بس بابا ماكنش بيضحك لما دخلوه عندنا البيت...هم كتفوه بابا الأول...وبابا كان بيبصلي ويؤلي: يا سلمي متخفيش...هم ضربوا بابا جامد بضهر البندقية...بابا وقع علي الأرض بس بصلي وابتسم وقالي: يا سلمي متخفيش..
ضربوا بابا كتير وبابا كان مش قادر يقف علي حيلوه...ماما كانت بتصرخ واختي عائشة كانت حاضنة ماما وبتعيط.. وكان اخويا الرضيع بيعيط كمان..
اخدوا بابا معاهم...انا شفت علي هدوم بابا دم كتير...وشفت مكان ما ضربوه دم كتير...لكن لسه كلامه بيرن في ودني وهو بيؤلي متخفيش..
بعد شهور سمعت ماما بتتكلم مع الجران عن إستلام الجثة...انا مش عارفه يعني ايه جثة...بس انا كنت بسأل عن بابا قبل كده...ماما كانت بتؤل انه هيرجع...بس بعد كده ماما لما كنت بسألها كانت بتحضني وتعيط وتؤل :خلاص بابا راح الجنة..
ماما كانت بتشتغل طول اليوم بره البيت...وتيجي ملهوفه علينا...وكانت دايماً تؤلنا: إحنا شيعة مش سُنة...وكانت بتؤلي :لو حد سألك اسمك ايه قولي اسمي فاطمة...واخوك اسمه عبد الحسين...وانك بتحبي جواز المتعة...
انا مش عارفة ماما بتتكلم عن ايه...بس هي كانت بتترجاني وتحضني وتعيط...انا كنت بحفظ اسمي الجديد...وكنت دايماً افتكر اني لازم اؤول اني بحب جواز المتعة...مع اني ماكنتش فاهمة..
ماما خرجت يوم الخميس اللي قبل قبل اللي فات...بس مرجعتش تاني لحد ماجه الليل اخويا كان بيعيط واختي بطبطب عليه...بعد كده فيه ناس كتير جت بتنا وكانت بتعيط...انا سألت :
فيه ايه وماما غابت الأيام دي كلها ليه؟!!...
سمعتهم بيؤلوا حاجه اسمها المهدي...لأ...إفتكرت...بيؤلوا جيش المهدي...وواحد اسمه الصدر...وسمعتهم بيؤولوا ان ماما انكشفت في السوق واتعرفت انها سُنية...طب وهي دلؤتي فين؟..
شهور عدت بعدها...وسمعت ان ماما لاؤوها بس ساكتة ومبتتكلمش مش بتاكل مش بتشرب ومش بتتنفس...ماما كانت مش بتفتح عينيها...وكان بينزل من بؤها دم..
كان حوالين عنيها ازرق زي الخنائات...انا بوستها...حضنتها...وناديت عليها بس هي مارديتش...ماما ليه مابترديش عليا...انت لسه زعلانة مني عشان انا مابكلش...طب انا هسمع كلامك بس ردي عليا انا من غيرك ماستحملش..
صرخت كتير وهم بيلفوها وبيحطوها في نعش...ماما سابتني هي كمان ومشيت زي ما بابا عمل...انا سألت الناس حوليا وهم ماشين بيها وانا بعيط وبصرخ عليها عشان ماتمشيش...
فيه جارة حضنتني وقالتلي وهي كمان بتعيط...متخفيش يا سلمي ماما مشيت وراحت الجنة...واللي يروح الجنة يا سلمي مابيرجعش..
ايام عدت انا واختي واخويا كنا في البيت...بس خالو كان بيعدي بيدينا الأكل بتاع الأسبوع كله...عشان ما ينفعش يجي كل يوم عشان حاجة اسمها القناصة..
انا بحب خالو قوي وبسألوه عن بابا وماما وهو دايماً بيعيط ويحضني انا وأخواتي...ويؤول هم في الجنة...ويكرر لعيشة نفس الكلام احنا شيعة مش سُنة...احنا بنحب جواز المتعة...وانا مش سلمي انا فاطمة...وعيشة اختي بقا اسمها اسم تاني غير عيشة...واخويا عبد الحسين..
وفي يوم...سمعت ان العفاريت مسكو خالي وودوه ابو غريب...انا سألت يعني مش هيجي تاني قالولي لأ...هو كده هيروح من هناك علي الجنة...طب ليه...عشان عرفوه انه بيعرف واحدة إسمها المقاومة!!...ودي وحشة بيكرها العفاريت..
العفاريت اللي انا حكتلكم عنهم في اول الرسالة بتعتي...فيه ناس بتسميهم العفاريت وناس يتسميهم الإحتلال...محدش كان بيجي يبص علينا في البيت...اختي كانت بتروح تجيب لنا اكل من عند الجيران..
بس هي كانت بتخرج كل يوم وبعدين تيجي تعيط...كنت بسألها فيه ايه...كانت بتؤلي فيه ناس بيحولوه يعاكسوها ويديؤها...وحسيت انها بتحاول تفهمني حاجة عن الشرف...انا سألتها هم اللي بيديؤكي دول هم العفاريت او الإحتلال...
