رغم الشهرة التي حققتها مدينة القرنة بغرب الأقصر عالميًا لاحتوائها على جزء كبير من آثار العالم، إلا أنها مدينة منعزلة تمامًا عن مراكز المحافظة، ليجد زوارها من داخل المحافظة أو خارجها معاناة كبيرة في الوصول إليها عن طريق معدية الأهالي، ما يجعل إنشاء كوبري بينها وبين مدينة الأقصر بمثابة حلم لسكانها ليصلهم بأجزاء المحافظة الأخرى. يقول علي عبد الحكيم، أحد أهالي القرنة: "المدينة منعزلة تمامًا عن المحافظة، ونجد صعوبة في المواصلات للذهاب إلى المراكز الأخرى كأرمنت وإسنا من ناحية الغرب، والأقصر وغيرها من مراكز ومدن البر الشرقي، والسبيل الوحيد لها هي معدية الأهالي التي تنتظر ما لا يقل عن نصف ساعة في أوقات النهار وأكثر من ساعة في الليل لتحميلها بالركاب". وتابع عبد الحكيم: "بعد مرور الساعة العاشرة مساءً تنقطع جميع المواصلات بالمدينة، فيستغلنا السائقون ويطالبون بأجرة تصل إلى 15 و20 جنيهًا داخل البلدة للفرد الواحد، ومن 30 إلى 50 جنيهًا في القرى البعيدة، وهناك العديد من أبناء القرنة يعملون في مدينة الأقصر ليلًا بمرتبات لا تتعدى 900 جنيه، ما يشكل عناء عليهم في المواصلات"، مطالبًا بإنشاء كوبري ليسهل عملية التنقل. وذكر محمد أبو زيد، من أهالي القرنة، أن مشروع إنشاء كوبري بين القرنة والأقصر، بمثابة حلم ينتظره الأهالي ليرد الزوار إليها، بالإضافة إلى سهولة ذهاب الأهالي إلى البر الشرقي، الذي يذهب إليه معظم الأهالي سواء للعمل أو قضاء احتياجاتهم. وأضاف أبو زيد أن إنشاء كوبري يضمن سهولة تحويل المرضى من مستشفى القرنة المركزي إلى مستشفى الأقصر العام أو الدولي في مدة زمنية قصيرة جدًا لا تتعدى مسافتها 5 كليو مترات، بدلًا من المرور ناحية كوبري البغدادي الذي يجعل سيارات الإسعاف تسير أكثر من 20 كيلو في طرق مليئة بالمطبات. وأوضح محمد أبو الحجاج، سائق، أن إنشاء الكوبري يجعل جميع السيارات التي تذهب إلى محافظات أخرى أو مراكز أخرى تتجه ناحية مدينة القرنة أولًا، ما يجعلها منفتحة على جميع المراكز والمحافظات بدلًا من انعزالها. وقال أشرف الحاوي، باحث أثري في الأقصر، إن فكرة إنشاء الكوبري ستحيي مشروع إضاءة جبل القرنة الذي كلف الدولة 600 مليون جنيه، ولم يُستغل حتى الآن، لصعوبة تأمين الأفواج السياحية أثناء الذهاب ليلًا إلى البر الغربي، وإقامة حفلات للصوت والضوء بوادي الملوك مما سينعش السياحة في الأقصر. وأضاف الحاوي أن إنشاء الكوبري يساهم في رفع نسبة الإشغال السياحي بفنادق القرنة بدلًا من اقتصار السياح على الحجز في فنادق مدينة الأقصر، وخلق فرص عمل تجارية للشباب مع إنشاء كورنيش من الناحية الغربية لنهر النيل. من جانبه، ذكر اللواء حاتم زين العابدين، سكرتير عام محافظة الأقصر، أن الاعتماد الكلي في الوقت الحالي للربط بين الشرق والغرب على كوبري البغدادي، يحتاج إلى مبالغ طائلة يتم إنفاقها في مشروعات أخرى يجب إنهاءها أولًا، ومن ثم الاتجاه لهذا المشروع في السنوات المقبلة.