وقفت في الصف الأول في الطابور المدرسي كالمعتاد، لتلاحق عيناها أصدقائها الفتيات والفتيان بمدرستها الإعدادية، وبعد الأنتهاء من تحية العلم، انطلقت "ريم" مسرعة إلى درجات السلم، لتصل للدور الثالث حيث يقع فصلها، لكنها توقفت علي أحد درجاته، أخذ العمود سندا لظهرها، الذي اشتد عليه الألام، وهي تشعر أن هناك سائل يتساقط من جهازها التناسلي على ملابسها الداخلية، فتوقعت أن تكون ما يسمي ب"الدورة الشهرية" التى تحدثها عنها أختها الكبري، لتجري إلى الحمام: "أتفزعت من المنظر، كنت حاسة أني غرقانة في بحر دم، كل هدومي غرقانة، فضلت أعيط، وماكنتش عارفه أتصرف". لحين شعرت رفيتقتها بغيابها، وبعد البحث عنها هنا وهناك، سمعت صوت بكائها:"منار صحبتى جتلى، وقالتلى اهدي، دى حاجة بتيجى لكل البنات، وراحت لحكيمة المدرسة جبتلى منها فوطة صحيه ومسكن الألام، وأستأذنت وروحت بتنا، كنت حاسة أنى عاملة جريمة، ماشية ومغطية ظهرى ورجلى بالشنطة، وبتلفت حواليا أحسن زمايلى الأولاد يشفوني". لم تكن ريم الفتاه الوحيدة التى تساقطت دموعها وبهتت ملامح وجهها من رؤية الدماء فى ملابسها مع أول يوم لها في الدورة الشهرية رغم علمها عن الأمر من بعض صديقاتها.. وإليكم بعض الحكايات على لسان فتيات عانين من أول يوم في "الدورة الشهرية".. " البنت اللي ماتجيلهاش الدورة مابتخلفش" "شفت بقع دم فى هدومي طلعت أصرخ لماما"، تتذكر مريم هذا اليوم جيدًا، كما تتذكر صوت ضحكات أختها الكبرى عليها فكان فى 18 يونيو2001، تروي:" كنت في أولى إعدادي والمفروض كنت رايحة الدرس، فجأة حسيت أن في حاجة غريبة بتحصل، بس قولت عادي يعني هدخل الحمام وخلاص، دخلت لقيت في بقع حمرا فى هدومي، ماكملتش لبس وخرجت لماما بعيط وبقولها بصي حصلي ايه، قالتلي طيب عادي ماتخضيش". داوت الأم خوف بنتها، لكنها لم تستطيع أن تخفي عنها أنها الأن بلغت وعليها التعامل دائما بحظر:"قعدت ماما بقى تقولي أن البنت لما بتكبر جسمها بيتغير وبتجيلها كل شهر حاجة اسمها الدورة الشهرية، وأنا عمالة اعيط واقولها لاء أنا مش عايزاها تجيلي تاني.. قالتلي لا بعد الشر ماتقوليش كدا.. البنت اللي ماتجيلهاش الدورة مابتخلفش". سخرت أختها من خوفها وبكائها المستمر، الذى ربما ذكرها بحالها فى هذا الموقف:"جت أختي بقى تعلمني ازاي استخدم الأولويز، وكانت بتضحك جامد وأنا بعيط وخايفة، ماما عملتلي حاجة سخنة مش فاكرة هي ايه بس فضلت طول اليوم ماباكلش، وماروحتش الدرس طبعا، وماكلمتش حد طول اليوم، واكتر حاجة فكراها اني كنت كل مابدخل الحمام بغير هدومي كلها، بس الحمد لله اننا كنا في الصيف". "مبروك أنتي بلغتي" لا تخلو جلسات فتيات فى المرحلة الإعدادية دون الحديث عن "الدورة الشهرية"،فكل فتاه تروي للأخرى ما مرت به وما سمعته من والدتها سواء نصائح أوتحذيرات، مما أدي ل"أيه" حاله من الترقب:"كنت عارفه أنها هتجيلى، بس مكنتش فاهمة ايه اللى بيحصل، بحكم الرغي مع البنات زمايلي في المدرسة كنت مترقبة طبعا يحصلي زي ما حصلهم". لحين جاءت لحظة "البلوغ" تقول "أيه":"كانت ماما بعتاني مشوار، أجيب حاجات ورجعت البيت دخلت الحمام لقيت في دم ، وقفت متنحة لأني كنت بجري طول الطريق، فخايفة ومش فاهمه، هل دي البيريود اللي كنت بتكلم عليها مع أصحابي وﻻ دي حاجة حصلت لي بسبب الجري، طلعت قولت لماما، قالتى مبروك كدا أنتى بلغتتى، و قعدت بقى تفهمني وتقولى أنها حاجة مفيدة لجسم البنت، مكانتش اتكلمت معايا في الموضوع قبل كده، وجابتلي لبس داخلي عشان اغير، وتعاملت بقى".