"عم أنور والطفل آدم" ضحايا انهيار المنظومة الطبية ببورسعيد، الإهمال الذي ألقى عم أنور خارج المستشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة لمظهره السيئ وعدم وجود أحد معه من أفراد أسرته، وكان السبب الذي قتل "الطفل آدم"، 6 سنوات، إجراء عملية اللوز وخرج جثة هامدة نتيجة قطع في وريد بالعنق، وبين الحالتين طابور ينتظر دوره للدخول في قائمة الوفيات. في السطور القادمة تعرض "التحرير" ما وصلت إليه المنظومة الطبية في المحافظة. في ديسمبر 2016 انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أنور مصطفى درويش ملقى خارج مستشفى بورسعيد العام حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، لعدم وجود أهل له ولسوء مظهره، وفقًا لما قاله شهود عيان. وقتها، قال الدكتور عادل تعيلب، وكيل وزارة الصحة ببورسعيد، إن النيابة العامة استدعت 17 موظفًا بالمستشفى ما بين عاملين وأطباء وإداريين، للتحقيق معهم وأخذ شهادتهم في القضية. وكانت "التحرير" علمت من مصدر بمديرية الصحة أن اللجنة التي كلفها "تعيلب" بالتحقيق الإداري في الواقعة، أكدت في تقريرها أنه تم بالفعل إلقاء المريض خارج المستشفى وذلك حسب شهود العيان من العاملين بالأمن والإدارة، مشيرًا إلى أنه فور علم وكيل الوزارة بتقرير اللجنة أحال الواقعة إلى النيابة الإدارية. في عيد ميلاده السادس استلم أهله جثته وفى يوم عيد ميلاد "آدم" السادس، استلمت والدته جثمانه إثر تعرضه لنزيف حاد بسبب قطع وريد في العنق أثناء عملية استئصال اللوزتين. تعود أحداث الواقعة عندما حرر أب محضرًا ضد مستشفى بور فؤاد العام ببورسعيد بتهمة التسبب في مقتل طفله "آدم" بسبب الإهمال الذي وصل إلى قيام دكتورة حديثة بقطع وريد رقبة الطفل أثناء إجراء عملية اللوز له، ولم تبلغ أهله أو تنقله لمستشفى أخرى خارج المحافظة لإنقاذه لأن بورسعيد تفتقد إلى طبيب أوعية دموية يخيط الوريد مرة أخرى، وكانت النتيجة نزيف الطفل حتى فارق الحياة، الأمر الذي جعل الأب يرفض استلام جثة طفله وحرر محضرًا بالإهمال ضد المستشفى ويطالب بتشريح جثته. البرلمان ينتفض للإهمال في مستشفيات بورسعيد قال أحمد فرغلي، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، تعقيبًا على وفاة "آدم"، إن الإهمال في المستشفيات تكرار لفشل وزارة الصحة بأكملها، ونموذج مصغر لفشل الحكومة المصرية. ولَمَّح "فرغلي"، في تصريحات صحفية، إلى أنه تواصل مع دكتور عادل تعيلب، مدير الشئون الصحية بالمحافظة، الذي أخطره أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة الطفل والوقوف على مدى تواجد الإهمال الطبي من عدمه. وأكَّدَ النائب البرلماني أنه في حالة ثبوت إهمال في الواقعة سيتقدم بطلب إحاطة ضد الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، عن الإهمال الذي تعاني منه مستشفيات بورسعيد. بينما تقدم النائب محمود حسين، نائب بورسعيد وكيل لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، بطلب إحاطة عاجل لرئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة بشأن وفاة "آدم". وقال حسين إنه لن يترك حق آدم وإن ما حدث من إهمال وتقصير يجب أن يتم محاسبة المتسبب فيه، مؤكدًا استعداده لمواجهة أي مسئول مهما بلغت درجته الوظيفية لمحاسبة المقصر. معاناة المرضى في وحدة الفشل الكلوي أما عن وحدة الفشل الكلوي بمستشفى بورسعيد العام في محافظة بورسعيد، فالمرضى يعانون منها بسبب الإهمال ونقص طاقم التمريض. يقول محسن إبرهيم، نجل أحد المرضى، إن هناك نقصًا كبيرًا في عدد طاقم التمريض، مشيرًا إلى أن ممرضتين فقط تخدمان 16 مريضًا بالقاعة الواحدة رغم أنه من المفترض أن تتابع الممرضة 4 حالات فقط. وأضاف إبراهيم، ل"التحرير": "رئيس وحدة الغسيل ومدير المستشفى مبنشفهمش إلا لما بيكون في زيارة مسؤول أو محافظ، ولا نعرف عنهم حاجة ومش بيتابعوا حتى إيه هي احتياجات المرضى". وذكرت مريضة بوحدة الغسيل، رفضت ذكر اسمها: "أنا بغسل 3 مرات بالأسبوع لو مغسلتش مرة بتعب جدا"، مضيفة: "توجد 3 ممرضات فقط مع العلم أن الوحدة تخدم 270 مريضًا يغسلون الكلى 3 مرات بالأسبوع بالإضافة للحالات الطارئة". أما فاطمة عبدالكريم، مريضة، فقالت: "إحنا عاوزين نتعالج زي الناس، محدش بيسأل خالص عن مرضى الكلى اللي عندهم فيروس سي"، متابعة: "الدكاترة مش بيقولولنا المفروض ناخد السوفالدي الخاص بفيروس سي ولا لأ، وإحنا تعبانين وحالتنا بتبقى وحشة". من جهته، قال وكيل وزارة الصحة ببورسعيد، إن هناك نقصًا في التمريض بالمحافظة بالكامل، نظرًا لافتتاح مستشفى النساء والتمريض وهو أول مستشفى متخصص في هذا المجال على مستوى مدن القناة التي تطلبت نقل عدد كبير من التمريض إليها. وأكد وكيل الوزارة أن هناك إعادة لهيكلة التمريض لكل قسم على حسب الاحتياج وذلك يشمل جميع مستشفيات ومراكز المحافظة،مضيفًا أنه في القريب العاجل سيتم الدفع بحديثي التخرج من التمريض، لزيادة العدد.