تفاقمت أزمة "نساء المتعة" من جديد بين اليابانوكوريا الجنوبية، إذ قررت اليابان استدعاء سفيرها لدى جارتها، على خلفية تمثال اعتبرته مسيئا، وضع أمام قنصليتها في مدينة بوسان. وصعدت اليابان احتجاجها ديبلوماسيا باستدعاء سفيرها لدى كوريا الجنوبية، وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوجا خلال مؤتمر صحافي إن "الحكومة اليابانية تعتبر هذا الوضع مؤسفا للغاية"، مشيرا إلى أنها قررت إضافة إلى الاستدعاء الموقت للسفير، وأخذ سلسلة إجراءات احتجاجية أخرى بينها تجميد المحادثات الاقتصادية الرفيعة المستوى بين البلدين. ويتضمن التصعيد الياباني أيضا وقف محادثات بشأن مبادلة العملة بين البلدين، وتأجيل الحوار الاقتصادي رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية كجزء من استجابة. الغضب الياباني جاء ردا على عدم استجابة كوريا الجنوبية لمطلبها إزالة تمثال برونزي من أمام سفارتها في سول، وهو ما ردت عليه سابقا جارتها بأنها لن تحد من حرية النشطاء المدنيين في تدشين التمثال. التمثال البرونزي - يسمى بالسلام- لفتاة في الثوب التقليدي الكوري تجلس على كرسي بحجمها الطبيعي، وعلى كتفها طائر صغير، يرمز به النشطاء الكوريون إلى عبيد الجنس وهن نساء المتعة اللاتي أجبرهن الجيش الياباني على العمل في البغاء في مواقع الحرب العالمية الثانية من أجل راحة جنوده. وفي الذكرى الأولى لتسوية قضية "نساء المتعة"، الأربعاء قبل الماضي، دشن نشطاء منظمات مدنية تمثالا بمحيط القنصلية اليابانية في بوسان، وتمكنت الشرطة الكورية من إزالته وتفريق النشطاء الذين عادوا من جديد بعدها بيومين ونظموا اعتصاما بجوار التمثال. وتوصلت طوكيو وسول بعد مشوار طويل في قضية " نساء المتعة" إلى اتفاق نهائي ولا رجعة فيه، قدمت خلاله اليابان اعتذارا و8.3 مليون دولار للضحايا، لكن المعارضة الكورية تضغط من أجل تعديل الاتفاقية خاصة في حال قرر القضاء الكوري إزاحة الرئيسة بارك جيون هاي من منصبها في القضية المتهمة بضلوعها في قضايا فساد. وتغطي الغمامة السياسية مستقبل العلاقات بين الجارتين، في الوقت الحالي، خاصة بعد عرض وزير الدفاع الياباني صلاة في ضريح الحرب المثير للجدل في طوكيو خلال زيارة له في الخميس الأخير من 2016. ويكرم الضريح الملايين من قتلى الحرب في الغالب اليابانية، ولكن أيضا من كبار شخصيات عسكرية وسياسية أدينوا بارتكاب جرائم حرب.