مع بداية سبتمبر الماضي أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير، أن الجيش المصري تعاقد بالتنسيق مع وزارة الصحة على استيراد عبوات حليب للأطفال الرُضع بعد أن لاحظت القوات المسلحة قيام الشركات المختصة بإستيراد عبوات حليب الأطفال بإحتكار العبوات في مخازنها للمغالاة فى أسعارها بالسوق المحلي، ما تسبب فى زيادة المعاناة على المواطن البسيط . وجاء بيان الجيش تعقيبًا على تصريح من وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين خلال الأزمة بأن الجيش استورد بالفعل 30 مليون عبوة حليب بسعر 30 جنيه للعبوة، وهذا ما نفاه المتحدث العسكري الذي أكد أنه لا يوجد لدى القوات المسلحة أى عبوات مخزنة وأنه سيتم إستيراد أول دفعة من الألبان إعتباراً من 15 / 9 / 2016 ليتم إستلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر 30 جنيهاً للعبوة بدلاً من 60 جنيهاً ، أى بنسبة تخفيض تصل إلى 50 %. ووصلت الدفعتين الأولى والثانية إلى ميناء الدخيلة بمحافظة الإسكندرية وتم توزيعها على شركات الأدوية الثلاث "ابن سينا، المتحدة، فارما أوفر سيز"، ولكن حصة الشركة المصرية لتجارة الأدوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام تأخرت لأكثر من 3 شهور من وصول الدفعة الأولى لأسباب غامضة. في الوقت ذاته توصلت "التحرير" إلى قيام شركات التوزيع الثلاثة برفع أسعار ألبان "فرانس ليه" المعروفة بإسم ألبان "تحيا مصر"، والتي استوردها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، من قبل شركات الأدوية الثلاثة الموزعة، ليصل سعر العبوة إلى 43 جنيها، رغم توزيعها خلال الشهرين الماضيين بسعر 30 جنيهًا، خلال الدفعتين الأولى والثانية من استيراد القوات المسلحة . قبل أربعة أيام استلمت مخازن الشركة المصرية للأدوية نحو مليون عبوة ألبان للأطفال بسعر 30 جنيه لبدء توزيعها على السوق المحلي لتلبية احتياجات المواطنين، ولكن بسبب تحرير سعر صرف الدولار وتخطيه 19 جنيهًا في البنوك المصرية بدأت الشركة المصرية في التفاوض مجددًا مع هيئة الإمداد والتموين لتحريك سعر العبوة من 30 إلى 55 جنيه تفاديًا للخسائر التي تنتج عن البيع بسعر التوريد والتي تتجاوز 15 مليون جنيه شهريًا . وهذا ما أكده الدكتور عادل طلبة، رئيس الشركة المصرية لتجارة الأدوية الذي أعلن وصول الدفعة الثالثة من ألبان الأطفال التي يستوردها الجيش، مطبوعًا عليها شعار "تحيا مصر" والتي تبلغ نحو مليون عبوة لتوزيعها على الصيدليات الأهلية خلال الأيام القادمة . وأعلن طلبة، في تصريحات ل"التحرير"، أنه يجري التوافق حاليًا مع هيئة الإمداد والتموين، على زيادة السعر الجديد بنسبة 50%؛ ليتراوح ما بين (53-56) جنيهًا للعبوة الواحدة، بدلًا من 30 جنيها، خاصة عقب قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه، وتحرير سعر صرف الدولار، ووصوله إلى 19 جنيهًا بالبنوك المصرية، قائلًا: "أسعار الألبان تتغير من وقت لآخر، حسب سعر الدولار، ولو ماحصلتش الزيادة دي مش هاقدر أكمل استيراد، أو أبيع في السوق المحلية" . وأضاف، مش من مصلحة أي حد إن شركة حكومية تخسر لأني لو بعت بسعر التوريد 30 جنيه سوف أتعثر في وقت ما من تراكم الخسارة ويصل اجمالي خسائري 15 مليون جنيه شهريًا، وهذا اللبن الحر سعره أغلى من السعر المقترح للبيع به بواقع 60 جنيه ، حيث يتراوح سعره ما بين 100 إلى 120 جنيه". وأوضح رئيس الشركة المصرية أن قرار الزيادة ليس في يده، إنما يرجع للتفاوض الجاري مع هيئة الإمداد والتموين التابعة للقوات المسلحة والذي لن يقل في معظم الأحوال عن 55% زيادة لعدم حدوث أي خسائر قريبة، قائلًا:"يافرحتي أجيبه وأبيعه ب 25 جنيه وبعد شهر ألاقي المصرية قفلت بالكامل". ومن جانبه ذكر الدكتور شريف السبكي، العضو المنتدب للشركة المصرية للأدوية أن الزيادة القادمة في ألبان الجيش لن تقل عن 55 جنيه لأن تكلفة العبوة الواحدة يتجاوز 52 جنيه، مؤكدًا أن التفاوض الجاري على السعر الجديد يتراوح ما بين 56 و57 جنيهًا . وأضاف، أنا خلال الشهر الجاي سأقوم بالتسديد في حساب الإعتماد الخاص بالشركة في البنوك المصرية بالسعر الجديد للدولار الذي لن يقل عن 20 جنيه نتيجة زيادة التكلفة عن 55 جنيه . وأوضح السبكي في تصريحات خاصة أن البيع بالسعر الحالي لا يتناسب مع التكلفة الحقيقية، خاصة أن العلبة الواحدة تكلف الشركة اليوم دولارين و30 سنتًا، أي ما يعادل نحو 52 جنيهًا، مضيفًا أن ثبات أسعار ألبان الأطفال الموزعة من قبل باقي الشركات يرجع إلى أن الشراء كان قبل قرار تعويم العملة المحلية . وأشار السبكي إلى أن الألبان المباعة فى السوق الحرة تتحكم في أسعارها الشركات المستوردة، لعدم خضوعها للتسعيرة الجبرية المطبقة على الألبان المدعمة والأدوية .