افتتح المجمع الطبي وطلب تحديث منظومة حفظ المستندات وتأمينها كل الإمكانات مسخرة للتوأمة مع المعاهد الدولية وجلب الخبراء وإرسال البعثات للخارج بعد خمس سنوات من انطلاق عملية تطوير مستشفي كوبري القبة العسكري، وتحويلها إلى مجمع طبي متكامل، والتي بدأها المشير محمد حسين طنطاوي في ٢٠١١، واستكملتها القيادة العامة للقوات المسلحة على ثلاث مراحل تالية، يعود اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام، لاستئناف الافتتاحات بالمرحلة الرابعة التي دشنت دخول ثلاثة مستشفيات جديدة للخدمة، وعدد من المراكز الطبية والوحدات الخدمية، ضمن مخطط تطوير المجمع الطبي العسكري بكوبري القبة، والذي كان مقدرا له الانتهاء في ٢٠٢١، لكن الرئيس ضغط المخطط لينجز بالكامل خلال خمس سنوات بدلا من عشر. وخلال الافتتاحات طرح الرئيس عددا من الأفكار لرفع كفاءة القطاع الطبي، بينها فتح الكليات العسكرية للطب لعدد من الطلاب المدنيين للدراسة في مناخ "شبه عسكري" لكن مع توجيه الخريجين للمستشفيات المدنية، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم الطبي في مصر. وبحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المُسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء وكبار قادة القوات المُسلحة، تابع الرئيس فيلما تسجيليا عن المستشفى الذي تأسس عام ١٨٢٥، ونقل إلى موقعه الحالي منذ ١٢٥ عاما حيث يعد من أقدم وأعرق المؤسسات الصحية في مصر. وأوضح اللواء أركان حرب هارون أبو سحلي، مدير المجمع، أعمال المرحلة الرابعة للتطوير، والتي شملت الأسبقية الثانية لإنشاء مستشفى القلب التخصصي، وإنشاء مستشفى الاستقبال والطوارئ والحوادث، ورفع كفاءة وتطوير مستشفى الباطنة ومبنى العيادات الخارجية والمراكز التخصصية، وتطوير المعامل المركزية للقوات المسلحة للبحوث الطبية وبنك الدم، بالإضافة إلى عدد من المنشآت والمباني الإدارية والخدمية بالمجمع، وذلك بإجمالي 30 مشروعاً موزعين على 13 مشروعاً إنشائياً جديداً، و14 مشروعاً لرفع الكفاءة والتطوير، و3 مشروعات للبنية التحتية والشبكات. مستشفى كوبري القبه العسكري أو المجمع الطبي يخدم أكثر من مليون مواطن سنوياً من العسكريين والمدنيين، حيث يستقبل حاليا ما يزيد عن 80 ألف مواطن شهريا من المدنيين والعسكريين وأسرهم، ويعد بمثابة مدينة طبية متكامله اُقيمت على مساحة 137 ألف متر مربع وتبلغ طاقته 1200 سرير يمكن رفعها إلى 1300، منها 170 سرير رعاية مركزة وإفاقة و44 سرير غسيل كلوي و30 غرفة عمليات. كما أن المجمع مزود ب2019 جهازا طبيا، وورشة طبية لصيانة وإصلاح أكثر من 70٪ من الأجهزة والآلات الطبية وملحق به مدرسة تمريض ثانوية للذكور. ويضم المجمع حاليا مستشفى للجراحة ومستشفى للباطنة ومستشفى للاستقبال والطوارئ ومستشفى الأسنان التخصصى التعليمى ومستشفى القلب التخصصى ومستشفى طب وجراحة العيون، إضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية والتداخلية ووحدات الليزر والعلاج الضوئى للأمراض الجدية وقسما تخصصيا للسموم وعلاج الأدمان بالمجمع وقسم العلاج الطبيعى تمثل جميعها أحدث ما وصل إليه العلم فى هذا المجال. وألقى اللواء أركان حرب عبد المرضي غريب رئيس هيئة الإمداد والتموين، كلمة أشار فيها إلى قيام القوات المسلحة بالتوسع في إنشاء وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية في العديد من محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وذلك انطلاقاً من دور القوات المسلحة في دعم مقومات التنمية الشاملة للدولة. وأشار إلى حرص القوات المسلحة على وضع خريطة علاجية تشمل كافة محافظات الجمهورية من خلال العديد من المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية المجهزة بأحدث الاجهزة والتقنيات والكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة للمعاونة فى تقديم خدمة طبية متميزة لجميع أبناء الشعب المصري. وخلال الافتتاحات التي تمت بالفيديو كونفرنس قبل أن يقوم الرئيس ومساعديه بتفقد المستشفى، أدار الرئيس حوارا مع قائد وحدة الأرشيف وأبدى اعتراضا على عدم مواكبة المنظومة لما كان يطمح له من أحدث نظم حفظ المعلومات وسأل قائد الوحدة كم يتكلف إنجاز التحديث المطلوب فطلب ٤٠ مليون جنيه فأردف الرئيس بالموافقة قائلا:" تصدق". وطلب الرئيس كذلك الاهتمام بالتطوير المستمر لمعامل البحوث الطبية وبنوك الدم، مشيراً إلى نجاح القوات المسلحة في خفض تكلفة استيراد الأدوية والمعدات الطبية، بما وفر على الدولة جزءاً كبيراً من العملة الصعبة، ووجه الجهات المعنية بدراسة إنشاء كيان مؤسسي يعمل على توفير المعدات الطبية والأدوية لجميع المستشفيات الحكومية والجامعية والتابعة للقطاع الخاص. وأشاد الرئيس بنجاح القوات المسلحة في مد عقود الصيانة للمعدات الطبيه لتصل إلى 3 سنوات بدلاً من سنة واحدة. وكرر على قائد كلية الطب ضرورة تطبيق برامج مكثفه للتوأمة مع الجامعات والمعاهد الطبية وإرسال المبعوثين للخارج وجلب الأساتذة والخبراء الأجانب للتدريس، وقال:" المصريون قادرون علي التعلم ومواكبة أحدث منظومات العلم والدراسة وعليك أن تحدد ما تريده وسيتم تحقيقه للوصول بطلابك لهذا الهدف". وفي نهاية الافتتاح أشاد الرئيس بالمستوى المتقدم للمنشآت والخدمات الطبية التي يقدمها المجمع الطبي للقوات المسلحة بكوبري القبة، وبالدور الهام الذي يقوم به المجمع في رفع مستويات الرعاية الطبية للمواطنين المترددين عليه سواء من المدنيين أو العسكريين، وأعرب عن تقديره للقائمين على إدارته وللشركات التي ساهمت في أعمال التطوير والتي بلغت 36 شركة مدنية يعمل بها 6000 مصري.