أكد الدكتور أحمد ايهاب جمال الدين سفير مصر بالمملكة المغربية، ان الشعب والدولة المصرية لن ينسوا وقوف الاصدقاء والاشقاء معهم فى الاوقات العصيبة خلال السنوات الثلاث الماضية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير المصري خلال الحفل الكبير الذي أقامه بمناسبة مرور ثلاث سنوات علي ثورة 25 يناير المجيدة. وشدد السفير علي ان مصر تثمن عاليا موقف المغرب ملكا وشعبا، حيث ايدوا واعلنوا احترامهم لخيار الشعب المصرى وثقتهم فى قدرته على العبور الى بر الامان كما اعلنوا وقوف المغرب جنبا الى جنب مع مصر في مواجهة ما تتعرض له من ارهاب يسعى الى تقويض تنفيذ خارطة الطريق للانتقال الديمقراطى. وقال ان ثورة يناير مثلت لحظة فارقة فى تاريخ مصر، اعلن فيها الشعب المصرى تطلعه إلي الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية، وإصراره علي صياغة مستقبله بنفسه وعلي أن تستعيد مصر مكانتها بين الأمم، مرفوعة الراس، موفورة الكرامة، تعطى للعالم اجمع نموذجا فى وحدة الهدف الوطنى وفى التجمع السلمى لملايين من البشر فى ميدان التحرير وميادين محافظات مصر المختلفة. وأكد الدكتور احمد ايهاب للحضور علي ان قوتنا المسلحة استجابت فى يناير 2011 لنداء الشعب وحمته وانحازت له، مضيفا ان الشعب المصرى عاد ونزل الى الميادين مرة اخرى فى ثورة الثلاثين من يونيو 2013 مطالبا بتصحيح المسار مما شابه من اخطاء جسيمة عرضت الوطن لمخاطر هائلة نتيجة لمحاولة البعض الاستئثار بالحكم ومحاولة تغيير الهوية الوطنية والمساس بأمنها القومى ومصالحها العليا. وتابع السفير: «ومرة اخرى، انحازت القوات المسلحة للشعب المصرى وحمته مما تعرض له وما يزال من ترويع وارهاب، واحتضنت القوات المسلحة هذا الشعب واخذت بيده وتم وضع خارطة طريق التف حولها الشعب. وبموجبها تم صياغة دستور توافقى، وافق الشعب المصرى عليه باغلبية ساحقة فى الاستفتاء الذى جرى فى الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر». واشار الدكتور احمد ايهاب إلىإنه يجرى الآن الاعداد لاجراء الاستحقاقات التالية فى خارطة الطريق والمتمثلة فى الانتخابات الرئاسية فى غضون شهرين يتلوها انتخابات تشريعية بحيث يكتمل بناء المؤسسات وتنطلق مصر إلى مستقبل واعد. واضاف ان الشعب المصرى اختار انجاز خارطة الطريق، مستفيدا من تجارب الماضى القريب والبعيد، وصولا لبناء الدولة الحديثة التى يطالب بها ويستحقها، فلا عودة الى الماضى، وانما توجه الى المستقبل على اسس جديدة، فى اطار من الوحدة الوطنية، وروح العصر، واحترام هوية الوطن ومصالحه العليا. ومن جانبهم، أعرب الحضور عن ثقتهم في ان مصر ستسعيد ريادتها ومكانتها العربية والإفريقية والإقليمية، متمنين الخير والتوفيق لمصر وشعبها، كما تقدموا بالتهنئة للمصريين لنجاح الاستفتاء علي الدستور كخطوة أولي في خارطة المستقبل. وخلال الاحتفال، تم عرض فيلمين وثائقىيين حول ثورتى 25 يناير و30 يونيو باعتبارها ثورة امتداد و تصحيح لمسار ثورة يناير، وكذا تسجيلا لعدد من الاغنيات التى ارتبطت بهذه المناسبات العزيزة لدى جموع الشعب المصرى. والجدير بالذكر، ان الحفل شهد حضور ما يزيد عن 250 شخصية من السفراء واعضاء السلك الدبلوماسى والملحقين العسكريين الاجانب بالمغرب، بالاضافة الى رئيس واعضاء جمعية الصداقة المصرية المغربية وجمعية خريجى الجامعات المصرية ورئيس اتحاد الكتاب المغاربة ولفيف من الادباء والفنانين والموسيقيين ورؤساء الجامعات ونقيب الصحفيين وعدد من الصحفيين والاعلاميين والسياسيين وكبار الشخصيات المغربية، فضلا عن لفيف من المصريين المقيمين في المغرب وممثلين عن الجالية المصرية وعن شركتى المقاولين العرب ومصر للطيران والشركات المصرية العاملة بالمملكة.