قالتلي لأ دول عرائيين زينا وكانوا في يوم جيرنا وكانوا بييجوا في بيتنا ضيوف ويكلوا اكلنا...استغربت طب ازاي هم عرائيين واحنا كمان...قالتلي حاجة اسمها شيعة وسنة وكررت عليا نفس الكلام
في يوم اختي كانت جايه بتجري ودخلت البيت وقفلت بسرعة الباب...شكلها كان غريب شعرها مبهدل وهدومها مأطعة...صرخت فيا :
خش الأوضة بسرعة اتخبي العفاريت جايين...كانت مرتبكة وبتعيط وسدا الباب بجسمها اللي من الرعب بيرتعش...انا سمعت كلامها ودخلت الأوضة واستخبيت تحت السرير..
.بس نسيت آخد اخويا الصغير معايا هو كان فوق السرير...سمعت خبط علي الباب...وزعيىء وصريخ...وسمعت اختي عيشة بتصرخ ساعة بحالها وبتؤول: لأ لأ ده حرام حرام..
سمعتها بتتألم وصوتها كان مكتوم...كأن حد حط إيدوه علي بؤها...اخويا كان بيصرخ...وانا تحت السرير شفت رجلين عفريت لابس بوت كبير هو قال كلام انا مفهمتوش...لكن سمعت طلقة رصاص...حسيت السرير منها اتنفض...وبعدها صريخ اخويا ماسمعتهوش
وبعدها معدتش سامعة حاجة ومرعوبة...كنت عاوزة اصرخ معرفتش...ومعرفتش اتحرك من تحت السرير...سمعت بعده ناس من بتنا خارجة وبتمشي خفت اخرج احسن العفاريت يشفوني ويخدوني معاهم..
قعدت اعيط واصرخ من غير صوت...انا كنت خايفة وجعانة...بعد ساعات لائيت رجول كتيرة عند السرير...وسمعت ناس بتعيط وبتؤول دول قتلو الرضيع...قتلو الرضيع...وسمعتهم بيؤولو والبنت الكبيرة إغتصبوها وحرؤوها وهي لسه حية...وسمعتهم بيسألو عني وبيؤولو هي فين سلمي؟!!
واحد منهم بص تحت السرير لأني من خوفي ملفوفة ودموعي خلصت ومفيش في زوري صوت...كنت عاوزه اصرخ مئدرتش...مد إيدوه وسحبني خرجت معاه...سمعتهم بيؤولوا خبوه وشها عشان متشفش جثث اخوتها المأتولين...انا مش فاهمة حاجة ومش عارفه هم قاصدين ايه...
بس انا كنت خايفة ومرعوبة وجعانة...وعاوزة احضن اخواتي...انا حاسة ان من كلامهم اني مش هشفهم تاني...ومكنتش محتاجة اسأل هم راحو فين لأني كنت عارفة انهم راحوا الجنة عند ماما وبابا..
علي فكرة انا بحب ربنا قوي...بس بردوه زعلانه منه...علشان هو خد كل اللي انا بحبهم ووداهم الجنة...وسابني هنا لوحدي...ماما كانت دايماً تؤولي ان ربنا شايلي في الجنة شيكولاتة وايس كريم...وحجات حلوة كتير...
إن شاء الله لما هروح الجنة النهاردة انا هسلملكم علي ربنا كتير وهؤولوه ان المسلمين كلهم حلوين وكانو بيعاملوني كويس بعد ماما وبابا...وهشيلكم حلويات كتير لحد ما انتو تيجو هناك...بس انا خايفة احسن ما لئيش صحباتي هناك في الجنة ...طب هلعب مع مين؟!!...
بس ماما قالتلي متخفيش ربنا خلأ في الجنة اطفال كتير قوي...بس انا بحب صحباتي وهخلي ربنا يجيبهم معايا.. النهاية
انا عشت مع ناس طيبين...هم خدوني وقالو انهم هيربوني زي بنتهم...بس أنا مش عاوزة كده...انا عاوزه اروح عند بابا وماما واخواتي في الجنة...عشان كده...انا سألت وعرفت انه اللي عاوز يروح الجنة...يجري بسرعة ناحية عساكر العفاريت الامريكان ...
وبعدين هم هيضربوا عليه نار... هي بتوجع شوية...بس صحبتي قالتلي انه لما بينزل الدم...بعدها بغمض عنيا وبشوف نور...وتيجي بعدها ملايكة بجنحات هتسألني عاوزه تروحي فين؟!...هؤولهم عاوزة اروح عند ماما وبابا وأخواتي...عشان هم وحشوني...وانا لوحدي خايفة.
سلمي ...................
خبر عاجل علي قناة الجزيرة:
قوات الاحتلال الأمريكية تقتل طفله عراقية تبلغ خمسة سنوات وذلك بعد قتل عائلتها في السابق... وقال ناطق باسم قوات الاحتلال:"كانت سلمي عبد الكريم الدليمي... تسير نحو دورية من قوات متعددة الجنسيات...وامتنعت عن التوقف عندما طلب منها ذلك"...
وأضاف الناطق:
" ورجحت القوات ان تكون سلمي محاطة بحزام ناسف لتفجيره في الدورية...فأطلقت الدورية عليها النار فأردتها قتيلة علي الفور"...وفي بيان صادر عن قيادة الاحتلال في العراق جاء فيه:"اننا نأسف للخطأ الغير مقصود والذي انتهي بقتل الصغيرة سلمي".أ.ه.