موسم نصف العام السينمائي.. ندرة في الأفلام وقلة في الإيرادات

تمخض الجبل فولد فأرا.. ربما كانت تلك الحكمة الأكثر دلالة على موسم نصف العام السينمائي الحالي بعد أن شهد ندرة في الأفلام وقلة في الإيرادات، رغم أنه أغلب السينمائيين ظلوا في انتظاره طيلة الأشهر الماضية عله يعوض حالة الركود التي عانوا منها طويلا.
ورغم مرور نحو أسبوعين على بداية الموسم السينمائي، الذي لم يعد يتبقى منه سوى أسبوعان آخران أو أكثر قليلا، لكن دور العرض لم تستقبل سوى عدد محدود من الأفلام، غاب عنها نجوم الصف الأول، وسط سلسلة من التأجيلات المفاجئة لأعمال أخرى كان من المقرر عرضها.
بداية الموسم كانت بفيلم «فيلا 69»، ويقوم ببطولته خالد أبو النجا، أروى جودة، ولبلبة، وكان من المتوقع أن يكون عرض الفيلم بداية لعرض سلسلة أفلام أخرى، لكن ضعف الإيرادات التي حققها والتي لم تتجاوز المليون جنيه جاء بنتيجة عكسية.
وتدور أحداث الفيلم حول حسين «خالد أبو النجا» صاحب أحد مكاتب الاستشارات الهندسية، والذي يفرض على نفسه إطارا من العزلة في منزله، محاولا حماية هذا الاطار العازل بطريقة تعامل فظة مع جميع من حوله، حتى تقوم شقيقته الكبرى نادرة «لبلبة» بصحبة حفيدها بالاقامة معه في منزله بعد موافقة حسين على مضض، مما يساعد على تبدل الكثير من التفاصيل في نظام حياته.
وعقب عرض فيلم «فيلا 69» إستقبلت دور العرض بعدها بأيام فيلم «وبعد الطوفان» الذي ظل حبيسا للأدراج فترة قد تقترب من العامين، ويقوم ببطولته حنان مطاوع، أحمد عزمي، هبه مجدي، ريهام حجاج، ومن إخراج حازم متولي.
وكان قد بدأ تصوير الفيلم في منتصف عام 2011، وتم الانتهاء من تصوير الفيلم بعد شهور قليلة، وانقطعت الأخبار عن الفيلم طوال العامين التاليين، ليقرر منتجه طرحه في النهاية.
كما استقبلت دور العرض نهاية شهر ديسمبر الماضي فيلم «الجرسونيرة» الذي يقوم ببطولته نضال الشافعي، منذر رياحنة، وغادة عبد الرازق، وأخرجه هاني جرجس فوزي، حيث انتهى المخرج من تصوير الفيلم في بداية العام الماضي، وكان من المقرر طرحه في موسم الصيف، ثم تأجل وتقرر عرضه في موسم عيد الفطر، وتأجل للمرة الثالثة ليقرر المنتج عرضه في عيد الأضحى، واستمر التأجيل حتى قرر المنتج عرضه في 28 ديسمبر الماضى .
أما الفيلم الأبرز هذا الموسم فهو «لامؤاخذة» الذي تخطي إيراداته مليون جنيه في أسبوعه الأول، وفق السيناريست والمنتج محمد حفظي، الذي قال إن المجموعة الفنية المتحدة وشركة الماسة للانتاج الفني قررا زيادة عدد شاشات عرض الفيلم إلى 35 شاشة بعد هذا النجاح، الفيلم تأليف وإخراج عمرو سلامة وبطولة كندة علوش.
وكان افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية قد شهد العرض العالمي الأول للفيلم، يوم 19 يناير، وذلك قبل 3 أيام من إطلاقه في دور العرض.
ويحكي الفيلم عن شخصية هاني عبد الله بيتر، وهو طفل تنقلب حياته رأسا على عقب بعد وفاة والده واكتشاف والدته أنه ترك ديونا كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيدا عندما يضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملا وظنوا أنه مسلم.
