رئيس الوزراء ينتقد المعارضة البرلمانية لقانون يمنح حكومته نفوذًا على المؤسسة القضائية «توداى زمان»: فضائح الفساد وسقوط مرسى والإخوان فى مصر كشفا «الوجه الطائفى» لأردوغان «متمسك بتكميم أفواه القضاة»، هذا ما وصفت به صحيفة «توداى زمان» التركية المعارضة ما يسعى إليه ويصرّ عليه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان فى الفترة المقبلة. ونقلت الصحيفة تصريحات أردوغان، التى أكد فيها تمسُّك حكومته بمشروع القانون المقدم إلى البرلمان، والذى يعزّز من الرقابة السياسية على القضاة. ويسمح مشروع القانون الجديد لوزارة العدل بتعيين القضاة فى المراكز الحيوية والمؤسسات القضائية الرئيسية مثل المحكمة الدستورية، وهو ما يمكِّن أردوغان وحكومته من وضع أتباعه فى أماكن حساسة، وانتقده بصورة واضحة المجلس الأعلى للقضاء واصفا إياه بأنه «يهدم مبدأ دولة القانون ويخالف بصورة صارخة الدستور». وأثار عرض هذا المشروع فى البرلمان لغطا كبيرا، وأدى إلى اندلاع مشاجرات وصلت إلى حد رمى الأعضاء بعضهم بعضًا بزجاجات المياه وأجهزة «آى باد»، بخاصة أن حزب الشعب الجمهورى المعارض أعلن رفضه مشروع القانون واصفا إياه ب«غير الدستورى». من جانبه، انتقد رئيس الوزراء التركى تلك المشاجرات، ورجعها إلى تدخلات عدد من الحقوقيين المعارضين فى أعمال لجنة العدل بالبرلمان، ووجه انتقاداته إلى رئيس اتحاد القضاة الأسبق عمر فاروق أمين أوغلو، متهما إياه بالتشويش على عمل اللجنة. وقال أردوغان، فى تصريحات أدلى بها إلى الصحفيين عقب تفقُّده أعمال بناء مسجد «تشاملجا» فى مدينة إسطنبول «لن يستطيع أحد عرقلة أعمال لجنة العدالة فى البرلمان التركى». ووجه كلامه إلى أمين أوغلو قائلاً «لا يحقّ لك إطلاقا التكلم فى البرلمان وإن كنت حقوقيًّا، وعليك أن تلزم حدودك، وتعرف من أنت، وإن أردت التكلُّم فمكانك ليس البرلمان». وتحدث أردوغان عن ضرورة احترام ما وصفه ب«الإرادة الشعبية» المتمثلة فى البرلمان، مضيفًا «ومن لا يحترم ذلك ف30 مارس قادم، وعندها سيحدد الشعب موقفه من جديد»، فى إشارة إلى الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها فى ذلك التوقيت. يأتى ذلك فى الوقت الذى نشرت فيه صحيفة «توداى زمان» التركية المعارضة افتتاحية عنونتها بأن «أردوغان بات رئيسًا لأُمَّة خيالية»، وأشارت فيها إلى أن رئيس الوزراء كشف عن «وجهه الطائفى والمذهبى» بصورة صارخة عقب فضائح الفساد المتتالية التى ضربت أركان حكومته. وتابعت «بدأ التحوُّل فى شخصية أردوغان يظهر بصورة كبيرة عقب الإطاحة بالرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر محمد مرسى، حيث تحول من الشخصية التى تدعم المصالح التركية إلى شخصية تدعم مواقف مذهبية ودينية بحتة». واستمرت قائلة «ويبدو أن رد الفعل التركى السلبى تجاه مصر، ليس فقط لأنها تكره وتخاف من الانقلابات العسكرية وتحرك الجيوش، ولكن لأنها تخشى على الاستثمارات السياسية والاقتصادية التى راهن أردوغان عليها مع جماعة الإخوان المسلمين».