بعد اتصال هاتفى أجراها وزير الخارجية الأمريكية، جون كيرى، مع رئيس جنوب السودان، سيلفاكير ميارديت، الخميس الماضى، أعلن كيرى أن موفدًا أمريكيًّا خاصَا توجه إلى جنوب السودان للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة التى تتقاتل منذ ما يقرب من أسبوع. كيرى أوضح أنه قرر إرسال موفده الخاص إلى السودان وجنوب السودان، السفير دونالد بوث، مضيفًا أنه «حان الوقت كى يسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التى تخضع لهم، وأن يكفوا فورًا عن الهجمات على المدنيين». كما طالب بوضع حد لموجة العنف بين المجموعات الإثنية والسياسية المختلفة فى جنوب السودان. من ناحية أخرى، قال فريق الوساطة الإفريقية، الذى يضم وزراء كينيا وأوغندا وجيبوتى والصومال وممثلين للاتحاد الإفريقى والأممالمتحدة، إنهم أجروا محادثات «مثمرة» أول من أمس الجمعة مع الرئيس سيلفاكير فى محاولة لتفادى تحول الصراع فى أحدث دولة في العالم إلى حرب قبلية. وتعتبر هذه هى أول مبادرة للسلام منذ تفجر القتال. وقال وزير الخارجية الإثيوبية، توادروس أدهانوم، رئيس الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا «إيجاد»، والذى يرأس الوفد الإفريقى للصحفيين قبل العودة إلى المحادثات: «عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية مع فخامة الرئيس سيلفاكير وسنواصل المشاورات». من جانبه قال السفير الفرنسى في الأممالمتحدة، جيرار أرو أول من أمس الجمعة، إن مشار وربيكا أرملة جون قرنق القائد التاريخى للتمرد الجنوبى، الذى انتزع استقلال جنوب السودان وقُتل فى 2005 ، قد وعدا بعثة الوساطة الإفريقية ب «إجراء حوار غير مشروط». لكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. وفي نهاية المشاورات تبنى مجلس الأمن بالإجماع إعلانًا غير ملزم يدعو سيلفاكير ومشار اللذين أدى تنافسهما إلى موجة من أعمال العنف فى البلاد، إلى «تحمل مسؤولياتهما، وإلى توجيه دعوة لوقف الأعمال الحربية والبدء الفورى لحوار». وفى مؤشر على التوتر بين جيران جنوب السودان، أكد متحدث باسم الجيش الأوغندى إرسال جنود من بلاده إلى جوبا فى مهمة تهدف إلى إجلاء الأوغنديين من جنوب السودان. وقال بادى أنكوندا فى تصريحات لفرانس برس: «أرسلنا فريق إجلاء إلى جوبا وأول الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم سيصلون مطار كمبالا فى الساعات القليلة المقبلة». لكن وزير الإعلام والبث بجنوب السودان، مايكل مكوى، قد نفى فى ما بعد وجود أى قوات أمريكية أو إفريقية فى جنوب السودان، مؤكدًا أنه لا علاقة لأى دولة بالصراع الذى تشهده البلاد.