أما أحدث الأفلام التي استقبلتها دور العرض فهو «خطة جيمي»، وتم طرحه طرح يوم الثلاثاء الماضي، وهو البطولة الأولى للمطربة ساندي، ويشاركها البطولة المطرب إسلام جمال، لطفي لبيب، هنا طلعت زكريا، والطفلة جنا، وإخراج تامر بسيوني.
وتكلف إنتاجه 2 مليون جنيه، وهو الفيلم الذي تم الانتهاء من تصويره منذ عدة أشهر، وكان من المفترض طرحه في دور العرض في موسم عيد الفطر ومن بعده موسم عيد الأضحى، إلا أن وجود عدة مشاهد تعتمد على خاصية ال 3 دي، تسبب في طول فترة المونتاج والماكساج مما جعل الفيلم يتأجل عرضه أكثر من مرة.
وتدور أحداث فيلم «خطة جيمي» في إطار اجتماعي رومانسي كوميدي حول المشاكل التي تواجه الشباب المصري خلال الوقت الراهن والمرتبطة بالأحداث التي تفرض نفسها على الشارع، وكيفية غرس القيم الإيجابية داخل وجدان الأجيال الجديدة.
وفي الوقت نفسه، تحاول عالمة كيمياء أن تبتكر طريقة ليعود إليها حبيبها من خلال تجارب وتركيبات كيمائية تحدث خلالها مواقف كوميدية كثيرة.
ولم ينجح أي من الأفلام السابقة في تحقيق إيرادات مليونية تنعش الصناعة، وتبعث الأمل للمنتجين من جديد، والأسوأ من ذلك تراجع الكثير من الموزعين عن طرح أفلام أخرى جاهزة للعرض وكان من المقرر الدفع بها في المنافسة على كعكة إيرادات منتصف العام السينمائي.
ومن بين الأفلام التي تقرر تأجيلها على نحو مفاجئ «المعدية»، الذي تقوم ببطولته الفنانة التونسية درة، رغم أنه كان من المقرر طرحه يوم الأربعاء الماضي، بعد أن اطمأنت الشركة المنتجة، على الوضع الأمني، عقب مرور الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير.
ويشارك فى بطولة الفيلم كل من درة، وهاني عادل، وعزت أبو عوف، وأحمد صفوت، ومي سليم، ويخرجه عطية أمين وكتبه محمد رفعت، وكان قد تم عرضه في قسم ليالي عربية بمهرجان دبي.
كان من المتوقع عرض الفيلم يوم 25 ديسمبر القادم، وتم تأجيله أكثر من مرة بسبب الوضع الأمني غير المستقر في البلاد.
وتدور أحداث الفيلم، في جزيرة الدهب، حول الضغوط الاجتماعية والمشاكل التي تحول شابًا بسيطًا إلى تاجر مخدرات ذي سطوة ونفوذ.
وكذلك تأجل طرح فيلم «الفيل الأزرق»، الذي يقوم ببطولته كريم عبد العزيز، نيللي كريم، خالد الصاوي، ودارين حداد، وإخراج مروان حامد، والفيلم قد تم تأجيل عرضه أكثر من مرة بسبب تأخر تصويره، فقد كان متبقيا على الانتهاء من تصويره بالكامل ثلاثة أيام، وتوقف التصوير بدون سبب واضح، ليعود فريق العمل لتصوير المشاهد المتبقية ويصبح الفيلم جاهزا للعرض، لكن منتجه فضل التروي في طرحه.
كما تأجل أيضا طرح فيلم «حلاوة روح» الذي تقوم ببطولته هيفاء وهبي، ومعها باسم سمرة،صلاح عبد الله،نجوى فؤاد، ومحمد لطفي، وهو الفيلم الذي أثار عددا كبيرا من المشاكل مع الرقابة بسبب احتوائه على سباب وألفاظ خادشة، مما جعل الرقابة تصنف الفيلم على أنه «للكبار فقط»، ولم يتحدد بعد موعد عرضه النهائي.