باتت العلاقات بين دولة الإماراتوالولاياتالمتحدة متجذرة وقائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة، ويعمل الطرفان على تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي ومجابهة التحديات الملحة في مختلف أرجاء العالم، حيث كانت الولاياتالمتحدة في طليعة البلدان التي اعترفت باتحاد الإمارات غداة قيامه عام 1971. و في ضوء ذلك، قام وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، بزيارة الإمارات أمس السبت، حيث تعتبر تلك الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها إلى الشرق الأوسط منذ توليه مهامه الشهر الماضي. و استقبل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي، و رحَّب به، مُقدمًا له التهنئة بتعيينه في منصبه وتمنى له النجاح في مهامه الجديدة. مجريات اللقاء جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون والصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية وسبل تعزيزها وتطويرها وبشكل خاص تعاون البلدين في الشؤون العسكرية والدفاعية. وتم استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الراهنة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالجهود والتنسيق المشترك بين البلدين في محاربة التطرف والعنف والتنظيمات الإرهابية ودور البلدين في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لمصادر التهديدات التي تقوض السلام في المنطقة. وتطرق الجانبان كذلك إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا الرأي ووجهات النظر حولها. و حضر اللقاء معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وسعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية والفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة. العلاقات الإمارتية - الأمريكية شهدت العلاقات بين الإماراتوالولاياتالمتحدة دفعة جديدة خلال الفترة الأخيرة برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، والتي تميزت بدعم الإمارات للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيًا في يناير الماضي مع ولي عهد أبوظبي، ووعد "بتعزيز التعاون بشكل إضافي في محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف". فيما يرى بعض الخبراء أن هذا التقدير الأمريكي لدولة الإمارات العربية المتحدة إنما يرجع إلى الدور المسئول الذي تمارسه في محيطها العربي والإقليمي، وانخراطها الفاعل في حل أزمات المنطقة، فضلًا عن مواقفها المتوازنة إزاء القضايا ذات الصلة بالأمن والسلم الدوليين. كما لعبت الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية دورًا محوريًا في العمل من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل دؤوب مستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية. فضلًا عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بعد انتهاء الصراعات وهو ما يجسد شراكتها المتميزة مع أطراف عدة، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة في صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين، ولهذا فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعول دومًا على الدور الإماراتي الفاعل والبناء في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتحرص على الاستماع لرؤيتها وتقديراتها لهذه القضايا وكيفية التعامل معها.