لا؟ فأنكروا معرفتهم بهم جميعا باستثناء اثنين فقط!، ومن غير المعقول أن الصحفى مهما كانت درجة انتمائه يجرُؤ على الغناء والرقص بهذه الطريقة الهيستيرية وعلى الهواء مباشرة لمجرد أن فريقه أحرز هدفا! مع كل ذلك قررت امس لجنة المسابقات اعتماد نتيجة التعادل مع تغريم نادى الاتحاد 20 ألف جنيه لوقوعه فى أخطاء تنظيمية! سأتوجَّه برسائل قصيرة إلى كل الأطراف: 1- حَكَم ومراقب المباراة: هل تأكدتم فعلا من هوية كل من كان فى الملعب؟ سيسألكم الله عن هذه الشهادة وسيكون هو المراقب والحكم العدل. 2- د.محمود مشالى: أنت رئيس واحد من أهم الأندية الجماهيرية فى مصر فضلا عن أنك مستشار له اسمه وقيمته، سأسالك بصراحة: بذمّتك يا مؤمن اللى كانوا فى المدرجات دول صحفيين؟ سأترك الإجابة لك! 3- لجنة المسابقات: أعلم أن قراركم «المتأخِّر» كان بناء على التقارير المقدَّمة ولكن.. هل ضميركم مستريح؟ 4- المهندس فرج عامر: أرى أنك صاحب حق ولكن.. بالراحة على نفسك شوية.. والله ما فى حاجة تستاهل! الله يرحمك يا سعد.. فعلا مافيش فايدة!