اختبار للمعارضة بعد انسحاب تكتيكى للإخوان فى الوقت الذى يحتفل فيه العالم بعام جديد، تونس تنتظر بحالة من الترقب «ستة أشهر صعبة»، حسب ما قاله الرئيس المؤقت منصف المرزوقى فى تصريحات حديثة له. ففى الوقت الذى تستعد فيه تونس لإجراء الانتخابات وكتابة دستور جديد، تتزايد المخاوف بشأن انجرار تونس إلى السيناريو الجزائرى فى التسعينيات بسبب زيادة حدة أعمال العنف من قبل الجهاديين. وفى هذا الشأن نشرت صحيفة «هافينتون بوست» الأمريكية مقالًا يناقش فكرة وجود الجهاديين فى ظل السعى وراء إقامة دولة ديمقراطية حديثة فى تونس. الصحيفة الأمريكية ذكرت أنه فى حين كانت تونس بعيدة عن انتهاكات حقوق الإنسان والاضطرابات الفوضوية التى شهدتها دول الربيع العربى الأخرى، إلا أن التهديدات التى يشكلها تنظيم القاعدة تعتبر عاملًا مهمًا لزعزعة استقرار البلاد وتقويض. كان إخوان تونس أكثر ذكاء ودهاء من رفاقهم فى مصر الذين انتهجوا سياسة الأرض المحروقة بعد عزلهم من السلطة فى ثورة شعبية.. وبعد بلوغ الغضب الشعبى ضد سياساتهم حد الانفجار، اختارت قيادة النهضة الانسحاب مؤقتا من المشهد السياسى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتفادى مصيرا مشابه لإخوانهم فى مصر. وبعد الاتفاق بين حزب النهضة وأحزاب المعارضة نهاية ديسمبر، على الانتهاء من إجراءات تسليم السلطة لحكومة انتقالية بحلول 14 يناير والذى يوافق الذكرى الثالثة للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن على، ستكون المعارضة أمام اختبار حقيقى لكسب ثقة الشارع التونسى الذى عانى من تدهور الأوضاع الاقتصادية بدرجة غير مسبوقة، وانهيار فى الوضع الأمنى. وتسعى النهضة لاختفاء تكتيكى ومؤقت من المشهد والعودة إليه عندما تتهيأ الظروف، وتحمل الحركة على عاتقها إنقاذ ما تبقى من مشروع “الإسلام السياسي” بعد تلقيه ضربة قاتلة فى مصر.